جنيف: دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الجمعة مجلس الامن الدولي الى احالة ما اعتبرته quot;الجرائم ضد الانسانيةquot; التي ترتكب في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية. وكانت مفوضة حقوق الانسان نافي بيلاي دعت الاربعاء الى اتخاذ quot;اجراءات ناجعةquot; لحماية المدنيين.
وردا على سؤال حول هذا الموضوع قال الناطق باسم المفوضية روبرت كولفيل الجمعة ان هناك quot;خيارات عديدةquot; لكنه لم يذكر منها سوى واحدة. واضاف quot;اقترحنا مرارا اجراء ملموسا جدا سيرسل مؤشرا واضحا الى سوريا وهو احالة القضية على المحكمة الجنائية الدوليةquot;.
واعتبر انه quot;نظرا لما آلت اليه الامور وحده مجلس الامن يمكنه ان يفعل ذلكquot; مؤكدا انه بذلك quot;سيرسل رسالة قوية جدا جداquot;. وتاتي هذه الدعوة بعد استعمال روسيا والصين الفيتو السبت الماضي في مجلس الامن لمنع استصدار قرار يدين قمع الاحتجاج في سوريا.
واوضح كولفيل ان المحكمة الجنائية الدولية قادرة على محاكمة الجرائم المرتكبة في سوريا لان لجنة تحقيق الامم المتحدة خلصت الى ان جرائم ضد الانسانية ترتكب منذ بداية الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
واضاف المتحدث ان المفوضية تعتبر ان quot;تلك التجاوزات المرتكبة بموافقة او تواطؤ السلطات قد ارتكبت على ما يبدو طبقا لسياسة الدولة وبالتالي فهي جرائم ضد الانسانيةquot;. وتابع ان quot;لجنة التحقيق حول سورياquot; استنتجت quot;بلا لبسquot; ان quot;جرائم ضد الانسانية قد ارتكبتquot;.
من جهة اخرى اعلن ان نافي بيلاي ستكون الاثنين في نيويورك لالقاء كلمة امام اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة خلال جلسة حول سوريا. وقد اسفر القمع عن سقوط ستة الاف قتيل منذ اذار/مارس 2011 في سوريا حسب ناشطي حركة الاحتجاج بينما قالت الامم المتحدة انها اصبحت غير قادرة على تقدير عدد الضحايا. غير ان كولفيل قال quot;من الواضح ان العدد في ارتفاع يومياquot;.
تركيا تؤيد إنشاء مجموعة quot;أصدقاء سورياquot;
من جانبها، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة تأييد بلاده انشاء مجموعة quot;اصدقاء سورياquot; داعيا الى العمل لايصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري. وصرح داود اوغلو في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن حيث سيلتقي نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون quot;ندعو الى تبلور وعي دولي وان يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل اصدقاء سوريا الديموقراطية او اي تسمية اخرى يمكن مناقشتهاquot;.
وقد اعلنت تركيا الاربعاء انها تسعى الى عقد مؤتمر دولي مع الفاعلين الاقليميين والدوليين quot;في اقرب وقتquot; لايجاد حل سلمي للازمة في سوريا التي اندلعت في اذار/مارس 2011. وقال داود اوغلو ان quot;مبادرة دولية جديدةquot; يجب ان توجه quot;رسالةquot; الى الشعب السوري مفادها انه ليس وحده.
واضاف quot;نامل بوجود رسالة قوية مثل هذه ان يراجع الذين يدعمون بشار الاسد ونظامه موقفهمquot; في اشارة ضمنية الى روسيا والصين اللتين استعملتا السبت الماضي حقهما في الفيتو للحؤول دون المصادقة على قرار في مجلس الامن الدولي يدين القمع في سوريا ويدعو الى تطبيق خطة الجامعة العربية. واعلنت الدبلوماسية الاميركية ان quot;اصدقاء سوريا الديموقراطيةquot; قد يبحثوا في تشديد العقوبات على النظام السوري.
كذلك دعت وزارة الخارجية الاميركية الى ارسال مساعدات انسانية، وهو ما دعمه وزير الخارجية التركي. وقال الوزير التركي الجمعة quot;حان الوقت لكي تصل المساعدة الانسانية الى هذه المدنquot; مشيرا خصوصا الى حمص معقل حركة الاحتجاج وسط سوريا والتي تتعرض لقصف الجيش السوري. واضاف بالحاح quot;اذا ارادت روسيا والصين مساعدة سوريا فعليهما تسهيل وصول المساعدة الانسانية، هذا ليس تدخلا دولياquot;.
التعليقات