أظهرت نتائج المرحلة الثالثة من الإنتخابات البرلمانية تقدم الإسلاميين، وتراجع الأحزاب الليبرالية عن المرحلتين الأولى والثانية، لاسيما تحالف الكتلة المصرية المدعوم من رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار.


مصريون يدلون بأصواتهم

صبري حسنين من القاهرة: حملت نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر مفاجآت غير متوقعة في ما يخصّ الفلول.

إذ يخوض بعض رموز الفلول جولة الإعادة، ومنهم: عبد الرحيم الغول، الذي كان متهماً في أحداث نجع حمادي، التي راح ضحيتها 7 أقباط صبيحة الإحتفال بأعياد الميلاد في العام 2010، ومرتضى منصور، المتهم في قضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة، المعروفة إعلامياً بـquot;موقعة الجملquot;.

37 % للإخوان
وفقاً لما أعلن عنه حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فإن قوائم الحزب حصلت على 37.5% من إجمالي أصوات الدوائر، التي أجريت فيها انتخابات القائمة. وفاز ثلاثة مرشحين تابعين له من الجولة الأولى. ويخوض الحزب الإعادة بـ 29 مرشحاً.

تقدم الثورة مستمرة
في محافظة الدقهلية، معقل الإعلامي توفيق عكاشة، رئيس حزب مصر القومي والمحسوب على الفلول، جاءت قائمة الحرية والعدالة في المركز الأول بـ 155546 صوتًا، تليها قائمة حزب النور بـ101595 صوتًا. وكانت المفاجأة تقدم قائمة الثورة مستمرة بـ 85266 صوتاً، والمدعومة من جراح الكلي، المعروف بالدكتور محمد غنيم، ثم قائمة الوفد بـ39977 صوتاً.

خسارة عكاشة ومنصور بالإعادة
وفي حين خسر توفيق عكاشة في معقله، لم تحصل قائمة حزب مصر قالومي إلا على 16668 صوتاً، أي أقل من نصف في المئة، وهي النسبة المؤهلة لفوز مرشح واحد بمقعد في البرلمان، كما خسرت قائمة الكتلة المصرية المدعومة من رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، فلم تحصل إلا على 8417 صوتًا، ثم الوسط بـ 5503 صوتًا.

فيما حصل حزب العربي الناصري على 5760 صوتًا، والاتحاد على5482 صوتًا، والحرية 2501، ومصر الحديثة 3898 صوتًا، والمستقلين الجدد 972، والإصلاح 2917 صوتًا.

وحقق المستشار مرتضى منصور، المحسوب على الفلول، والمتهم في قضية قتل المتظاهرين المعروفة إعلامياً بـquot;موقعة الجملquot;، إنتصاراً بخوضه جولة الإعادة أمام مرشح لحزب الحرية والعدالة، الدكتور خالد الديب، الحاصل على 133366 صوتًا، وحصل منصور على 95425 صوتاً.

وفي محافظة الوادي الجديد حلّ حزب النور السلفي في المرتبة الأولى بإجمالي 34376 صوتاً، ويليه حزب الحرية والعدالة بإجمالي 22792 صوتًا، ثم الحزب العربي الناصري، فالكتلة المصرية، وتجري الإعادة على المقاعد الفردية بين مرشحي حزبي الحرية والعدالة والنور.

قنا للفلول
كانت المفاجأة الأكبر في محافظة قنا في جنوب البلاد، حيث صوّتت لمصلحة الفلول، وحرم من المقاعد الفردية الإخوان وشباب الثورة والليبراليون، وتجري جولة الإعادة في دائرة نجع حمادي على مقعد الفئات بين اللواء خالد خلف الله، ومرشح حزب النور السلفي الدكتور أحمد ضبيع محمد بدوي.

وتجري الإعادة على مقعد العمّال والفلاحين بين النائب السابق فتحي قنديل المحسوب على الفلول، والنائب السابق عبد الرحيم الغول، الذي يعتبر من أبرز وجوه الحزب الوطني في الصعيد لأكثر من 25 عاماً، وأشارت أصابع الإتهام إليه بالضلوع في التحريض على حادث نجع حمادي، الذي وقع صبيحة الإحتفال بأعياد الميلاد، وقتل فيه سبعة أقباط أثناء خروجهم من الكنيسة.

اكتساح الإسلاميين
وفي محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا، أحرز حزب النور السلفي تقدماً ملحوظاً على كل الأحزاب، وحصل على 76487 صوتاً من إجمالي 112483 صوتاً، وحلّ حزب الحرية والعدالة في المرتبة الثانية بـ 16290 صوتاً، ليتم إقتسام مقاعد المحافظة بين الإخوان والسلفيين فقط.

أما في محافظة القليوبية، فحلّ حزب الحرية والعدالة في المركز الأول بـ 228 ألف و194 صوتاً، وحزب النور في المركز الثاني بـ 151 ألف و545 صوتاً، وجاء حزب العدالة والتنمية في المركز الثالث بعد حصوله على 57 ألف و900 صوتًا.

وأظهرت النتائج تراجع الأحزاب الليبرالية، وعلى رأسها: الوفد، الذي حصل على 38 ألف و11 صوتًا، ثم تحالف الكتلة المصرية، الذي حصل على 23 ألف و352 صوتًا، وجاءت قائمة الثورة مستمرة في المركز الأخير بـ9 آلاف و482 صوتاً، وخرجت كلها بدون أية مقاعد في القليوبية.

منتجع مبارك للإسلاميين
في محافظة جنوب سيناء السياحية، التي تضم مدينة شرم الشيخ، مقر الإقامة الصيفي للرئيس السابق حسني مبارك، حلّ حزب الحرية والعدالة في المركز الأول بـ14279 صوتًا، وكانت المفاجأة أن حزب الوفد الجديد جاء في المركز الثاني بـ5610 أصوات، ثم الإصلاح والتنمية المحسوب على الفلول بـ5544 صوتًا، ثم الكتلة المصرية بـ3754 صوتًا.

نتائج متوقعة
ووفقاً للدكتور أسامة عبد الخالق الباحث في مركز القاهرة للدراسات السياسية، فإن نتائج المرحلة الثالثة من الإنتخابات كانت متوقعة، وقال لـquot;إيلافquot; إن حصول الإسلاميين على الغالبية للمرة الثالثة ليس جديداً، فهم يحظون بأرضية واسعة في أوساط المصريين، مشيراً إلى أن دخول بعض رموز الفلول جولة الإعادة كان متوقعاً أيضاً، لاسيما أن المرحلة الثالثة تضمّ محافظات تعتمد على القبلية، مثل قنا وشمال وجنوب سيناء ومطروح.

لكن عبد الخالق توقع عدم فوز أي منهم بمقاعد في جولة الإعادة، وأرجع ذلك إلى أن الجولة الأولى عادة ما تتعرّض الأصوات فيها للتفتيت، ولكن في الإعادة سوف تتكتل كل القوى، بما في ذلك الإسلاميون والليبراليون وشباب الثورة، ضد مرشحي الفلول.

وفي ما يخص تراجع الأحزاب الليبرالية الواضح، قال عبد الخالق إن الأمر يحتاج دراسات عمقية من قبل الليبراليين أنفسهم، والعمل على تغيير خطابهم السياسي بشأن التعامل مع العامة من الناس، والنزول إليهم في الشوارع والأحياء والقوى، وعرض برامجهم عليهم، والتحاور معهم ومشاركتهم في مشاكلهم، وعدم الإعتماد على مخاطبتهم عبر وسائل الإعلام، لأن المواطن لا يشعر إلا بمن يقف إلى جواره على الأرض، وليس من يخاطبه عبر الفضائيات، مؤكداً أن الإلتحام مع الجماهير سوف يكسر إحتكار الإسلاميين للقواعد الشعبية، ويحدث توازنًا معهم.