على الرغم من كونها الحركة الاسلامية الحاكمة في قطاع غزة، تظهر حركة حماس وجهًا آخر يتمثل في إعدام كل من يتعامل مع الجهة الاسرائيلية، في تصرف يعتبر خيانة عظمى للقضية الفلسطينية.


غزة: أثار موكب تقدمته دراجات نارية الخوف في غزة لا سيما وأن وراءها كان يتم سحل جثة رجل اعدم quot;لتعاملهquot; مع اسرائيل في مكان ليس بعيداً عن مقر بعثة دبلوماسية، ما يعكس وجهي حماس في قطاع غزة.

فالحركة الاسلامية الحاكمة في غزة منذ 2007، مصممة على كسر الحصار الدولي الذي فرض عليها، على الرغم من فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006، وتراهن لذلك على الزيارات المتتالية لمسؤولين كبار الى القطاع منذ بدء الهجوم الاسرائيلي ومنهم رئيس الوزراء المصري هشام قنديل.

ووسط أصوات أبواق سيارات صادحة، جرجرت جثة الشاب الذي جرد من معظم ملابسه بعد ربطها بمؤخرة السيارة والتجول بها في حي النصر، بحسب مراسل فرانس برس.

وأعدم مسلحون الثلاثاء ستة فلسطينيين بعد أن دفعوهم خارج باص صغير وقاموا باطلاق النار عليهم عند تقاطع قريب على ما أفاد سكان لفرانس برس رافضين الكشف عن هوياتهم.

وقال أحد شهود العيان في منطقة حي المقوسي، غرب مدينة غزة إن quot;سيارة باص صغيرة توقفت في الحي وألقت بستة مواطنين من بابها الخلفي على الأرض، ثم قام مسلحون باطلاق النار عليهم وإعدامهم دون أن يترجلوا من السيارةquot;.

واوضح شاهد آخر فضل عدم الكشف عن اسمه أنه كتب على هذه اللافتة أن quot;كتائب القسام تعلن عن إعدام الخونة المجرمينquot; الذين وصفت كلاً منهم quot;بالعميل الهالكquot;.

وثلاثة من هؤلاء من مدينة غزة وواحد من كل من رفح وخان يونس وبيت لاهيا، شمال القطاع، كما ورد على اللافتة.

وكتب في اللافتة أن ذلك جاء quot;لمشاركتهم في تقديم معلومات حول قدرات المقاومة وفصائلها وإعطاء العدو معلومات عن تحركات المجاهدين، وساهموا في استشهاد العديد من المجاهدين والابلاغ عن مواقعهمquot;.

والمكان قريب من منزل عائلة الدلو التي قتل ثمانية من أفرادها على الأقل في غارة في 18 تشرين الثاني (نوفمبر)، وحيث انتظر حشد كبير الوفد برئاسة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي برفقة رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية.

وقبيل وصول الوفد الوزاري تم غسل التقاطع الذي شهد عملية الاعدام بعناية بحسب شهود.

وقال متحدث باسم حماس عبر مكبر للصوت quot;هنا رئيس الوزراء الفلسطيني الشرعي اسماعيل هنيةquot; معدداً اسماء الشخصيات الزائرة من بينها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ونظيراه المصري والسعودي، أمام الحضور الذي تكدس في الشارع الضيق لاستقبالهم.

وتابع المتحدث quot;هذا هو رئيس الوزراء الذي رفضته اسرائيل والولايات المتحدةquot; فيما تقدم هنية وزراء الخارجية الذين شقوا الطريق بين الحشد تحت انظار مرافقيهم القلقة.

وتقدم الوزراء وسط الهتافات بصعوبة لاداء واجب العزاء الى اقارب العائلة الذين جلسوا على صف من الكراسي أمام أنقاض المنزل المدمر بالكامل.

ثم غادر الوفد متجهًا الى مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة حيث استقبله حشد مماثل.

والى هذا المستشفى بالذات نقلت جثث quot;المتعاملينquot; المفترضين الستة الى المشرحة.

والاربعاء، انتقد موسى ابو مرزوق القيادي البارز في حركة حماس إعدام المواطنين بتهمة التعاون مع اسرائيل، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.