تسبب الهجوم المميت الذي وقع الشهر الماضي على البعثة الدبلوماسية الأميركية في ليبيا في حدوث مشكلة غير متوقعة بالنسبة إلى إدارة الرئيس باراك أوباما، في الوقت الذي يأمل فيه البيت الأبيض أن يبقى أوباما بعيداً عن قضايا السياسة الخارجية في ذلك التوقيت الحساس الذي يتحضر فيه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحولت التساؤلات التي أثيرت بخصوص ما إن كانت إدارة أوباما قد تجاهلت طلبات بتكثيف الأمن في ليبيا أم لا، وكذلك أسباب إخفاق فريق كبير تابع للسي آي إيه في بنغازي، في التنبؤ بذلك الهجوم الذي نفذه عشرات من المتطرفين المسلحين، إلى مصدر للحيرة، إن لم تكن مشكلة، بالنسبة إلى الحملة المسؤولة عن إعادة انتخاب الرئيس.

مع تبقي أقل من أربعة أسابيع على موعد انتخابات الرئاسة، بدأت تُطرَح بانتظام تساؤلات على البيت الأبيض بخصوص ما إن كانت الانتكاسات الأمنية قد ساهمت في مقتل أربعة أميركيين في بنغازي يوم الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، وذلك عقب جلسة استماع عاصفة أجريت في مجلس النواب قبل أيام عن الوضع الأمني في ليبيا، وكان أول سؤال تم طرحه على جو بايدن خلال مناظرة نواب الرئيس التي جرت أول أمس: quot;ألم يكن ذلك إخفاقاً هائلاً على الصعيد الاستخباراتيquot;.

أشارت في هذا السياق اليوم صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى أن الرئيس أوباما، الذي أمر بتنفيذ العملية التي أسفرت عن تصفية زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يتساءل من جانبه الآن عمّا حدث لوزارة الخارجية في ليبيا.

من جانبهم، أعرب مسؤولو حملة أوباما الانتخابية عن اعتقادهم بأن السباق الانتخابي لن يتطرق إلى السياسة الخارجية، وأكد مساعدون أنهم لا يرون أن كثيرًا من الأشخاص سيدلون بأصواتهم بناءً على طريقة تعامل البيت الأبيض مع الأحداث في ليبيا.

غير أن الصحيفة أوضحت أن المرشح الجمهوري ميت رومني حقق بالفعل مكاسب إضافية في استطلاعات الرأي التي أجريت أخيراً بخصوص الجزئية المتعلقة بمن سيبلي بلاءً حسناً في ما يتعلق بالشؤون الخارجية، بينما ظل أوباما على وضعيته نفسها.

وقال حوالي نصف الناخبين، الذين تم استطلاع آرائهم في أوهايو وفيرجينيا وفلوريدا، إنهم يعتقدون أن أوباما سيقدم أداءً أفضل بخصوص التعامل مع الشأن الخارجي، مقارنةً بحوالي 40 % ممن قالوا إن رومني هو الذي سيتفوق في هذا الجانب.

وأعقبت لوس أنجلوس تايمز بلفتها إلى أن الانتقادات التي يوجّهها الجمهوريون حالياً إلى أوباما بخصوص هجوم بنغازي قائمة على أمرين: أولهما ما إن كانت إدارة أوباما قد اتخذت الاحتياطات المناسبة لحماية البعثات الأميركية في ليبيا، وثانيهما ما إن كانت قد قالت الحقيقة بخصوص كامل الوقائع والملابسات التي أحاطت بالحادثة هناك.

وقال رومني يوم أمس quot;نحن بحاجة إلى معرفة ما حدث بالضبط. وحين يناقض نائب الرئيس بشكل مباشر شهادة مسؤولين من وزارة الخارجية، فيكون للمواطنين الأميركيين الحق حينها في معرفة ما يحدث. ونحن ماضون في طريقنا لمعرفة التفاصيلquot;.

في المقابل، سعت إدارة أوباما إلى السيطرة على الموضوع يوم أمس الجمعة، وخرجت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لتخبر وسائل الإعلام بأن الإدارة لم تتحصل حتى اليوم على quot;صورة كاملةquot; لما حدث بشكل مفصل في بنغازي.

في الإطار عينه، دافع السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جاي كارني عن أوباما، مؤكداً أن كل الانتقادات التي تُوَجَّه إليه في هذا الخصوص مبنية على دوافع سياسية خالصة.