القاهرة: رغم أن متظاهري معسكري حركة quot;احتلوا واشنطنquot; يبدو مماثلين للأشخاص غير المشاركين بتلك الاحتجاجات، إلا أن الملحوظ الآن هو وجود حالة واضحة من الانقسام بينهما.

لكن المساعي المبذولة لاحتمالية توحيد الصفوف بين الحركتين الموجودتين في ساحة ماكفرسون وساحة الحرية كشفت عن وجود انقسامات في معسكري الاحتجاج الذين يقعان على مسافة قريبة من بعضهما البعض، في وقت يدعي فيه كل جانب أنه يمثل 99 % من المواطنين، وفقاً لما ذكرته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية.

وقد أصدر المنظمون الأسبوع الماضي خطابات وبيانات من كلا المعسكرين يرفضون فيها بمهارة وبغير مهارة ذلك المقترح الذي تحدث فيه عمدة واشنطن، فينسينت غراي، عن إمكانية دمج المعسكرين في ساحة الحرية. وهي الخطوة التي أوضح غراي أنها ستسمح بتنظيف ساحة ماكفرسون، التي انتقد المسؤولون المحليون أوضاعها غير الصحية في ظل تزايد أعداد الفئران بصورة ملفتة للنظر هناك.

وقد سارع حينها متظاهرو ساحة ماكفرسون إلى القول إنهم يريدون البقاء في مكانهم. وقال أحدهم ويدعى تراسي كيث: quot;نحب الفئران التي تعيش هنا أكثر من تلك الفئران الموجودة بالخارج. كما أن المتظاهرين يعيشون في ماكفرسون مثلما هو الحال مع الأشخاص الذين يتظاهرون في ساحة الحرية، لكننا نحظى بمتنفسنا هناquot;.

كما أبدا متظاهرو ساحة الحرية اعتراضهم على المقترحات التي تحدثت عن إمكانية تقاسم المجموعتين مكاناً واحداً. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين هناك يدعى كاسي قوله :quot; هناك نظم صنع قرار مختلفة وهناك كذلك أنواع مختلفة من اللجانquot;.

هذا وقد تم تأسيس كلا المعسكرين في مطلع شهر تشرين الأول- أكتوبر الماضي، بعد حوالي شهر من قيام حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; بتوطيد مكانها في إحدى حدائق مانهاتن السفلى بمدينة نيويورك. وعلى عكس متظاهري ساحة ماكفرسون، الذين لم يحصلوا على تصريح، نجح في البداية متظاهرو ساحة الحرية في الحصول على تصريح مدته 4 أشهر من دائرة الحدائق الوطنية، كما حصلوا مؤخراً على تصريح جديد يبدأ اعتباراً من يوم الثامن والعشرين من شهر شباط- فبراير القادم.

وقال تايلور هول، 22 عاماً، عضو سابق بحملة احتلوا بيتسبرغ، إنه وبمجرد وصوله، قرر الانضمام لمعسكر ساحة الحرية لأنه كان أكثر سلماً عن معسكر ساحة ماكفرسون. وأشار زميل آخر يدعى ماتيو ميشيل، 28 عاماً، من بيتسبرغ أيضاً، إلى أنه قضى بعض الوقت في معسكر ماكفرسون ولاحظ اختلافاً في quot;الفعالية البشريةquot; وكذلك quot;فجوة بين الأجيالquot; بين المعسكر هناك ومعسكر ساحة الحرية.

ثم نوهت الصحيفة إلى حالة التأرجح التي شهدها كلا المعسكرين من حيث الحجم والنطاق طوال فصل الخريف. وحول فكرة توحيد صفوف كلا المعسكرين، أصدر متظاهرو ساحة الحرية بياناً قالوا فيه: quot; للمعسكرين شخصيتين مختلفتين، ونحن لا نريد أن نفقد شخصية ساحة الحريةquot;. فيما رد متظاهرو ساحة ماكفرسون بالقول عبر بيان لهم كذلك إن الانضمام لمعسكر ساحة الحرية لا يرقى لكونه حل مثالي.