تشير الادعاءات حول تورط مؤسس ميليشيا أنصار الشريعة الاسلامية بتفجيرات بنغازي، وبقائه طليقا، الى العلاقة المباشرة بين الجماعة والحادثة، إضافة الى أنها ستبرز مدى التعقيدات التي ستواجه المحققين لاستيفاء أعمالهم حول الهجوم.


القاهرة : قال مسؤولون ليبيون إن مؤسس ميلشيا quot;أنصار الشريعة الإسلاميةquot; في ليبيا كان متواجداً في مقر القنصلية الأميركية أثناء الهجوم المميت الذي وقع يوم الحادي عشر من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنه ظل طليقاً لمدة أسبوع بأكمله بعد أن تم الكشف عن تلك الادعاءات لقادة سياسيين ليبيين ومحققين أميركيين في العاصمة طرابلس.

وأشار اثنان من كبار المسؤولين الأمنيين الليبيين المطلعين على سير التحقيقات إلى أن أحمد أبو خطالله، الذي يصفه مسؤولون ليبيون حاليون ومسلحون ليبيون سابقون بأنه مروج لفكر مماثل لفكر القاعدة، قد شوهد أثناء الهجوم الذي استهدف مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية، حيث توفي اثنين من الأميركيين الأربعة الذين لاقوا حتفهم.

وجاءت تلك الادعاءات لتقدم العلاقة الأكثر مباشرة حتى الآن بين ذلك الهجوم وبين ميليشيا أنصار الشريعة. وهي الادعاءات التي قد تشعل أيضاً جدلاً سياسياً في الولايات المتحدة، حيث تواجه إدارة أوباما تساؤلات بشأن الوضع الأمني بالقنصلية وردها على الهجوم.

وقد رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي أن يعلق على تلك التفاصيل، مشيراً إلى أنهم مازالوا يواصلون التحقيقات. فيما نفت الميلشيا أن تكون قد نظمت أو شاركت في الأحداث.

وأشارت في هذا السياق صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية إلى أن تلك الكشوفات الجديدة ستبرز مدى التعقيدات التي ستواجه المحققين لاستيفاء أعمالهم على نحو كامل بخصوص وقائع القتل ومساعي تسليم الجناة إلى القضاء، كما تعهد الرئيس أوباما بذلك.

وقد باتت تلك الميليشيا محور اهتمام التحقيقات الأميركية والليبية بعدما كشف مسؤولون استخباراتيون أميركيون عن اختراقهم مكالمات هاتفية بين أعضاء المجموعة وقادة تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، بعد هجوم القنصلية فوراً، يتحدثون فيه عن الحادثة.

ولم يكشف المسؤولون الأميركيون عن هويات الليبيين الذين شاركوا في تلك المحادثات، ولم يُعرَف ما إن كان أبو خطالله من بينهم أم لا. هذا وقد بدأ يكثف المسؤولون الأميركيون من جهودهم المتعلقة بمكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، على أمل استهداف الفرع الذي يعرف بالقاعدة في المغرب الإسلامي، الذي كثف عملياته في مالي.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين الذين يعملون مع الجيش في شمال أفريقيا قد درسوا إضافة طائرات آلية بالمنطقة ولم يستبعدوا شن الولايات المتحدة هجمات أحادية الأجانب، لكنهم عبروا عن تمنياتهم بأن يعملوا من خلال الحكومات والمنظمات الإقليمية.

وقال أحد الخبراء المدنيين في مالي إن المحللين بدأوا يعدون قائمة بأسماء الأهداف المحتملة، بيد أن مسؤولين أميركيين أوضحوا أنهم لم يتحصلوا بعد على معلومات استخباراتية ملائمة تجعلهم يتخذون قرارات بشن هجوم على مسلحين تشير تقارير إلى ارتباطهم بالهجوم الذي وقع في بنغازي أو بنشاطات تنظيم القاعدة الأوسع في النطاق.

ثم مضت الصحيفة تشير إلى كم الانتقادات التي يواجهها المسؤولون الأميركيون على خلفية التحقيقات التي يجرونها في ليبيا بخصوص واقعة القنصلية من جانب المواطنين الليبيين.

وقد سافر بعض شهود العيان من بنغازي على نفقتهم الخاصة لمقابلة محققين من الإف بي آي ليكشفوا لهم عن معلومات، وقال ثلاثة من هؤلاء الشهود إن الأميركيين لم يعرضوا عليهم أي حماية في مقابل تعاونهم معهم، وهو ما دفع باثنين منهم إلى القول إنهم يحاولون الآن إثناء ليبيين آخرين عن التحدث مع مسؤولي المكتب.

وعاود أحد المسؤولين الليبيين مشيراً للقب الديني الذي يستخدمه أتباع أبو خطاالله معه ليقول quot; لا شك في أن الشيخ كان هناك ( عند القنصلية ). وإن تبين أنه كان هناك، فإن ذلك دليل على أنه كان يعطي أوامر. فتلك هي الطريقة التي تدير من خلالها المجموعة شؤونهاquot;.

وأوضحت الصحيفة أنها لم تتحصل على ردود بخصوص الطلبات التي أرسلتها لإجراء مقابلة مع أبو خطالله، من خلال مسؤولين تابعين له في الميليشيا. هذا ولا تزال هناك سلسلة من التقارير المتضاربة بشأن المكان الذي يتواجد فيه الشيخ حالياً.
وختمت ستريت جورنال بنقلها عن فوزي ونيس، مقاتل إسلامي سابقاً ويترأس حالياً مجلس الأمن الأعلى في بنغازي، وهو الجهة المسؤولة حالياً عن حراسة المدينة، قوله quot; لا يوجد هنا سوى عدد قليل من المسلمين ذوي الأفكار المنحرفة، وأحدهم هو الشيخ أحمدquot;.