الدوحة: انتخب quot;الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريةquot; الداعية احمد معاذ الخطيب رئيسا، وهو رجل دين معتدل ويحظى بتوافق واسع، والنائب السابق والمعارض البارز رياض سيف، صاحب المبادرة التي ادت الى تشكيل الائتلاف، نائبا اول للرئيس وسهير الاتاسي المعروفة في اوساط المعارضة والتي تتمتع بشعبية واسعة بين الناشطين على الارض، نائبة ثانية.

وفي ما يأتي نبذات سريعة عن كل منهم:

الداعية احمد معاذ الخطيب، رجل التوافق:

ولد في العام 1960 في دمشق، وهو رجل دين اسلامي صوفي معتدل، وكان خطيبا في مسجد الامويين في دمشق. لا ينتمي الى اي حزب سياسي. ويعزى اختياره رئيسا الى هذه الاستقلالية، بالاضافة الى قربه من رياض سيف.

تم توقيفه مرات عدة في سنتي 2011 و2012 بسبب دعواته العلنية الى اسقاط النظام برئاسة بشار الاسد. ومنع من الخطابة في المساجد السورية بامر من السلطات. ولجأ منذ بضعة اشهر الى قطر. وكان الخطيب لعب دورا بارزا في التعبئة ضد النظام في ريف دمشق، لا سيما في مدينة دوما حيث نشطت في بداية حركة الاحتجاجات التظاهرات السلمية.

درس الجيوفيزياء التطبيقية وعمل مهندسا بتروفيزيائيا حوالى ستة أعوام في شركة الفرات للنفط. درس العلاقات الدولية والدبلوماسية. وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية وهولندا وتركيا وغيرها.

وكان حتى قبل الانتفاضة أستاذ مادتي الدعوة الاسلامية والخطابة في معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية في دمشق. قال عنه خالد الزيني، عضو المجلس الوطني السوري المنضوي ضمن الائتلاف الجديد، quot;الشيخ الخطيب وجه توافقي معتدل يحظى بدعم شعبي حقيقي على الارضquot;.

رياض سيف، رمز من رموز quot;ربيع دمشق 2001quot;:

رياض سيف (66 عاما) رجل عصامي وصناعي ناجح. آمن لفترة طويلة بامكانية تغيير النظام السوري من الداخل. انتخب مرتين في مجلس الشعب السوري كمستقل، في 1994 و1998. اوقف في ايلول/سبتمبر 2001 وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة quot;محاولة تغيير الدستور بطريقة غير قانونيةquot; بعد تنديده علنا بالفساد داخل السلطة خلال جلسة لمجلس الشعب.

وترافق توقيفه مع توقيفات اخرى شملت تسعة معارضين بارزين، ما اعتبر مؤشرا الى بداية نهاية quot;ربيع دمشقquot; الذي بدأ بعد تسلم الرئيس بشار الاسد السلطة خلفا لابيه في حزيران/يونيو 2000. وكان رياض سيف احد اثنتي عشر شخصية معارضة وقعت quot;اعلان دمشق للتغيير الديموقراطيquot; في سوريا العام 2005.

العام 2008، دخل الى السجن مجددا لمدة سنتين ونصف السنة بتهمة quot;نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمةquot;. واوقف بعد بداية حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في آذار/مارس 2011 لمشاركته في تظاهرة محظورة، ثم افرج عنه بعد اسبوع بسبب تدهور وضعه الصحي.

تم التداول باسمه كرئيس لحكومة انتقالية سورية محتملة بعد طرحه مبادرة مدعومة من واشنطن لتوحيد المعارضة. الا انه نفى رغبته بترؤس مثل هذه الحكومة التي يفترض ان يعمل الائتلاف الجديد على تشكيلها.

ووصف سيف في حديث الى صحيفة quot;الحياةquot; نشر اليوم انشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بquot;مثابة انجاز تأخر كثيراquot;، مشددا على ضرورة العمل بجدية لاسقاط نظام الاسد وتخفيف المعاناة عن المنكوبين.

سهير الاتاسي: المعارضة الناشطة على الارض:

ساهمت سهير الاتاسي (41 عاما) التي تنتمي الى عائلة سياسية سنية عريقة في دمشق، في انشاء quot;الهيئة العامة للثورة السوريةquot; التي تنشط على الارض كثيرا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد نظام بشار الاسد قبل حوالى عشرين شهرا، وتزود وسائل الاعلام المختلفة بالمعلومات التفصيلية عن النزاع.

نشطت الاتاسي التي تتمتع بشعبية كبيرة بين الناشطين الميدانيين قبل ذلك من ضمن المجتمع المدني، وطالبت منذ سنوات بالديموقراطية لبلادها. ودافعت منذ بدء الثورة بقوة عن quot;الحراك الثوريquot; واختيارها يشكل تجاوبا مع مطالب شريحة كبرى من المعارضين الذين يطالبون بتمثيل اكبر للحراك الداخلي في مواجهة النظام في هيكلية المعارضة. امرأة جميلة وانيقة، كانت لها اطلالات تلفزيونية لا تحصى منذ بدء الاضطرابات في سوريا لشرح وجهة نظر معارضي النظام.

ساهمت الاتاسي بشكل كبير في صنع ما عرف بquot;ربيع دمشقquot; الذي ما لبث ان انتهى بعد اشهر على انطلاقه، من خلال انشائها منتدى الاتاسي للحوار الديموقراطي في دمشق الذي استضاف العديد من الشخصيات المعارضة ونظم حوارات حول الديموقراطية في سوريا. وكان هذا المنتدى واحدا من العشرات غيره التي فتحت في العاصمة السورية، ثم اقفلتها السلطات تباعا. وكان منتدى سهير الاتاسي آخر منتدى يتم اقفاله في 2005.

لكنها ما لبثت ان اطلقته مجددا عبر موقع فايسبوك للتواصل على شبكة الانترنت. عملت سهير الاتاسي لمدة سنة في سوريا بشكل سري، قبل ان تنتقل في نهاية 2011 الى فرنسا حيث استقبلتها السلطات الفرنسية والبرلمان الاوروبي.