تمكن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد من تحقيق شهرة ومكانة في صفوف المحتجين ضد النظام بسبب مواقفه التي تعارض وأحياناً تتحدى حكومة بشار الاسد. والسؤال المطروح الآن: هل سيحظى فورد على موافقة مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة للإستمرار في مهمته؟


بيروت: اقترب السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد من موافقة مجلس الشيوخ على التمديد له في مهمته يوم الثلاثاء، عندما تم عرض المسألة على التصويت أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. ومع ذلك، أدلى أربعة جمهوريين في اللجنة التي تضم 19 عضواً بتصويت سلبي، وسيتم إرسال طلب التمديد إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه بشكل كامل.

وحجب الجمهوريون تصويتهم بحجة أن إرسال سفير أميركي سيكون بمثابة مكافأة للحكم الديكتاتوري المتشدد الذي يمارسه الرئيس بشار الأسد، تحديداً بعد أن سحبت إدارة بوش السفيرة مارغريت سكوبي بعد الاشتباه في أن تكون سوريا متورطة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ويعتبر فورد ناقداً رفيع المستوى لحملة الأسد على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، فهو شخصية مرموقة في مجال العلاقات الخارجية ويتحدث العربية بطلاقة، وقد سافر مرتين إلى المدن السورية لاظهار الدعم للمتظاهرين، اعتبرت إحداهما تحد لقيود حكومية فرضها عليه نظام الأسد.

ونقلت quot;الغارديانquot; عن أحد أعضاء الحزب الجمهوري الذي اشترط عدم الكشف عن هويته قوله: quot;معظم الناس ليس لديهم مشكلة مع فورد على وجه التحديد، في الحقيقة إنه جيد جداً. لكن هناك مسألة أعمق تتعلق بالإدارة الأميركية ورغبتها بإقامة سياسة واضحة ومتماسكة في سورياquot;.

ويبدو أن السفير فورد يستمر باتباع سياسته التي تضعه دائماً في قلب الحدث، فقد حضر جنازة ناشط سوري يوم الأحد، قبل دقائق من هجوم قوات الأمن السورية على المشيعين.

وفي هذا السياق، قالت مراسلة صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; ليز سلاي يوم الثلاثاء: quot;ظهر السفير الأميركي روبرت فورد في جنازة الناشط السوري غياث مطر. وبعد ساعة من الوقت، اقتحمت قوات الأمن الخيمة التي أقيمت فيها الجنازة وفرقت المشيعينquot;.

واشارت الصحيفة إلى أشرطة الفيديو التي تظهر السفير فورد أثناء مشاركته في الجنازة يوم الأحد 11 سبتمبر، إضافة إلى شريط آخر نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان يوثق عملية التعذيب التي تعرض لها غياث مطر، والاعتداء على المتظاهرين المحليين من قبل قوات الأمن السورية.

من الممكن أن فورد يحاول أن يتسبب بطرده من سوريا من قبل نظام الأسد، الأمر الذي من شأنه أن يعطي إدارة أوباما دليلاً على تعصب الأسد، وقد يكون ذلك حلاً لمشكلة صعبة تواجهها وزارة الخارجية بشأن التمديد لفورد هذا الخريف، فتتجنب الدخول في صراع من أجل الحصول على مصادقة مجلس الشيوخ.

وعلى الرغم من أن فورد يلعب دوراً مهماً في سياسة الولايات المتحدة في سوريا وفي تشجيع المعارضة الديموقراطية، إلا أنه إذا لم يتم التمديد له بنهاية العام فسينتهي دوره في سوريا.