حسن العلوي

تساءل المفكر والنائب العراقي المستقل حسن العلوي في رسالة إلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خص quot;إيلافquot; بنشرها، عن الطريقة التي سيتمكن فيها النظام الشيعي في العراق من حماية الطوائف الأخرى، وهو لم يستطع حماية أبناء طائفته، وأكد دعمه لدعوة الصدر بتحديد ولايات الرئاسات الثلاث بدورتين، وإصلاح أوضاع العراق، وناشده الثأر للفقراء من سارقي قوتهم وتبني غذاء الفقراء الذين يعيش أغلبهم في بيوت الصفيحويشربون من مياه المستنقعات فيما عيون الحكومة غافلة عن رؤيتهم .


لندن: خاطب المفكر والنائب العراقي المستقل، حسن العلوي وهو شيعي، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في رسالة خص quot;إيلافquot; فيها قائلاً quot;سماحة السيد الأجل مقتدى الصدر، فتى قريش ولسان الأحرار وضمير الفقراء، الناطق بالفعل والعامل بما يرضي الله والناس السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهquot;. وأضاف قائلاً: quot;وبعد: فأنا رجل لا يعطي بيعته في السر ولا يسحب بيعته في السر، وهذه السطور في سياق هذا التاريخ، تنشر على صحيفة اعمالي،وقدكتب عليها حقاً قد يعتبره الناس باطلاً، وباطلاً قد يعتبره الناس حقاً، لكني لم أزل ارى فيك مارأيته في الجانب الأبيض من تاريخي الطويل، فكأنك تأخذ الحق من خاصرة الباطل، ولم تخضع لإرادة المكان عندما يتعارض مع ارادة الضميرquot; .

وتابع العلوي quot;ايها السيد الاجل ، كأني بك حالمٌ بما قال ابن كوفتنا الحمراء وفتى الفتيان ابو الطيب المتنبي ، قولة الخلود :
اتى الزمانَ بنوه في شبيبته *** فسرهم واتيناه على الهرم

والحمد لله انك في المقتبل ونحن في نهاية الهرم، وأمامك زمن ستكون سيده، وهو ما لم يتوفر لزعامة شابة في التيار الديني قبلك، وقد جرت العادة، والعرف، أن من يبلغ درجة الزعامة من علماء الدين، قد لا يصلون اليها قبل الثمانين من العمر، فيكون عهدهم بها قصيراًquot; .

وخاطب العلوي الصدر قائلا: quot;أكتب اليك، وقد تابعت حركة التيار الصدري وانا في المنفى ولم اكن اعرف عنه شيئاً ، فكتبت منذ العام 2001 مقالاً عن الاجيال السياسية الثلاثة التي ستقيم النظام الجديد، واسميت حركتكم ، جيل اللحظة الميدانية، والذي يظهر عادة في لحظات الصدام الدامي مع القوة الغاشمة التي اذا حكمت في الداخل فإنها ستطرد معارضيها إلى الخارج، فيما تبقى صفوة مقيمة كالديدبان، فاذا سقط النظام الغاشم اياً كان نوعه، حدث الصراع بين رجال المنفى المدللين على الرغم مما أصابهم ورجال الميدان الذين يمتلكون الأرض، وهكذا تاريخ الثورات في الجزائر والمغرب والعراق، ومن هذا الواقع كنت افهم ومازلت الدور الذي سيقوم به جيل الميدان داخل العراق ، وكيف سيصطدم بالجيل القادم من الخارج الذي قد يدفع بعضهم ثمن الأرضية وحق الجغرافية التي يقيم عليها شاء أم ابى، ويبقى الجيل الميداني ...الجيل الذي تقوده انت الآن هو الأنقى والأصدق والأقرب إلى ضمائر الناس وحاجاتهم .

ويوماً بعد يوم يرسي هذا الجيل بزعامتكم أسس دولة تضع الفقراء والضعفاء موضع الأمراء والسادة الذين استبيحت اموالهم وكراماتهم ولقمة عيشهم quot;.

وزاد العلوي quot;وبلغة الطوائف، ومازلت اعتبر العامل الطائفي هو الفاعل الأول في صناعة القرار في المنطقة العربية والاسلامية، أقول إن الدماء التي تسفك يومياً هي على الأغلب دماء شيعية، وفي نظام يقوده الشيعة، مدنياً وعسكرياً، حكومة وشارعاً، فهل لي أن أتساءل عن الموقف من نظام شيعي لا يستطيع ان يوفر الحماية لابناء طائفته ... فكيف سيوفر حماية لأبناء الطوائف الأخرى وبعضها على اطراف الحدود مابين القائم وسنجار وزاخو quot;.

وأشار العلوي إلى quot;أن ما تعتبره الأروقة الدبلوماسية والإعلامية العربية والأجنبية تطوراً ايجابياً في موقف التيار الصدري خلال الأشهر الاخيرة ، انما هو بالنسبة لي تعبير طبيعي في اتجاهات التيار الصدري، والتي حاضرت حولها ودخلت في مساجلات داخل صالات في الخليج العربي ومدن عربية اخرى، ان خطابكم في 6 تموز 2012 هو البرنامج النبيل والوطني، الذي جعل البيان الوزاري يتعثر خلفه، وهو برنامج المرحلة الحالية، وعليه اتطلع أن تتكرس جهود الكتل السياسية الاخرى وبضمنها كتلة الحكومة ، وهذا الخطاب يغنينا عن الانشغال ومشاغلة الناس بلجنة الاصلاح التي ، ستصدم بالجهاز الاداري الفاسد ، وبأعمدة النهب والتخريبquot; .

مقتدى الصدر

واضاف العلوي وهو صحافي مخضرم قائلاً: quot;في الختام فلقد فوضت ممن بقي من جيلي الاول والجيل الثاني العاملين في الصحافة العراقية بأن ارفع لسماحتكم ايات التقدير والاعجاب بدفاعكم عن مصالح الصحافيين، بعد أن استبيحت اموالهم ودماؤهم واعمارهم. ولقد سبق لنا أن عرضنا على الرأي العام العراقي ، اوضاع مائة عائلة رحل عنها معيلها الصحافي ، واوضاع ثلاثين عائلة اخرى مازال معيلها الصحافي في اصعب العمر ، وهي تتقاضى راتباً تقاعدياً هو 500 دينار فقط أي أقل من نصف دولار منذ عدة سنوات، فاذا كانت الضمائر قد داخلها نفس الفساد فعند الاحرار من وارثي الفضيلة وناشري الخير امثالكم ما يكفي لردم هذه الهوة في دولة تتعامل ميزانيتها السنوية مع مائة الف مليون دولار سنوياً، وفي ظروف مكشوفة اضطرت فيها إحدى المحاكم رغم الضغوط لاصدار حكم بالسجن على وزير التجارة السابق لاختلاسه ملياراً ومائتي مليون دولار ، هي حصيلة ما قدمه هذا الوزير من زيت فاسد وأرز عفن وتقليصه للبطاقة التموينية من أربع عشرة مادة إلى خمس مواد غذائية، يتم اختيارها من بضائع لا تصلح للاستخدام البشري . انهم يأكلون في بطونهم ناراً، وهذا مصيرهم في الآخرة، وعلينا استجلابهم لكي تكوى جباههم وتحرق اصابعهم ، وليس غيرك من يثأر للفقراء من سارقي قوتهم ويتبنى غذاء الفقراء الذين يعيش أغلبهم في بيوت الصفيح، ويشربون من مياه المستنقعات امام عيون الشاشات، فيما عيون الحكومة مسمولة عن رؤيتهمquot;.

وتأتي هذه الرسالة ردًا على خطاب الصدر الذي وجهه إلى العراقيين الجمعة الماضي ودعا فيه إلى تحديد ولايات الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان بدورتين تجنبًا لنشوء دكتاتوريات شخصية أو حزبية وطالب ببناء القوات الأمنية، بعيدًا عن الولاءات الحزبية والطائفية. وأكد ضرورة تشكيل لجان شعبية وحكومية للكشف عن الفاسدين ومحاسبتهم ولجان امنية أخرى لمواجهة الانهيارات الامنية الحاصلة يوميا.

وشدد الصدر ( 40 نائبًا برلمانيا و6 وزراء في البرلمان والحكومة الحاليين) في خطاب متلفز إلى العراقيين مساء اليوم، على ضرورة تحديد ولايات الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان بدورتين فقط من أجل تجنب نشوء دكتاتوريات جديدة في العراق . ودعا البرلمان إلى التصويت على قانون يقضي بحصر فترة هذه الرئاسات بدورتين اثنتين حتى لا يتم السماح بولادة أو نشوء دكتاتوريات شخصية أو حزبية لان الشعب العراقي عانى كثيرًا من دكتاتوريات الشخص الواحد ودكتاتوريات الحزب الواحد. ورفض الصدر عمليات والاقصاء التي تمارس ضد الشركاء في العملية السياسية مؤكدًا على ضرورة انهاء هذه الممارسات من خلال تشكيل لجان دستورية لازالة بنود دكتاتورية من الدستور لتحل محلها بنود تشيّع المحبة والتآلف بين العراقيين.

يذكر أن العراق يشهد أزمة سياسية منذ أواخر العام الماضي مباشرة، بعد الإنسحاب الأميركي من البلاد نهاية عام 2011 بسبب تصاعد الخلافات بين الكتل السياسية حول قضايا تتعلق بالشراكة في إدارة الدولة، بالاضافة إلى ملفات أخرى، ما دفع بعضها إلى الدعوة لسحب الثقة من المالكي بعد عدة اجتماعات في مدينتي اربيل والنجف. وكانت الدعوة لسحب الثقة عن طريق رئيس الجمهورية قد فشلت بعد أن أعلن طالباني في التاسع من حزيران الماضي أن عدد الموقعين على سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي بلغ 160نائبًا فقط، وهو اقل من العدد المطلوب البالغ 163 ، ودعا مجدداً إلى عقد الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية لكنه لم يتم بعد تحديد موعد أو مكان أو جدول أعمال هذا المؤتمر.