متاعب جديد لبوتين ووزرائه

أضافت مجموعة من أثرى أثرياء روسيا، هربت من بلادها إلى بريطانيا خوفًا من بطش السلطات بها، إلى متاعب فلاديمير بوتين قبيل انتخابات الرئاسة التي ينوي العودة عبرها إلى كرسي الحكم الأعلى، متاعب جديدة. فقد أعلنت المجموعة أنها على وشك نشر قائمة برؤوس الفساد داخل الكرملين نفسه.


لندن: قال عدد من المليارديرات laquo;الأوليغاركraquo;، الذين هربوا من روسيا إلى بريطانيا خوفًا على حياتهم - وأموالهم بالطبع - إنهم سيستخدمون عيشهم في أمان هذا المنفى ليكشفوا عنالفساد والفاسدين في قلب الكرملين، أعلى المؤسسات السياسية في بلادهم.

ويزعم هؤلاء أنهم أكملوا قائمة تحوي نحو 50 من كبار البيروقراطيين في حكومة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، وقالوا إن هؤلاء المسؤولين اختلسوا - بعلم رجل روسيا القوي ومباركته - ما يعادل مئات ملايين - أو مليارات - الدولارات من خزينة الدولة، وحوّلوها إلى حسابات مصرفية خاصة خارج روسيا.

في هذا التطور، الذي يقول المراقبون إن من شأنه رفع درجة التوتر الدبلوماسي المتوتر أصلاً بين لندن وموسكو، يقول أوليغارك المنفى إنهم ينوون نشر أسماء الفاسدين داخل الكرملين مقرونة بالأدلة الدامغة على تلاعبهم بالمال العام كما حلا لهم.

ويضيفون أنهم يأملون من وراء ذلك بتحرك من جانب الحكومات الغربية، يفضي إلى وضع أسماء أولئك المسؤولين الحكوميين على لوائحها السوداء.

يذكر أن هذه المجموعة من أوليغارك المنفى (وجلّهم يقيمون حاليًا في بريطانيا) تسمّي نفسها laquo;اللجنة الدولية لمكافحة الفسادraquo;. وقد وجدت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي صوتًا مسموعًا إلى جانبها يتمثل في غاري كاسباروف، بطل العالم السابق في الشطرنج، الذي قرر خوض المعترك السياسي، وصار من أشد منتقدي الكرملين بأسًا بالنظر إلى شهرته الدولية العالية.

وبين أبرز الوجوه في مجموعة المنفيين الروس هذه فاليري موروزوف، ملياردير البناء والإنشاء، الذي سبق له أن عرّى مجموعة من كبار مسؤولي الكرملين تورّطوا في فضيحة رشى عقود الأولمبياد الشتوي 2014 في روسيا.

وقد فرّ إلى بريطانيا في الشهر الحالي، بعدما أصدر الكرملين أمرًا بوضع أعماله التجارية قيد التحقيق.

يذكر أن العلاقات بين بريطانيا وروسيا بلغت حدًا بعيدًا من السوء في 2006 بعد مقتل ألكسندر ليتفنينكو، عميل وكالة الاستخبارات السوفياتية laquo;كيه جي بيraquo; ووكالة الاستخبارات الروسية التي خلفتها laquo;اف اس بيraquo; في لندن.

جاء هذا التطور بعدما انشق هذا العميل، ونال اللجوء السياسي إلى بريطانيا، وحصل في ما بعد على جنسيتها.

وتوفي ليتفنينكو مسمومًا بمادة laquo;البلونيوم 210raquo; المشعّة في ظروف غامضة، فوجّه سائر أصدقائه ومعارفه من اللاجئين الروس أصبع الاتهام إلى الكرملين بقتله نتيجة لانتقاداته العلنية لفلاديمير بوتين ونظامه، إضافة إلى فضحه أسراراً خطرة في أروقة المخابرات الروسية.