الرئيس أوباما أعلن تنحي وليام دالي عن منصبه

شكل نبأ تنحي كبير موظفي البيت الأبيض، وليام دالي، والذي أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما خبراً صاعقة في أرجاء مركز الرئاسة الأميركي. واعتبر دالي أنه الوقت المناسب لاستقالته. وتم تعيين التكنوقراطي رئيس مجلس النواب السابق جايكوب ليو، خلفاً له.


بيروت:أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين ان رئيس موظفي البيت الأبيض، وليام دالي، تنحى عن منصبه قبل عام من عملية اعادة الانتخابات الرئاسية. وسيتم استبدال دالي بمدير الميزانية في البيت الأبيض جايكوب ليو، الذي تربطه علاقات وثيقة بالكونغرس.

تم تعيين دالي من قبل أوباما في العام الماضي للمساعدة في ابرام الصفقات التشريعية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وناضل لإيجاد موطئ قدم له في واشنطن لكنه فشل في التوسط لاتفاق ميزانية ضخمة مع الجمهوريين في الكونغرس في الصيف الماضي.

ويشكل نبأ تنحي كبير موظفي البيت الأبيض، خبراً صاعقاً وسط سلسلة من الأحداث الجيدة التي أنعشت البيت الابيض، في ظل بوادر عودة الحياة في سوق العمل، والانتصار على الجمهوريين بشأن ضريبة الرواتب، إضافة إلى انشغال المرشحين الجمهوريين بالإساءة إلى بعضهم البعض في الحملة الانتخابية.

أشارت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية إلى أن تنحي دالي أحدث خضة في البيت الأبيض، أدت إلى إحداث بلبلة، في الوقت الذي يفخر فيه أوباما باستقرار إدارته وعدم وجود اي دراما داخلية، مشدداً على أن دائرته متماسكة بإحكام من قبل كبار المستشارين الذين يلعبون عاملاً رئيساً في الاستقرار.

طلب أوباما من دالي إعادة النظر في قراره، واعطاه مهلة للتفكير في إمكانية بقائه في منصبه وذلك خلال عطلة الأعياد، لكن دالي (63 عاماً) أصر على قراره بالمغادرة.

quot;من الواضح انه لم يكن من السهل علينا أن نسمع هذا النبأquot;، قال السيد أوباما في ظهور قصير في غرفة الطعام في البيت الأبيض، بحضور دالي وجايكوب.

ويُعرف جايكوب ليو، الذي بات خلفاً لدالي، بأنه تكنوقراطي دمث ذو خبرة طويلة في البيت الأبيض والكونغرس، بعد أن خدم في إدارتين وكان رئيس مجلس النواب. كما شغل ليو منصب نائب وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون، وعمل على تنسيق quot;الوجود المدنيquot; لأميركا في أفغانستان، الأمر الذي جعله بنظر أوباما quot;قادراً على التعامل مع قضايا السياسة الخارجيةquot;.

واعتبرت الـ quot;نيويورك تايمزquot; أن تنحي دالي عن منصبه يفرض تساؤلات مهمة، عما إذا كان جايكوب سيكون أكثر نجاحا ً من دالي في وضع نفسه في الدائرة الداخلية للرئيس. وليس من الواضح حتى اللحظة، ما إذا كان جاكوب سيشترك في بعض واجباته مع بيت راوس، وهو مساعد سابق في الكونغرس الذي يعتبر من المقربين للرئيس وكُلف ببعض مسؤوليات دالي بعد فشل المحادثات بشأن الميزانية.

هذه الخطوة في الخريف الماضي، التي وصفها البيت الأبيض بتقاسم معقول للعبء، نُظر اليها باعتبارها توبيخاً لدالي، الأمر الذي أدى إلى تقويض مكانته في البيت الأبيض. وقال مسؤولون في الإدارة إن جايكوب وراوس سيعملان على تلك القضايا معاً، على الرغم من أن أحد المطلعين على المسلة رجح أن يكون راوس صاحب القرار المؤثر.

في هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن جايكوب ليو لديه شبكة اتصالات أوسع في واشنطن من دالي، وهو مصرفي سابق ومستشار للتجارة في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

وسلّم دالي استقالته لأوباما يوم الثلاثاء الماضي بعد مناقشة الأمر مع زوجته في عطلة في المكسيك خلال عطلة عيد الميلاد. وقدم كبير موظفي البيت الأبيض رسالة استقالة طويلة أثنى فيها على إنجازات أوباما، غير أنه لم يفصح عن سبب محدد لتركه منصبه. وقال: quot;لقد حان الوقت بالنسبة لي كي أعود إلى المدينة التي احبهاquot; ورفض الادلاء بمزيد من التعليقات.

quot;لقد كانت سنة محمومة جداquot;، قال مسؤول كبير في الإدارة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، مضيفاً: quot;دالي يظن أنه الوقت المناسب لرحيلهquot;.

شعور دالي بالإحباط لم يكن سراً على أحد. وقال لمحطة تلفزيون شيكاغو إنه يخطط لمغادرة البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) عام 2013 ، في نهاية ولاية أوباما الأولى. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في سبتمبر، قال دالي انه تأثر كثيراً بفشل المفاوضات حول الميزانية، وشعر بأنه لا يقوى على الدخول في المنافسة الحزبية التي تلتها.

وأضاف دالي: quot;يدفعون البلاد للسير وفقاً لأولويات الحزب الجمهوري، والتي تعتمد على مقولة: إما أن تسير الأمور وفقاً لطريقتي أو إنها لا تسير على الإطلاقquot;.

من جهته، أشاد أوباما بالدور الذي لعبه دالي في رعاية اتفاقات تجارية مع كولومبيا وباناما وكوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنه ساعد في تصميم مشروع الرئيس للوظائف الذي يكلف 447 مليار دولار، والذي كان في وضع حرج في الكونغرس.

وقال مسؤولون في الإدارة إن دالي سوف يلعب دوراً رئيساً في جمع التبرعات لحملة أوباما، وربما يكون المدير المشارك لحملة إعادة انتخابه. وبما أن دالي يتمتع بروابط واتصالات وثيقة في شارع وول ستريت المالي، فمن المرجح أن يظل صاحب تأثير قوي في السياسة الديمقراطية، ولهذا حرص اوباما على القول في بيانه انه يعتزم التشاور مع دالي بانتظام.