الفاتيكان: اطلق البابا بنديكتوس السادس عشر الخميس quot;سنة الايمانquot; لمليار ومئتي مليون كاثوليكي، داعيا حوالى 400 اسقف تجمعوا في ساحة القديس بطرس الى استعادة quot;الجهد الايجابيquot; للمجمع الذي يحتفل بذكرى مرور خمسين سنة على انعقاده.

وفي ساحة القديس بطرس في طقس خريفي صاف وكما حدث في 11 تشرين الاول/اكتوبر 1962، مر مئات من الاساقفة بثوبهم الكنسي الاخضر وتيجانهم البيضاء بعد خروجهم ببطء من الباب البرونزي للمشاركة في قداس احتفالي. ويبث هذا الاحتفال مجددا بعض الحماسة في كنيسة تواجه في الغرب خصوصا فضائح وquot;اميةquot; دينية.

وفي 11 تشرين الاول/اكتوبر 1962، شكل 2250 اسقفا من كل القارات موكبا كبيرا في ساحة القديس بطرس في بداية هذا المجمع الفاتيكاني التاريخي الذي دعا اليه البابا يوحنا الثالث والعشرون. ومن اصل الآباء السبعين الذين quot;شاركوا في المجمع الفاتيكاني الثانيquot;، يشارك في الزياح الخميس 14 منهم لا يزالون على قيد الحياة.

وانتهز البابا بنديكتوس السادس عشر فرصة اطلاق quot;سنة الايمانquot; التي ستستمر حتى الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2013، لتوجيه نداء ملح الى الكاثوليك للجوء الى وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني التي تشكل quot;التعبير المضيء للايمانquot; والعودة الى quot;الجهد الايجابيquot; للمجمع.

وقال انه quot;الاساس الملموس والمحددquot; من اجل quot;تبشير جديد لا يشوبه اي لبسquot;، بينما يعقد 262 اسقفا اجتماعا منذ الاحد في الفاتيكان في اطار سينودس quot;للتبشير الجديدquot; ويجرون مناقشات حول اسباب ازمة الايمان.

واضاف الحبر الاعظم منتقدا التقليديين وبعض التقدميين، ان quot;الاستناد الى الوثائق يحمي من المبالغات او من حنين خاطىء الى التاريخ او افراط في الاندفاع الى الامامquot;.

وبعدما عبر عن اسفه لانه في السنوات التي تلت المجمع الثاني quot;عمد كثيرون الى جعل اسس وديعة الايمان بحد ذاتها في صلب المناقشاتquot;، اعترف البابا بان الايمان يعيش في بعض الدول في quot;الصحراءquot;.

لكنه اضاف quot;في الصحراء نعيد اكتشاف قيمة ما هو اساسي للحياةquot;. وتابع ان quot;اشارات العطش الى الله والمعنى الاسمى للحياة لا تعد ولا تحصى مع انها تعبر عن نفسها في اغلب الاحيان بشكل ضمني او سلبيquot;.

ويجمع البابا بنديكتوس السادس عشر اساقفة العالم للتباحث حتى 28 تشرين الثاني/نوفمبر في وسائل quot;تبشير جديدquot; فيما يتراجع الايمان المسيحي في اوروبا ويعاني المسيحيون من التمييز في عدد من مناطق العالم.

وكان بنديكتوس السادس عشر وضع هذه المسألة في رأس اولوياته وانشأ في 2010 دائرة جديدة مهمتها التوصل الى استراتيجية في هذا المجال.

ويتزامن هذا السينودوس مع انطلاق quot;سنة الايمانquot; والذكرى الخمسين للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الذي شهدت بعده المجتمعات الغربية تراجعا تدريجيا للايمان المسيحي.

وسيدرس السينودس ايضا مسألة التبشير الذي كان سريعا وفوضويا في بلدان الجنوب حيث يتعرض الكاثوليك احيانا لاضطهادات وتهديدات وخصوصا من اسلاميين متطرفين ويواجهون ايضا منافسة من مجموعات تبشيرية انجيلية.

ورحب بطريرك القسطنطينية للروم الارثوذكس برتلماوس الاول بالتقدم في السينودس. وقال ان quot;وجودنا يعني التزامنا ان نشهد معا على رسالة خلاص اشقائنا الاضعف: الفقراء والمهمشونquot;. واضاف quot;فلنصل من اجل السلام لاخوتنا واخواتنا في الشرق الاوسطquot;.

وفي نهاية الاحتفال، سلم البابا quot;رسائل الى شعب اللهquot; كما فعل بولس السادس عند انتهاء المجمع الفاتيكاني الثاني في كانون الاول/ديسمبر 1965. وتسلم الرسائل دبلوماسيون وفلاسفة وفنانون ونساء ومهاجرون وممثلون لحركات عمالية ومصابون في حوادث وشبان في القارات الخمس.

وبين هؤلاء المخرج السينمائي الايطالي ايرمانو اولمي والباحثة في المركز الاوروبي للابحاث النووية فابيولا جانوتي ولويس البرتو اورزوا ايريبارن احد العمال التشيليين الذين بقوا عالقين في منجم سان خوسيه في 2010.

وطرح الفاتيكان في الربيع quot;اداة عملquot; السينودس التي اعدها بالاستناد الى مجموعة اسئلة بعث بها الى الاساقفة وقد حددت العقبات الكثيرة التي تعترض العمل التبشيري. ومن العقبات الواردة في هذه الاداة quot;تزايد الميول البيروقراطية في التراتبية الكنسيةquot; وquot;الاحتفالات الليتورجية المجردة من اي تجربة روحية عميقةquot; وquot;عدم الوفاء للدعوةquot; وquot;التناقص العددي لرجال الدينquot;.