شرارات الحرب الأهلية المستعرة في سوريا تنتقل إلى العراق لكن بشكل غير مباشر، حيث تشير التقديرات إلى انضمام عراقيين إلى طرفي المعركة التي يسعى كل منهما للفوز بها.


في الوقت الذي يسافر فيه المئات من المقاتلين العراقيين السنة إلى سوريا لدعم الثوار، يعمل المقاتلون الذي ينتمون إلى الطائفة الشيعية للانضمام إلى الطرف الآخر ودعم الرئيس السوري بشار الأسد في قتاله ضد الثوار، الأمر الذي يغذي حال الاحتقان المذهبي المتفاقم في العراق ويجعل سوريا ساحة معركة إقليمية طائفية، وفقا لما ذكرته صحيفة quot;نيويورك تايمزquot;.
وبحسب الصحيفة فإن شيعة العراق انضموا للقتال الدائر في سوريا، ولكن إلى الجانب الحكومي، فبعض العراقيين يسافرون أولاً لطهران، حيث الحكومة الإيرانية حليف سوريا الإقليمي تجهزهم وترسلهم للقتال في سوريا.
ويصل معظم هؤلاء المقاتلين من ايران إلى سوريا عن طريق الرحلات الدينية وفي حافلات الزوار من مدينة النجف بحجة زيارة مرقد السيدة زينب في دمشق، كما تنقل هذه الحافلات أسلحة لمساعدة الحكومة السورية، وفقاً لما يقوله عدد من المسؤولين العراقيين.
ولم يقتصر الأمر في سوريا على تدفق المقاتلين العراقيين إليها بل أصبح يتدفق إليها مقاتلون من إيران ولبنان، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بإمكانية أن تصبح سوريا ساحة معركة إقليمية طائفية.
لبنان الذي يستضيف ما يقرب من مائة ألف لاجئ سوري كان قاب قوسين أو أدنى من نزاع طائفي كبير خلال منتصف الشهر الجاري على خلفية اغتيال رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن.
وبينما يكافح الأردن لاحتواء العنف الجاري على حدودها والذي أودى بحياة جندي من جنودها خلال الأسبوع الماضي تحاول تركيا أن تسلك سبيل الأردن لأجل تأمين حدودها المشتعلة.
وعاد شبح الحرب الطائفية المريرة مجدداً إلى العراق الذي نال أيضاً نصيبه مما يجري في سوريا لا سيما بعد المؤشرات التي تفيد بالدور المهم الذي تلعبه إيران في حشد المقاتلين العراقيين إلى سوريا.
ويتلقى المقاتلون العراقيون أموالاً وأسلحة من قبل الحكومة السورية والإيرانية، التي تضغط أيضاً على العراقيين لتنظيم لجان لتجنيد شباب المقاتلين تنتشر في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية مثل محافظة ديالى.
ويعتبر أغلب المقاتلين الشيعة العراقيين أن الانضمام إلى صفوف الحكومة السورية في قتالها ضد قوات المعارضة quot;واجب دينيquot; من أجل حماية مستقبل المذهب الشيعي وخاصة بعد أن ظهر مقاتلون في المشهد السوري ينتمون إلى تنظيم القاعدة كان قد انخرط عدد منهم في القتال ضد الحكومة الشيعية في العراق قبل عدة أعوام.
وقال المحلل السياسي والأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري إن quot;سوريا أصبحت مفتوحة أمام كافة المقاتلين، لهذا يلعب تنظيم القاعدة في هذا الأمر على الأحبال الطائفية، ما سيؤدي إلى ردود فعل شيعية، كما يحدث حالياً في العراقquot;، مشيراً إلى أن خوفه الأكبر حيال الأزمة السورية يتمثل في تداعياتها المحتملة على العراق التي لا تزال تخبئ جمر العنف الطائفي تحت الرماد.