جنيفر براوننج أميركية تشيّعت على يد زوجها العراقي الأصل، فثابرت على حضور الطقوس العاشورية وتناول الهريسة والاستماع للأناشيد الكربلائية، وهي تحلم بزيارة العراق والمرقد الحسيني.

خاص بإيلاف من واشنطن: لا يُعتبر وضع الشابة الأميركية جنيفر براوننج، التي اعتنقت الإسلام الشيعي أخيرًا، وشاحًا أسود على رأسها بالأمر الجديد في الولايات المتحدة، فكثير من الأميركيات اللواتي أسلمن يحرصن على تغطية أجسادهن من الرأس حتى أخمص القدمين، إلتزامًا باللبس الشرعي الإسلامي. لكن الجديد، هو حرص الأميركية جنيفر براوننج على إحياء شعائر عاشوراء، التي تُعد لدى المسلمين الشيعة في العالم أيام حزن وعزاء على إستشهاد الأمام الحسين في كربلاء.

نيل ثواب محرم
على وقع الأناشيد الحزينة والقصائد المرثية، تواظب جنيفر براوننج وزوجها عبد الجليل القرشي، المتحدر من أصول عراقية، على الحضور إلى مسجد الإمام الهادي، أحد ابرز المراكز الشيعية في العاصمة الأميركية، من أجل تجسيد ذكرى مقتل حفيد النبي محمد وأهل بيته الحزينة والأليمة.
ولم يُحجم البُعد عن مشاركة الأميركية جينفر براوننج بقية المسلمين الشيعة في أميركا ايام عاشوراء هذا العام، فقد قادت سيارتها نحو ست ساعات من ولاية اوهايو حيث تقيم إلى مسجد الإمام الهادي بالعاصمة واشنطن، حيث تمارس الطقوس العاشورائية.
وتقول براوننج في حديث لـquot;إيلافquot;: quot;لقد شدتني القصائد والأناشيد الحسينية، وأحرص على الحضور مع زوجي لنيل ثواب إحياء شعائر محرم والأيام الحزينة بمناسبة إستشهاد الامام الحسينquot;.

مفردات جديدة
لم تكد تمضي أربعة أشهر على تشيّع براوننج حتى أقبلت أول عاشوراء عليها، فاعتبرت ذلك فرصة سانحة للتبحر في الدين الإسلامي عبر إحياء استشهاد أحد اعظم رموزه، الامام الحسين.
تقول لـquot;إيلافquot;: quot;الحمد لله الذي منّ علي بأن احضر مراسم عاشوراء هذا العام، وللمرة الاولىفي حياتي، فالإمام الحسين نموذج في التضحية والفداء، وما قدمه مع اسرته وصحبته في كربلاء من مواقف لا شك سيساعدني على سبر اغوار الدين الإسلاميquot;.

وتشبه براوننج كل النسوة الحاضرات المتشحات بالسواد في مجلس العزاء الحسيني،باستثناء عينيها الزرقاوتين اللتين تطاردان كل كلمة تخرج من فم خطيب مركز الإمام الهادي بواشنطن، حامد الأعرجي، وهو يتحدث عن المآثر والقيم والمبادىء التي قدمها الإمام الحسين في موقعة كربلاء.
وتشير براوننج، التي تجيد خمس لغات غير الإنجليزية، إلى أنها قصدت أن تتابع المحاضرة الحسينية هذا العام باللغة العربية تحديدًا، quot;من اجل إكتساب المزيد من المفردات التي أنوي تعلّمها قريبًا، كما تعلمت لغات غيرها كالفرنسية والإيطالية والأسبانية ولغة الصم والبكمquot;.
وتحاول جينفر جاهدة فهم المذهب الشيعي أكثر عبر القراءة والمطالعة. تقول: quot;لقد خصّصت ميزانية لشراء الكتب الإسلامية الشيعية، من أجل أن انهل من معرفتها وفهم الأمور العقائدية والفقهية والفكرية بشكل أفضلquot;.

إنجذاب لتعاليم الاسلام
تنجذب براوننج إلى صوت المنشد، الرادود الحسيني، باسم الكربلائي، الذي يُصنف كأبرز الأصوات الإنشادية على الساحة الشيعية، quot;فهو ينقلني إلى كربلاء، حيث الإباء والإخلاص، لا سيما في نشيدة حسين مولاهquot;.
وتحرص براوننج على تناول المأكولات التي تقدم بعد انتهاء مجلس العزاء الحسيني. أكثر الوجبات المفضلة لديها هي الهريسة، وتُعد وجبة عراقية شهيرة من الحبوب واللحم، تعدها العائلات القائمات على إحياء الشعائر الحسينية.
ولا تنكر براوننج أن حبها لزوجها هو الذي دفعها في البداية للتحول إلى المذهب الشيعي، quot;لكن علاقتي بزوجي العراقي ساعدتني على إكتشاف عظمة الإسلام، الذي بدأت أشعر بإنجذاب لتعاليمه، فمن خلال ثورة الحسين الخالدة تعلمت الوفاء والإخلاص والمحبة والإخاءquot;.
وتحلم الأميركية براوننج بزيارة العراق وعتباته المقدسة، quot;لأتزود بالروحانية والطمأنينة، وأتمنى حدوث ذلك قريبًا فحلم زيارة مرقد الإمام الحسين في كربلاء يراودني جدًاquot;.