قاعدة نجراب:انسحب الجيش الفرنسي الثلاثاء من كابيسا، اخر ولاية في افغانستان كان يقاتل فيها وحيث فقد اكبر عدد من جنوده، في اطار الانسحاب المبكر من البلاد.

وبدأ اخر الجنود الفرنسيين ال400 المنتشرين في هذه الولاية غير المستقرة الواقعة في شمال-شرق العاصمة الافغانية اعتبارا من الساعة 10,00 (5,30 ت.غ) مغادرة نجراب، اخر قاعدة للفرنسيين في كابيسا، الى كابول في ختام حفل وداع في القاعدة كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقال مصدر عسكري انه من اصل 2200 جندي فرنسي لا يزالون في افغانستان، سيعود حوالى 700 الى ثكنهم في فرنسا بحلول نهاية السنة.

والى جانب 50 مدربا يعملون في وارداك (غرب كابول) فان ال1500 عنصر الباقين سيتمركزون في العاصمة الافغانية.

وسيعمل ثلثاهم في الاشهر المقبلة على تنظيم سحب التجهيزات الفرنسية من افغانستان - حوالى 600 آلية و600 مستوعب. وسيغادر اللوجستيون البالغ عددهم حوالى الف بحلول quot;صيف 2013quot; كما اعلن غيوم لوروا الناطق باسم الجيش الفرنسي في كابول.

وبعد ذلك ولسنوات لم تحدد بعد، سينحصر الوجود الفرنسي في افغانستان بحوالى 500 جندي يساهمون في برامج التدريب او التعاون بحسب المصدر نفسه.

وعبر انسحابه الى كابول، يعود الجيش الفرنسي الى وضع قريب من ذلك الذي كان عليه قبل 2007، قبل ان يقرر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي زيادة الوجود العسكري الفرنسي، بطلب من الاميركيين الذين يتولون فيادة ايساف (قوة الاطلسي في افغانستان) من اجل مكافحة المتمردين في سوروبي وكابيسا.

والمهمة التي بدأت عام 2008 في كابيسا، الولاية التي يخترقها بقوة متمردو طالبان والحزب الاسلامي، كانت تعتبر الاصعب للفرنسيين في افغانستان منذ وصولهم الى هذا البلد في نهاية 2001.

وقد تكثفت فيها المواجهات مع المتمردين. واكثر من 60% (54 من اصل 88) من الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في البلاد منذ 2001 سقطوا في هذه المنطقة.

ويقول الجيش الفرنسي المتفائل ازاء قدرات القوات الافغانية على احتواء التمرد في هذه المنطقة الاستراتيجية، انه يترك وراءه منطقة هادئة نسبيا.

وبعد عدة هجمات دموية ضد الجنود الفرنسيين في 2011 و 2012 قرر ساركوزي تقديم موعد الانسحاب الفرنسي الى 2013. وقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدوره بتقديم الموعد الى نهاية 2012 اي قبل سنتين من الموعد المقرر لانسحاب القوات القتالية لقوة حلف شمال الاطلسي من افغانستان والتي تعد اكثر من مئة الف جندي حاليا.

ورغم 11 عاما من المعارك الى جانب حوالى 350 الف جندي وشرطي افغاني، لم يتمكن التحالف الدولي من هزم التمرد الذي تقوده حركة طالبان التي اطيح بها من السلطة عام 2001 ما يثير مخاوف لدى البعض من اندلاع حرب اهلية بعد رحيل قوات حلف شمال الاطلسي في 2014 فيما اثار اخرون احتمال عودة طالبان الى السلطة.