بارك العديد من الجزائريين محاكمة الرئيس المصري المخلوع quot;حسني مباركquot;، ويعتبرها من تحدث لـquot;إيلافquot; علامة إيجابية تدعم مكتسبات ثورة 25 يناير، كما تعدّ بنظرهم مؤشرا إيجابيا على استرجاع المصريين لسلطتهم.


الجزائر: بعيون الجزائر العميقة، فإنّ محاكمة مبارك تشكّل سابقة تاريخية وإنجازا لافتا لشعب أسقط حاكمه بصمود ثواره، وترى نسيمة، المعلمة بالإعدادي، إنّ صورة مبارك على سرير وراء القضبان، تغني عن أي تعليق وتعطي درسا بليغا لكل الحكام العرب الذين لا زالوا متشبثين بممارسة التسلط وتعاطي الظلم.

وفيما يعلق يوسف، العامل بمصنع للنسيج، ساخرا: quot;مبارك على سرير داخل قفص..quot;، ويشيد فيصل الناشط الحقوقي بخطوة يراها حاسمة ويقول: quot;برافو وألف مرة برافو للشعب المصري الذي نجح رغما عن كل شيء في محاكمة رئيس بمنزلة دكتاتور، إنها المرة الأولى، فعلى من الدور؟quot;.

وترى حبيبة أنّ رمزية المحاكمة لها وقعها الكبير، وتهنئ جميع المصريين على إنجازهم، معتبرة الأمر انتصارا إضافيا لشباب الثورة وحتى لأولئك الذين امتنعوا عن النزول إلى ميدان التحرير وظلوا يمارسون التهكم على المعتصمين، بيد أنّ حبيبة تنتقد احتواء محاكمة مبارك على كثير من المقاطع الهزلية.

إلى ذلك، يتمنى الناشط الاجتماعي رايان أن تكون محاكمة مبارك مقدمة لسلسلة محاكمات تشمل جميع الحكام الظالمين، ويعرب رايان عن أمله في أن تكون المحاكمة سريعة وتبتعد عما أسماه quot;الطابع الفولكلوريquot; واللعب على وتر الوقت quot;طالما أنّ السارق لن يعترف بسرقتهquot; على حد تعبيره.

بينما يعتقد نبيل سائق سيارة أجرة، أنّ ما يقع ناجم عن رغبة حكام مصر ما بعد الثورة لإظهار نموذج العدالة التامة، خلافا لما جرى الترويج له خلال الستة أشهر الماضية.

بدوره، يحيي أحمد العامل بورشة خاصة، محاكمة مبارك، ويراها فرصة ليتذوق الرئيس المصري السابق من نفس الكأس التي تجرّع منها آلاف المصريين، مختصا جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; التي عانى ناشطوها من استفزازات قضائية وأمنية لم تهدأ خلال الفترة الماضية.

ويقدّر بشير الموظف ببنك عمومي، أنّ المحاكمة لن تكون ذات بال إذا ما اكتفت بمقاربة ما حدث خلال أيام الثورة من تجاوزات ومآسي، حيث يتصور أنّ المحاكمة ستكون فعلية إذا ما أجابت عن عديد الأسئلة المحيّرة كلغز سقوط الطائرة المصرية عام 1999، وكذك كارثة احتراق قطار الصعيد سنة 2002، وغرق العبّارة أربعة أعوام من بعدها.

من جهته، يرى المخضرم موسى إنّ ما يحدث لمبارك يبيّن أنّه مهما تجبّر أي طاغٍ على شعبه، فإنّ مصيره سيكون أسودا، وهو ما ينطبق على من حكم مصر خلال الثلاثين سنة المنقضية، فضلا عن حكام آخرين سيلقون نفس المصير حتى ولو لم يحصل لهم ذلك في الحياة الدنيا، فستكون عاقبتهم أشدّ أمام الله.

ويسجل موسى إنّ حالتي السقوط والهوان التي كانت تطبع مبارك ونجليه ومعاونيه أثناء المحاكمة الأولى، تعطي انطباعا قويا أنّ الشعب المصري استطاع ان يفتك سلطته ويثبت لمبارك وغيره، قدرته على النيل ممن بطشوا به في السابق، ويجسّد النموذج الحي للديمقراطية التي يمارس فيها الشعب سلطته على حكامه.

وعن أوجه الشبه بين الحالتين الجزائرية والمصرية، بادرنا سفيان، رضا، محمد، وحمزة وهم من شباب حي باب الوادي العريق وسط العاصمة الجزائرية: quot;الجزائر كما مصر، اللعبة ذاتها والعملة نفسها، التوابل فقط تتغيرquot;، ويردف أحدهم: quot;نتمنى أن يكون حكام الجزائر شاهدوا مبارك في زنزانته، إنها صورة موحية للكل وتدفعهم إلى الكف عن الهروب إلى الأمامquot;، في وقت يجزم يوسف فتني مسؤول المنتدى الجزائري لمكافحة الفساد:quot;الرشوة في الجزائر حقيقة لا ينكرها أحد ولا يختلف فيها اثنان، وقد تجذرت في دواليب السلطة إلى حد التعفنquot;.