لندن: يثني المدعوون إلى مؤتمر حول الصومال يفتتح الخميس في لندن، على ما أنجز أخيرًا من نجاحات في ذلك البلد، لكن تفاؤلهم يظل نسبيا، حيث يجب مواجهة فداحة المشاكل المطروحة، مثل الحرب الاهلية والقرصنة وحركة التمرد الموالية للقاعدة والمجاعة.

ولخص وزير الخارجية البريطاني ضخامة التحدي بالقول ان quot;الصومال كان من اسوأ دول انعدام القانون في العالم خلال العشرين سنة الاخيرة ومسرحًا لأسوأ الكوارث الانسانية في السنة الماضية، حيث قضى فيه ما يقارب مئة الف نسمةquot;. وصرح الاحد لبي.بي.سي quot;انها قاعدة محتملة للارهاب والقرصنة (...) لكن اليوم هناك بصيص امل لأن الامور تحسنت قليلاquot;.

من بين الامور التي تحسنت نسبيا النكسات التي مني بها إسلاميو حركة الشباب، الذين انسحبوا من مقديشو قبل ستة اشهر، ويبدون ضعفًا أمام هجمات قوة السلام الأفريقية في الصومال والجيشين الكيني في الجنوب والأثيوبي في الغرب.

كذلك سجل الأسطول الدولي الذي يجوب مضيق عدن والمحيط الهندي في السنة الماضية انخفاضًا في عدد الهجمات على السفن التجارية في نجاح تقلل منه القيمة القياسية للفديات التي دفعت مقابل الافراج عن البواخر المحتجزة وطواقمها.

واخيرًا على الصعيد السياسي اتفق المسؤولون الصوماليون السبت في غاروي (شمال) على هيكلية تهدف الى تشكيل برلمان جديد وحكومة بحلول اب/اغسطس بدلاً من الهيئات الانتقالية التي فشلت في إحلال السلام.

ووقع الاتفاق برعاية الامم المتحدة، رئيس الصومال ورئيسا منطقتي بونتلاند وغالمودوغ وزعيم الميليشيا الإسلامية المعادية للشباب أهل السنة والجماعة. وينص الاتفاق على انتخاب مجلس تأسيسي، يتكون من مجلس نواب عدد مقاعده 225 من quot;الوطنيين الشرفاءquot;، ومجلس شيوخ من 54 نائبا، تمثل فيهما كل فصائل مناطق البلاد.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المجتمع الدولي سيدرس في لندن وسائل المساعدة على تطبيق هذا الاتفاق quot;بشكل كامل وسريعquot;.
وسيشارك الامين العام للامم المتحدة في المؤتمر الخميس مع ممثلي اربعين حكومة معظمها من المنطقة ووزيرة الخارجية الاميركية ومؤسسات الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية. وتامل اوغندا، اكبر مساهم في الجنود في قوة السلام الافريقية، بدعم طلبها الزيادة في عديد تلك القوة من 9700 الى 17 الفا.

وتطالب لندن التي تدعو الامم المتحدة الى اتخاذ قرار في هذا الصدد، مع عدد من الجهات المانحة، في المقابل بضمانات حول جدية العملية السياسية، وتامل quot;مساهمة بلدان اخرى في تكاليفهاquot;، كما قال جيري راولينغز موفد خاص الاتحاد الافريقي الى الصومال في نداء ضمني موجه خصوصًا الى دول الخليج.

وقال دبلوماسي بريطاني كبير ان حشد الجهود ضروري خصوصًا ان حركة الشباب تشكل quot;خطرا دولياquot;. وذكر وليام هيغ في مطلع شباط/فبراير ان quot;هزيمة الارهاب في المنطقة هدف وطني مهم بالنسبة إلى المملكة المتحدةquot; مبررًا مساهمة بريطانيا في تسوية هذا الملف.

وافاد معهد quot;روسيquot; للابحاث في لندن ان بريطانيا التي ستستضيف الالعاب الاولمبية خلال 2012، قد تكون معرضة اكثر من غيرها الى الخطر لانها تضم جالية صومالية كبيرة، ولديها نحو خمسين بريطانيا في عداد المقاتلين الاجانب المتدربين في المعسكرات الصومالية.

على الصيعد المالي امتنعت وزارة الخارجية عن القول إن المؤتمر يشكل اجتماع جهات مانحة مكتفية بالحديث عن انشاء صندوق تنسيق، بينما طالب رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد علي quot;بخطة مارشالquot; في اشارة ضمنية الى المساعدات الاميركية الضخمة التي قدمت الى اوروبا عقب الحرب العالمية الثانية. وقد تقرر من الان عقد اجتماع متابعة في حزيران/يونيو في اسطنبول.