حزب التحرير السوري يبعث من جديد

يعود حزب التحرير في سوريا إلى الظهور مجددا من خلال بيانات ممهورة بتوقيعه تصل إلى السوريين مؤيدة للاحتجاجات، بعد تغييب رسمي دام مدة طويلة.


دمشق:هل كان حزب التحرير الذي أسسه الشيخ الفلسطيني القاضي تقي الدين النبهاني عام 1953، بعد تأثره بحال العالم الإسلامي، إثر سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في إسطنبول عام 1924، في انتظار وصول الحراك الشعبي إلى سوريا حتى يعاود نشاطه مرة أخرى؟ سؤال يطرحه كثير من السوريين الذين تصلهم منذ تصاعد حدة الأحداث في سوريا، بيانات ممهورة بتوقيع حزب التحرير في سوريا، تعلن عن تأييدها وانضمامها إلى الحراك والاحتجاجات، بعد تغييب سياسي رسمي بسبب الاعقتالات والملاحقات الأمنية، والزجّ بمعظم أعضائه في غياهب السجون.

وبعد الجدل الثائر حالياً في تونس حول شرعية منح الترخيص لفرع الحزب بعد تصريحات رئيس الدولة، المنصف المرزوقي، بأهمية الترخيص له رسمياً، في الوقت الذي تواجه فيه تونس خطر quot;التطرفquot; وquot;الأسلمةquot;، برأي بعض الأحزاب والشخصيات السياسية، ها هو حزب التحرير السوري يبحث عن موطئ قدم تحت شمس الربيع العربي.

حزب التحرير- فرع سوريا استغل البيان الذي أصدره مئة وسبعة من علماء المسلمين بشأن ما يحدث في بلاده، والذي تضمن فتاوى بحرمة دماء المسلمين وسائر حقوقهم، وأنه لا يجوز لمنتسبي الجيش السوري والأمن قتل أحد ولا الاستمرار في وظائفهم، ودعوتهم إلى دعم الجيش الحر، والدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف جادة من النظام السوري ومن الدول المساندة له كروسيا والصين، والدعوة إلى توحيد صفوف المعارضة من أجل أن بناء دولتهم على أساس العدل وحفظ الحقوق وإقامة الحريات وإقامة المؤسسات التي تحفظ وحدة البلد ومصالحه، ليوجه الحزب اتهامات إلى هذا البيان بمخالفته للقواعد الشرعية.

وجاء في بيان الحزب المحظور في سوريا، والذي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أن حزب التحرير - سوريا quot;يتوجه إلى العلماء ليذكرهم، بدايةً، أنهم ورثة للنبي وأمناء على دينه، وقد أخذ الله عليهم الميثاق لَيُبَيِّنُنَّ الحق للناس ولا يكتمونه، وليذكرهم بأن الله يراهم ويسمعهم. ومن الأحكام الشرعية التي يأثم علماء المسلمين إن كتموها فلم يُبيِّنوها الأحكام القطعية التالية:

bull;إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يعلنوا بشكل واضح لا لبس فيه أن المطلوب شرعاً من المسلمين في سوريا هو إسقاط النظام السوري كونه قبل كل شيء نظاماً لا يحكم بالإسلام.

bull;إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا أن طريقة التغيير يجب أن تكون بحسب طريقة الرسول، وأن يكون التغيير نظيفاً يحققه المسلمون كل المسلمين، علماؤهم ووجهاؤهم وعامتهم وأهل القوة فيهم، بأيديهم؛ فهم من يملكون قوى التغيير الحقيقية والفعلية داخل البلد.

bull;إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا لأهل القوة في سوريا أن عليهم واجبين شرعيين هما: حماية أهلهم ونصرة دينهم من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية كما فعل أنصار الله ورسوله والمؤمنين في المدينة المنورة.

bull;إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا أن المطالبة بالدولة المدنية أو العلمانية اللادينية هي دعوة باطلة؛ لأن أنظمتها أنظمة كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها.

bull;إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا حرمة التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين سواء أكان من أمريكا ودول أوروبا التي تدعي نفاقاً أنها تؤيد أهل سوريا، أم من روسيا والصين التي تجاهر بالعداء ضدهم، فكل هؤلاء مجمعون على معاداة الإسلام ومحاربته، ولكن كل على طريقته.

bull;إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا حرمة المطالبة بتدخل مجلس الأمن الدولي لتأمين الحماية الدولية؛ لأن قوانينه قوانين كفر وأهدافه مربوطة بأهداف الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا.

وتوجه حزب التحرير بعد ذلك إلى العلماء المسلمين، بعد رفضه الدعوات إلى دولة مدنية أو علمانية، والدعوة لتدخل أجنبي، أياً كان نوعه، أو الاعتماد على قرارات الأمم المتحدة وquot;الأمم الكافرةquot;، بالقول: quot;لقد آن الأوان لأن تقولوا كلمة الحق بعد طول سكوت، وأن تعملوا على إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية الموعودة بعد طول انتظار، وعسى أن يكون عقر دارها الشام التي باركها الله... فاجعلوا لأنفسكم حظاً في هذه اللحظة الحرجة من هذا المخاض الذي ينتظر مولود دولة الإسلامquot;.