الخرطوم: قال مصدر محلي الاثنين ان الجيش السوداني اوقف رحلات البواخر النيلية لاعادة الجنوبيين لوطنهم الذي انفصل عن الشمال في تموز/يوليو 2011، للاشتباه بان الجنوب يستخدمها لتعزيز تواجده العسكري على الحدود.

وقال المصدر الذي رفض ايراد اسمه quot;لم يعد مسموحا للبواخر النيلية التي تحمل الركاب الي جنوب السودان بمغادرة كوستيquot; عبر النيل الابيض، لفرع الرئيسي لنهر النيل.

وعلل الجيش ايقاف الرحلات بان عسكريين يستخدمون هذه البواخر للوصول الي مناطق قريبة من الحدود المتوترة بين السودان وجنوب السودان.

وقالت منظمة الهجرة الدولية وهي منظمة غير حكومية الشهر الماضي انها حصلت على تمويل لنقل سبعة الاف من مواطني جنوب السودان من كوستي (300 كيلو متر جنوب الخرطوم) الى جوبا. وتدوم رحلة الباخرة اسبوعين

ويقدر عدد الجنوبيين الذين مازالوا موجودين في السودان بحوالي 700 الف شخص عليهم العودة للجنوب او توفيق اوضاعهم القانونية بموجب قوانين السودان بحلول نيسان/ابريل القادم.

وحتى نهاية العام الماضي نقلت منظمة الهجرة الدولية من كوستي عبر النهر 17 الف شخص بينما ينتظر الالاف هناك في ظروف صعبة. وقالت المنظمة ان لديها امولا تكفي لنقل 8600 اخرين بالقطار.

وقال المصدر المحلي quot;لم يقدم الجيش السوداني سببا لايقاف الرحلة ولكن الامر يعود الي انهم يعتقدون ان عسكريين يستخدمون هذه البواخر في نقل معداتهم وجنودهم الي مناطق قريبة من الحدود بين الدولتينquot;.

وفي تصريح مكتوب لفرانس برس قالت منظمة الهجرة الدولية quot;ندرس هذه المعلومات وننظر في خيارات اخرى لنقل هؤلاء العائدينquot;.

وتقاتل الحكومة السودانية منذ العام الماضي في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين لجنوب السودان متمردين كانوا ضمن قوات الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان بعد انفصاله بموجب اتفاق سلام انهى الحرب الاهلية بين الطرفين في 2005.

ويتبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بدعم متمردين مناوئين للطرف الاخر ووقعت الحكومتان الجمعة الماضية في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بوساطة من الاتحاد الافريقي اتفاق عدم اعتداء في حين ما زالت بعض القضايا الخلافية معلقة.

وقال مفوض الامم المتحدة لشؤن اللاجئين انطونيو غوتيرس في يناير الماضي quot;انا على قناعة بان الغالبية من بين 700 سوداني جنوبي في الشمال يريدون الذهاب الى الجنوبquot;.

ويعيش معظم اللاجئين في الشمال منذ اشهر في مخيمات بائسة ومكتظة. كما ان من نجحوا منهم في الوصول الى الجنوب يعيشون في مخيمات بانتظار توفير سكن لهم.