تيرانا:حصل ابو بكر قاسم الاويغوري الذي سجن اكثر من اربع سنوات في غوانتانامو بتهمة quot;الارهابquot; قبل تبرئته في نهاية المطاف، على اللجوء السياسي في البانيا حيث بدأ حياة جديدة وهو الان يعمل في مطعم للبيتزا.
ولخص ابو بكر الذي يبلغ من العمر 43 عاما وضعه قائلا quot;اعيش الان حياة جديدة. لا استطيع العودة الى الصين والسلطات الصينية لن تسمح ابدا لاقربائي بالمجيء الى البانياquot;.

وروى وهو يعجن عجينة البيتزا انه هرب من عمليات quot;الاضطهادquot; في الصين مع بعض من رفاقه الاويغوريين ليلتقوا صدفة في افغانستان اثناء الهجوم الاميركي على نظام طالبان.
وتم توقيفه بعد بضعة ايام من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. ونقل ابو بكر مع اربعة من مواطنيه الى غوانتانامو حيث امضى اربعة اعوام ونصف في الاعتقال قبل تبرئته.

وتقيم الاقلية الاويغورية الناطقة بالتركية والتي تعتنق الاسلام في شينجيانغ بشمال غرب الصين. وتقول بعض مجموعات الاويغور بانها تتعرض لقمع سياسي وديني من قبل الصين فيما تتهمهم بكين بquot;الارهابquot;.
وفي حزيران/يونيو 2006 حصل ابو بكر على اللجوء السياسي في البانيا حيث وصل ضائعا.

وقال بلغة البانية صحيحة quot;آملت عبثا ان تساعدني الولايات المتحدة او الامم المتحدة او البانيا في الانضمام الى زوجتي واولادي الثلاثة الذين لم ارهم منذ اثنتي عشرة سنةquot;.
وفي هذه الاثناء قرر ابو بكر الزواج مرة اخرى. وقد اقترن من اويغورية كانت تقيم في اوروبا قبل الانضمام اليه في البانيا. وهما ينتظران مولودا في غضون اسابيع قليلة. quot;طفلة سيسمونها زينب وستكون جوهرة حياتي الجديدة في البانياquot;، على حد قوله.

لكنه لم ينس عائلته التي بقيت في الصين والتي يتصل بها عبر الانترنت.
وفيما كان في بلده الاصلي موظفا في مصنع صغير للمنتجات الجلدية، تعلم ابو بكر في تيرانا مهنة صنع البيتزا وهو يعمل منذ اشهر في مطعم البيتزا quot;حلالquot; قبالة مدرسة يشكل معظم طلابها زبائنه.

وقال وهو يبتسم quot;لم يكن الامر سهلا لان البيتزا ليست من اختصاص بلاديquot;. واضاف quot;ان المنافسة قوية. ابتكر وصفات لارضي زبائني من الشبانquot;. كما يؤكد انه يتوجه بانتظام الى المسجد.
لكن حياته الجديدت لا تخلو من المتاعب.

ويقول ان quot;السطات الالبانية تدفع لنا الايجار وتعويضات تقدر بحوالى 300 يورو كل شهر، لكن هذا المبلغ لا يكفي لاعالة اسرتي وعلي ان اعملquot;.
ومن رفاقه الاربعة الذين استقبلوا في البانيا، تزوج اثنان منهم للمرة الثانية من اويغوريات، فيما يرغب الثالث ان يتزوج بالبانية والرابع طلب اللجوء السياسي الى السويد.

ويؤكد ابو بكر انه لا يستطيع ان ينسى ما عاناه في غوانتانامو. فالكوابيس تلاحقه وما زالت صراخ وبكاء المعتقلين الاخرين في اذنيه.
وقال الرجل الذي كان يعرف بالرقم 283 ان quot;القوانين لم تكن موجودة ولم يكن الناس سوى ارقام. ليس لدي اي سبب لاشكو من حياتي الجديدة في البانياquot;.

وامنيته الكبرى هي ان يرى quot;يوما منطقته حرة ومستقلة ليتمكن من العودة اليهاquot;.
واضاف ابو بكر quot;في غوانتانامو كنا نحتفظ بلحانا لان ذلك كان جزءا من شيمنا وعاداتنا. لكني حلقتها في تيرانا. وما زال هناك اناس كما في كل مكان يعتقدون ان وراء كل لحية يختبىء ارهابيquot;.