تؤكد تقارير أميركية أن وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الشرق لتهدئة الوضع بين حماس وإسرائيل إشارة واضحة إلى تغيير الرئيس باراك اوباما سياسته الشرق أوسطية.
إقرأايضا |
أوباما عالق في ملف غزة.. ولا يملك هامش مناورة كبيراً تهدئة غزة من تأجيل إلى آخر.. بانتظار الرد الإسرائيلي |
جاء القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال وزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، للقيام بمهمة شرق أوسطية طارئة على مستوى مفاوضات السلام، يوم أمس الثلاثاء، ليبرز تحولاً في نهج الإدارة صوب القيام بدور أكثر فعالية في شؤون المنطقة، وليقدم دلائل خاصة بالطريقة التي قد يستعين من خلالها بالأدوات السياسية المتاحة له عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الأميركية التي جرت مؤخراً.
وقد تؤتي تلك الخطوة بثمارها سريعاً إذا ساعدت كلينتون في إنهاء الصراع القائم بين إسرائيل وحماس. وكان مقرراً لها أن تتوجه اليوم الأربعاء للقاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس محمد مرسي بعد مناقشات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن رحلة كلينتون تشكل أوضح إشارة من جانب أوباما إلى إسرائيل بأن عليها أن تبدأ في وقف حملتها ضد المسلحين في قطاع غزة.
وتدرك الإدارة الأميركية أن وجود كلينتون على الأرض في محاولة من جانبها لتسوية الأزمة، فإنه سيكون من الصعب على نتنياهو أن يفي بوعده ويقوم بغزو قطاع غزة.
هذا وقد سبق لأوباما وإدارته أن عبرا عن كامل دعمهما لإسرائيل منذ أن بدأ الصراع الأسبوع الماضي، لكن بدأت تتكثف الجهود الرامية الى وقف إطلاق النار، وبالتالي وضع حد للغارات الجوية الإسرائيلية ووقف إطلاق الصواريخ من جانب حركة حماس.
وقالت إسرائيل من جهتها إنها تواصل غاراتها الجوية في غزة لتقليل قدرة المسلحين على إطلاق الصواريخ داخل إسرائيل.
وبدا من الواضح أن الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية الى إنهاء العمليات في غزة قد بدأت تكتسب الزخم منذ صباح يوم أمس، حيث توقع الرئيس المصري أن تتوقف الهجمات عمّا قريب، في الوقت الذي أشار فيه نتنياهو إلى أن إسرائيل ستكون quot;شريكاً جاهزاًquot; لوقف إطلاق النار مع المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة. غير أنه أوضح في وقت لاحق أنه لا يستبعد احتمالية القيام بعملية اجتياح بري للقطاع، حسب ما ذكرته الصحيفة.
وإن تمكنت مصر من وقف إطلاق النار أو التوصل لتهدئة موقتة بالنسبة للتوترات الحاصلة في المنطقة، فإن وجود كلينتون سيضيف ثقلاً دبلوماسياً لتعزيز جهود التهدئة.
كما ستستغل كلينتون تلك المناسبة في تهنئة الحكومة الإسلامية الجديدة لاستمرارها في المحافظة على دور مصر القائم منذ 30 عاماً باعتبارها دولة محبة للسلام، وهو شيء أساسي بالنسبة لأميركا في الوقت الذي تعيد فيه صياغة علاقاتها بالقاهرة عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك مطلع العام الماضي.
وقالت كلينتون قبل اجتماعها في وقت متأخر من مساء يوم أمس مع نتنياهو quot;ستتعاون الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة مع شركائنا هنا في إسرائيل وفي كافة أنحاء المنطقة بغية الوصول لنتيجة من شأنها دعم أمن المواطنين الإسرائيليين وتحسين أوضاع سكان قطاع غزة والتحرك صوب سلام شامل لكافة شعوب المنطقةquot;.
والتقت كلينتون بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل توجهها للقاهرة، حيث يأمل المسؤولون الأميركيون أن يتم الإعلان عن اتفاق هناك. ولن تقابل كلينتون أي ممثلين عن حركة حماس التي تهيمن حالياً على قطاع غزة.
وقالت في هذا الصدد فيكتوريا نولاند وهي متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية: quot;أحياناً لا يكون هناك بديل عن الاستنكار. فالرئيس وكلينتون يعتقدان بشكل واضح أن ذهابها وجلوسها مع نتنياهو وعباس ومرسي قد يساعد في نزع فتيل التوتراتquot;.
هذا وقد رفضت إدارة أوباما أن تفصح عن باقي أهداف كلينتون من وراء توجهها للمنطقة بخلاف المساعدة في تأمين إنهاء حالة العنف المشتعلة في المنطقة. لكنّ مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يأملون أن تمهد التسوية المتوقع التوصل إليها بخصوص الصراع الدائر في الوقت الراهن إلى إجراء محادثات بشأن اتفاق سلام شامل.
التعليقات