فيما يستعد مئات الآلاف من الحجاج المتعجلين اليوم الأحد لرمي الجمرات قبل غروب الشمس وأداء طواف الوداع قبل المغادرة، دعا العاهل السعودي الحجاج إلى تضامن حقيقي quot;يحفظ الأمة ويحميها من التجزئة والانقسامquot;.


مكة المكرمة: يرمي مئات الآلاف من الحجاج المتعجلين الأحد قبل غروب الشمس الجمرات للخروج من مشعر منى نحو المسجد الحرام وأداء طواف الوداع قبل المغادرة من دون تسجيل حوادث تذكر. وباستطاعة المتعجلين من الحجاج مغادرة منى ثاني أيام التشريق، بعد رمي الجمرات والانتقال الى مكة لطواف الوداع استعدادًا للعودة الى بلادهم.

وينتشر الآلاف من رجال الامن لمراقبة الحشود المتدفقة تساندهم مئات الكاميرات في جسر الجمرات مما يسمح لمركز القيادة توجيه رجال الامن لتفكيك التجمعات البشرية الكبيرة واعادة التوازن في الاعداد المتجهة نحو الحرم المكي.

ورفعت السلطات الامنية درجة جهوزيتها حول مداخل ومخارج جسر الجمرات تحوطاً لتفادي ومنع أي تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم المتوقع والناجم عن رغبة الكثيرين في اتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس.

وينتشر افراد الشرطة والمرور على طول الطرقات التي سيتجه من خلالها الحجاج الى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع واكمال نسكهم. وكانت مصلحة الاحصاءات العامة اعلنت السبت أن عدد الحجاج بلغ اكثر من ثلاثة ملايين بينهم 1,75 مليون من الخارج.

وينتشر 168 الفاً من قوى الامن والدفاع المدني لضمان امن وسلامة الحجاج. ويحتفل الحجاج بعيد الاضحى ويؤدون طواف الافاضة ويسعون بين الصفا والمروة.

العاهل السعودي يدعو إلى حماية الديانات

في كلمة ألقاها أمس في حفلة الاستقبال السنوية للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج، شدد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن quot;المملكة ماضية في استشعار مسؤولياتها تجاه خدمة الحرمين الشريفين ومن قصد أرض المملكة من حجاج وعمّار وزوار، وأنها لن يصرفها عن خدمة ضيوف الرحمن صارف، وذلك فيما يتهيأ الحجاج المتعجلون إلى اختتام رحلتهم المقدسة اليوم (الأحد) ثاني أيام التشريق وثالث أيام عيد الأضحى المبارك، بعدما نعموا بالأمن والطمأنينة والأجواء الروحانية وأفادوا من المشاريع الضخمة التي أنجزتها السعودية من أجل راحة حجاج بيت الله الحرام.quot;

ونادى الملك عبدالله بتضامن حقيقي يحفظ للأمة وحدتها ويحميها من التجزئة. وأكد ضرورة حوار الأمة مع نفسها ومع الآخر لتعزيز الاعتدال والقضاء على أسباب التطرف. ودعا الأمم المتحدة إلى مشروع يدين الإساءة إلى الأديان والأنبياء.

وقال خادم الحرمين الشريفين: quot;إن حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعيquot;. ووصفه بأنه quot;تعزيز للاعتدال والوسطية والقضاء على أسباب النزاع والتطرفquot;. ودعا المسلمين إلى quot;تضامن حقيقي يحفظ وحدة الأمة، ويحميها من التجزئة والانقسامquot;.

وأضاف أن quot;حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي، فالشتات والجهل والتحزب والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين. إن الحوار تعزيز للاعتدال والوسطية، والقضاء على أسباب النزاع، والتطرف، ولا مخرج من ذلك إلا أن نعلق آمالنا باللهquot;.

وفي كلمة أخرى وجّهها خادم الحرمين الشريفين إلى حجاج بيت الله الحرام، قال: quot;إننا في أشد الحاجة إلى تضامن حقيقي يحفظ وحدة الأمة ويحميها من التجزئة والانقسام ويصون الدماء التي حرمها الله، وهي رسالة الحجّ الذي يدعو إلى اجتماع الكلمة، ولَمّ الشَّمْل، ونَبْذ الفُرْقة والتَّشرذم، وإنَّنا لندعو الباري أن يأخذ بأيدي قادة الدّول الإسلاميَّة إلى ما فيه صلاح أوطاننا ومجتمعاتنا، كما نُهِيبُ بولاة أمر المسلمين أن يتَّقوا الله في أوطانهم وشعوبهم، وأن يَسْتَشْعِروا ثِقَل المسؤوليَّة الملقاة على عواتقهم، فنحن مسؤولون أمام الله تجاه شعوبنا وأُمَّتنا، فلا نهضةَ ولا تَقَدُّمَ إلَّا بالرَّخاء والأمنquot;.

وأضاف: quot;اليوم نحن أمة الإسلام بأمسّ الحاجة إلى الحوار مع الآخر وإلى حوار أمتنا مع نفسها، لنبذ دواعي الفرقة والجهل والغلو والظلم التي تُشكل تبعات تُهدد آمال المسلمين. ومن هذا المنطلق دعت المملكة العربية السعودية وما زالت تدعو إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهي ماضية في ذلك بإذن الله، سعياً لما فيه خير الأمة الإسلامية والبشرية جمعاءquot;.