تلاحق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العديد من الفضائح التي قد تؤثر على حملته الانتخابية.


باريس: مع اتهام جاك شيراك ودومينيك دو فيلبان بتلقي اموال مشبوهة من رؤساء دول افريقية، واتهام صديق مقرب للرئيس نيكولا ساركوزي بقضية فساد مرتبطة بعقد تسلح مع باكستان، يواجه اليمين الفرنسي فضائح متكررة بشأن تمويله السياسي قبل سبعة اشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.

وفي قضايا كراتشي وبورجي وبيتانكور وغيرها تتوالى الاكتشافات المذهلة عن عمليات التمويل الخفية لليمين خلال ال15 سنة الاخيرة في حين كان يعتقد ان هذه الممارسات قد اختفت بعد التصويت على قانون التمويل السياسي في بداية التسعينات.

واعتبرت صحيفة quot;ليبراسيونquot; اليسارية الخميس ان quot;قضايا التمويل المالي هذه التي تنهمر كالمطر وتهدد باغراق الاليزيه تضع ساركوزي بين فكي رحى سيكون من الصعب عليه التخلص منهاquot;.

وهذه القضايا تتعلق غالبا بالحرب الشرسة التي دارت رحاها في اليمين بين رئيس الوزراء السابق ادوار بالادور وجاك شيراك في الانتخابات الرئاسية لعام 1995 والتي كان فيها نيكولا ساركوزي الذراع اليمنى للاول ودومينيك دوفيلبان الذراع اليمنى للثاني.

وهكذا فان تمويل حملة ادوار بالادور اصبح في صلب التحقيق في قضية كراتشي التي تعد الاكثر تهديدا لساركوزي.

فقد وجهت التهمة رسميا الاربعاء والخميس الى اثنين من المقربين من الرئيس الفرنسي وهما تييري غوبير ونيكولا بازير في اطار التحقيق في هذه القضايا التي تتعلق بشبهة فساد شابت صفقة بيع غواصات الى باكستان وعاد في اطارها جزء من الاموال المدفوعة الى فرنسا بصورة غير مشروعة.

ويسعى المحققون الى معرفة ما اذا كان المبلغ الذي تم الحصول عليه استخدم في تمويل حملة ادوار بالادور بعد ان كشف التحقيق تحويل مبالغ نقدية ضخمة الى حساب حملته (نحو ثلاثة ملايين يورو).

واستنادا الى شهادة زوجة تييري غوبير فان زوجها رافق في سويسرا رجل الاعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين الذي كان وسيطا في عقود تسلح لتلقي حقائب مليئة بالاوراق المالية. وكان نيكولا بازير مدير حملة ادوار بالادور الانتخابية انذاك هو الذي يتسلم هذه quot;الحقائبquot; في فرنسا.

ونيكولا بازير (54 سنة) صديق حميم لنيكولا ساركوزي. وكان شاهدا على زواج الرئيس الفرنسي عام 2008 من المغنية وعارضة الازياء السابقة كارلا بروني.

حقائب مالية اخرى نقلها كما يقول روبير بورجي مستشار الظل السابق للشؤون الافريقية هذه المرة لجاك شيراك ودومينيك دوفيلبان في قضية فساد اخرى يواجهها حاليا اليمين الفرنسي.

ومن المقرر ان يستمع القضاء الخميس الى بورجي الذي يتهم الرئيس السابق ورئيس وزرائه بتلقي نحو 20 مليون دولار من رؤساء افارقة من خلاله بين عامي 1997 و2005.

الا ان بورجي يؤكد انه لم يقدم شخصيا اموالا الى نيكولا ساركوزي وهو ما يتعارض مع اقوال مستشار افريقي اخر في كتاب الصحافي بيار بيان وعنوانه quot;جمهورية الحقائبquot;.

واخيرا سيكون على اليمين ايضا مواجهة استئناف التحقيقات القضائية في قضية بيتانكور. ويؤكد المحاسب السابق لوريثة امبراطورية لوريال لمستحضرات التجميل ليليان بيتانكور ان حملة نيكولا ساركوزي عام 2007 جرى تمويلها بمغلفات من الاوراق النقدية.

وتنفي السلطات هذه الاتهامات جملة وتفصيلا. الا ان استمرار هذه التحقيقات يهدد بعرقلة سير حملة ساركوزي للانتخابات الرئاسية.

وقال النائب الاشتراكي بيار موسكوفيسي quot;ينبغي على رئيس الجمهورية الذي يدعو الى جمهورية بلا شائبة ان يفسر كل هذه القضايا المتعلقة بوسطاء وعمولات وحقائبquot;.

كما ندد الوسطي فرنسوا بايرو بهذه القضايا وقال quot;ما نراه الان امر مخز للجميعquot; معتبرا نفسه quot;الرجل النظيفquot; في حملة 2012.