تزامن اغتيال العالم النووي الايراني مصطفى احمدي روشن في طهران يوم الأربعاء مع اعلان quot;نشرة علماء الذرة الاميركيةquot; تقديم ساعتها الرمزية التي تشير الى موعد نهاية العالم بحرب نووية ، دقيقة أخرى ليصبح الموعد الجديد اربع دقائق قبل منتصف الليل. وفي الوقت نفسه اصدرت quot;مبادرة التهديد النوويquot; مؤشر أمن المواد النووية وهو قاعدة بيانية أدرجت علنا لأول مرة اسماء 32 دولة تمتلك مواد انشطارية لانتاج اسلحة نووية ، ودرجة خزنها بطريقة مأمونة.

ويتألف هذا الثلاثي من عناصر منفصلة ولكنها تتداخل بأشكال مثيرة للقلق. ونقلت مجلة تايم عن العضو السابق في مجلس الشيوخ الاميركي سام نان الذي يشارك في رئاسة quot;مبادرة التهديد النوويquot; تحذيره من وجود أدلة اليوم على توفر العناصر اللازمة لحدوث كارثة نووية وهذه العناصر هي امدادات وفيرة من المواد النووية التي يمكن ان تُستخدم لانتاج أسلحة ، بعضها ليس مخزونا بطريقة مأمونة ، وتصميم جماعات ارهابية جاهرت برغبتها في امتلاك واستخدام اسلحة نووية ، بحسب رأيه. وتعتقد quot;مبادرة التهديد النوويquot; ألتي أعدت المؤشر بالتعاون مع وحدة المعلومات الخاصة quot;ايكونومست انتلجينس يونيتquot; في مجلة ذي ايكونومست البريطانية ، ان الكشف عن معلومات تتعلق بتأمين المواد النووية من شأنه ان يشجع على تشديد الضوابط والرقابة عليها.

ومن الواضح ان هذا احد اسباب القلق الذي يشعر به اعضاء منظمة quot;نشرة علماء الذرةquot; الاميركية. فان عقرب الدقائق على ساعتهم الدينونية ثُبت عند 11:58 ليكون هذا الوقت موعد قيام الساعة في عام 1953 حين كانت الحرب الباردة في ذروتها. وبعد تحريكه عدة مرات أُعيد الى الساعة 11:43 في عام 1991 بعد توقيع واشنطن وموسكو على معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية. ولكن عدم تحقيق تقدم في خفض الأسلحة النووية منذ ذلك الحين قرَّب عقرب الدقائق مرة أخرى من منتصف الليل. وبعد الحديث عن احراز تقدم في مجال الرقابة على الأسلحة لم يتحقق في الواقع اعادت quot;نشرة علماء الذرةquot; عقرب الدقائق دقيقة من 11:55 الى 11:54. وقالت المنظمة في بيان حول احدث تغيير اجرته على ساعة القيامة انه quot;بدا قبل عامين ان زعماء العالم قد يتمكنون من معالجة التهديدات العالمية التي نواجههاquot; ولكن الاتجاه نحو ذلك quot;في حالات عديدة لم يتواصل أو أنه تراجعquot;.

ويقول جاينثا دهانابالا المسؤول في quot;نشرة علماء الذرةquot; ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح من 1998 الى 2003 ان الطريق الى عالم بلا اسلحة نووية ليس واضحا على الاطلاق وان quot;القيادة تبوء بالفشلquot;. وحذر من quot;ان العالم ما زال يملك اكثر من 19 الف سلاح نووي تكفي قوتها لتدمير سكان العالم عدة مراتquot;.

ولكن الأسلحة النووية يبقى لها تأثير الكوكايين على زعماء ، مجانين أو غير مجانين ، يطمحون في الأمن الذي يبدو ان هذه الأسلحة توفره. والذين يخشون وقوع مثل هذه الأسلحة بالأيدي الخطأ في مفهومهم لا يقلُّون تصميما على منعهم من امتلاكها.

ويبدو ان هذه الحقيقة هي التي تقف وراء اغتيال العالم الايراني روشن (32 عاما) بعبوة لاصقة ثبتها شخص يقود دراجة نارية بسيارته في شمال طهران. وقال نائب محافظ طهران سفر علي براتلو ان العبوة كانت قنبلة مغناطيسية من النوع الذي استُخدم في السابق لاغتيال علماء متهما quot;الصهاينةquot; بالمسؤولية.

وكان احمدي روشن خبيرا في تصنيع الأغشية التي تقوم بدور بالغ الأهمية في تخصيب اليورانيوم الى مستويات تسلحية. ويبدو ان اسياد قتلته كان يعرفون ذلك ويعرفون أهمية خبرته ومهارته لطموحات ايران النووية. كما انهم يعرفون ان قتل مثل هؤلاء العلماء المهمين ـ احمدي روشن هو خامس عالم على الأقل يُقتل في السنوات الأخيرة ـ يمكن ان يعطل التفاعل المتسلسل الذي قد يؤدي الى صنع قنبلة نووية ايرانية. وكما قال رئيس quot;مبادرة التهديد النوويquot; سام نان لمجلة تايم حين كشف عن مؤشر المنظمة الجديد فان quot;قوة الأمن النووي العالمي لا تزيد على قوة الحلقة الأضعف في السلسلةquot;.