اتهم فريب الديب محامي الرئيس المصري السابق حسني مبارك النيابة العامة بإهانة مبارك وأسرته، جاء ذلك خلال مرافعته أمام المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه أثناء جلسة اليوم الثلاثاء 17 يناير. ووصف الديب الأدلة التي قدمتها النيابة بأنها quot;ضعيفة وغير قاطعةquot;، ولا ترقى لمستوى الإتهام بإدانة مبارك بالتحريض على قتل المتظاهرين.

إهانة مبارك وأسرته
وقال الديب إن النيابة تجاوزت آداب المرافعة وخرجت عن الأصول، مشيراً إلى أنها النيابة quot;جرحت مبارك وأسرتهquot;. وأضاف: quot;النيابة ركزت مرافعتها على قضية التوريث التي لم يشملها قرار الاتهامquot;، ولفت إلى أن quot;ممثل النيابة وجه حديثه لسوزان ثابت زوجة المتهم الأول بكل سوء وإهانة في حين أنها ليست متهمة في الدعوى، مما آلم زوجها وأولادهاquot;.

ونبه الديب النيابة إلى أن quot;المادة 1130 من آداب المرافعة والادعاء، تلزم النيابة باحترام المتهم وعدم التجريح فيه أو التنديد به بغير ما يقتضيه بيان الدليل، وتحدد المادة 307 من قانون الإجراءات الجنائية نطاق الدعوى وأشخاص المتهمين وحدود كل طرف في المخاصمةquot;.

وأتهم الديب النيابة بأنها ذكرت وقائع في مرفعتها لم ترد في لائحة الإتهام، منها واقعتي الاستيلاء على أموال مكتبة الإسكندرية والسبائك الذهبية، وأكد أن النيابة العامة نفسها أصدرت قراراً بحفظ التحقيقات في هاتين الواقعتين، وأضاف: ولكن ممثل النيابة استعرض هذه الوقائع دون فائدة.

أبناء مبارك يهتفون له
وأستأنفت محكمة جنايات القاهرة جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق في تهم تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد، وحددت الجلسات من 17 يناير حتى 17 فبراير المقبل للإستماع إلى مرافعة الدفاع عن المتهمين.

وحضر مبارك إلى قاعة المحكمة على سرير نقال، فيما جلس على كرسي متحرك أثناء جلسة المحاكمة، وشهدت حضوراً لافتاً من قبل أنصاره، الذين توافدوا إلى مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة بضاحية القهاهرة الجديدة منذ الصباح الباكر، ورفعوا صورا لمبارك، ورددوا هتافات تدعمه منها quot;اللى حصل للعراق مش هيحصل لأبو علاءquot;، quot;براءة ياريس قضاءنا هيفضل كويسquot;، quot;قولتوا ثورة مجيدة لحد ما بقينا على الحديدةquot;، quot;تحرير مين ياموكوسين تعالوا شوفوا الموكوسينquot;، quot;إهانة مبارك.. إهانة للأمةquot;، quot;محاكمة مبارك.. باطلةquot;، quot;التحرير.. باطل باطلquot;.

فيما تظاهر العشرات من أسر القتلى والمصابين أمام مقر المحكامة، ورفعوا لافتات كتبوا عليها quot;القصاص القصاص.. قتلوا ولادنا بالرصاصquot;، quot;الشعب يريد إعدام السفاحquot;، وحملوا دمى عليها صورة مبارك ووضعوا رأسها في حبل المشنقة.

مبارك دعم إستقلال القضاء
وأستغل الديب الجلسة الأولى من المرافعة في تعديد إنجازات مبارك، لاسيما في مجال إستقلال القضاء، وقال: مبارك دعم استقلال القضاء المصري وحارب من أجله. وأبرم القانون رقم 4 لسنة 1968 الذي وفر الحصانة للنائب العام والنيابة، وعزز المجلس الأعلي للقضاء وسن قانون لاستقلاله، وجعل رأيه إلزامياً وليس استشارياً. وأستشهد الديب بمقولة شيخ القضاة الراحل يحيح الرفاعي أثناء حضور مبارك مؤتمراً للقضاء، وجاء فيها موجها كلامه لمبارك الذي كان مايزال في الحكم وقتها: quot;رفعت شعار الطهارة، واتخذت طريق الرسول في المساواة بين الضعيف والقوى، وحرصت علي الاحتكام للقضاءquot;.

وأكد أن مبارك كان مهموماً دائماً بمشاكل المصريين، وأنه كان طاهر اليد، ولم يرتكب جرائم فساد، ولم يصدر أوامر بقتل المتظاهرين، وقال quot;عاش مبارك مهموماً بمشاكل الوطن والمواطنين، وهو رجل منصف وليس من حق أحد أن يهيل التراب علي تاريخه المشرف، وهو رجل جدير بالتقدير، وليس دموياً ولا معتدياً، يحكم ولا يتحكم، وعادل غير مستبد، يصون القضاء وطاهر اليد، حصل علي أعلي الأوسمة المدنية والعسكرية، مثله لا يمكن أن يصدر منه أمراً بالقتل أبداًquot;. وقال الديب أن في جعبته مفاجأة سوف تقلب الأمور رأساً على عقب، لكنه لن يذكرها إلا في نهاية جلسات المحاكمة.

ووصف الديب الأدلة التي قدمتها النيابة بأنها quot;ضعيفة وغير قاطعة، لعدم توافر الدليل المادي والفني، ولا ترقي إلي مستوى الأتهامquot;، وأشار إلي إن جميع الأدلة التي قدمتها النيابة العامة إلي هيئة المحكمة لا ترقي إلي مستوي الاتهام بإدانة مبارك بالتحريض علي قتل المتظاهرين.

غضب دفاع القتلى
وأثارت مرافعة الديب ومديحه لمبارك غضب المحامين المدعين بالحق المدني، وأعترض أحدهم على كلام الديب، ومتهماً إياه بquot;محاولة أستفزازهمquot;، إلا أن القاضي طلب من هذا المحامي الصمت والإلتزام بآداب جلسة المحاكمة.
ويواجه مبارك تهماً تتعلق بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير، وأخرى تتعلق بالفساد وسوء إستغلال المنصب، وبدأت محاكمته في 3 أغسطس الماضي.