واشنطن:بعد عشر سنوات على فتح معتقل غوانتانامو حيث تكدس المعتقلون في بادئ الامر في اقفاص في الهواء الطلق، تحسنت شروط الاعتقال غير ان بعض السجناء ال171 المحتجزين فيه ما زالوا يخضعون لنظام متشدد ويحتجزون في عزلة شبه تامة.
ولعل رؤية زرقة البحر في خليج غوانتانامو الذي يضم القاعدة البحرية الاميركية في كوبا تنسي انه يوجد في الجوار معتقلون متهمون بالارهاب وصفتهم ادارة الرئيس جورج بوش في السابق بانهم quot;اسوأ الاشرارquot;. والسجن الذي فتح بعد اربعة اشهر من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2011 يبقى محجوبا عن الانظار من معظم المناطق المأهولة.

والسجن المعروف بزنزاناته الضيقة وقاعات الاستجواب التي كان يخضع فيها المعتقلون لسؤ المعاملة بحسب روايات معظم الذين افرج عنهم، تخلى عن معكسراته الثلاث الاولى القديمة مع انخفاض عدد المعتقلين فيه.
ومعظم المعتقلين ال171 الباقين الذين يسجنون غالبا بدون محاكمة او توجيه تهمة اليهم وبينهم 89 quot;يمكن الافراج عنهمquot; بحسب السلطات العسكرية، يجمعون اليوم في مبنيين مشيدين على طراز السجون الفدرالية المحاطة بتدابير امنية مشددة للغاية.

ويقول الكولونيل دوني توماس قائد حراس السجن quot;ان اتبعتم النظام تعيشون في المعسكر 6، وان لم تتبعوا النظام تذهبون الى المعسكر 5quot;.
ويتكدس اربعة اخماس المعتقلين وراء جدران المعسكر 6، الذي هو اشبه بكوكب غارق في الظلمة حيث يمكن رؤية السجناء في جلابيات يعيشون معا من خلال مرايا بدون قصدير.

واوضح الكولونيل توماس لوكالة فرانس برس ان هؤلاء الاخيرين يحظون ب 21 محطة تلفزيونية عبر القمر الصناعي و14 محطة اذاعة اضافة الى صحف. كما يتمتعون بquot;مزيد من الحرية لدخول زنزانتهم والخروج منها، والخروج في نزهة مع اشقائهم، وان يأكلوا ويصلوا معاquot;.
لكن ان خالفوا النظام فهم يرسلون الى المعسكر 5 المجاور ويرتدون اللباس البرتقالي المخصص للاقسام التأديبية ويتكدسون في زنزانات ضيقة حيث لا يحق لهم الخروج سوى ساعتين تقريبا في اليوم.

وروى صابر الاحمر الجزائري الذي افرج عنه في 2009 لفرانس برس quot;ان المعسكر 5 هو الاكثر قساوةquot;. ففي هذا المعسكر يخضع السجين quot;لبرنامج خاص من التعذيبquot; حيث quot;يمنع من المشي والتحرك والكلامquot;، متحدثا ايضا عن حرمان من النوم واضاءة انوار النيون quot;طوال اربع وعشرين ساعةquot; مع تشغيل المكيف باقصى درجات البرودة.
وفي quot;فايف ايكوquot; وهو امتداد للمعسكر 5، ظروف الاعتقال اكثر quot;كارثيةquot; كما يقول المحامي ديفيد ريمز الموكل الدفاع عن 17 معتقلا بينهم 14 يمنيا. وقال quot;يجب ان تكون بهلوانيا لتصلي،.. ولتذهب الى المراحيضquot; متحدثا عن quot;عودة الايام الاولى (للسجن) عندما كانت الوحشية والسادية هي السائدةquot;.

واعتبر هذا المحامي quot;ان العبء الاكبرquot; اليوم يتمثل بالضغوط على الدفاع. فكل ملاحظاته وجميع مراسلاته تمر عبر الرقابة وغالبا تمر اسابيع عديدة قبل ان يستعيدها.
ولفت اندي واشنطن كاتب quot;ملفات غوانتانامو: قصة 774 معتقلا في سجن اميركي غير قانونيquot; الى ان المعتقلين هم quot;في حفرة سوداءquot; لم توجه اليهم اي تهمة وهم بدون محاكمة يجهلون ما سيكون عليه غدهم.

وقال المؤرخ الذي تفحص الاف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس انه ان تم التخلي على ما يبدو عن quot;الاساليب الاكثر وحشية في الاستجوابquot; فلا يزال هناك quot;اضرابات عن الطعامquot; اضافة الى عزل المعتقلين الذين غالبا ما يكون ملفهم فارغا. واضاف quot;لا يوجد سوى حفنة منهم قامت بامور كبيرةquot;.
وفي الواقع يسجن خمسة عشر معتقلا يعتبرون بانهم يشكلون الخطر الاكبر بينهم خمسة رجال يتهمون بتدبير اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في زنزانات انفرادية في المعسكر 7. لكن في غوانتانامو لا يتحدث احد على الاطلاق مع معسكر 7 الشبيه بالحصن، حتى المحامون غير مرحب بهم.