دمشق: فاحاط حشد من المواطنين الاحد بالرئيس السوري بشار الاسد وزوجته اسماء لدى قدومهما الى احد مراكز الاقتراع في دمشق للادلاء بصوتيهما في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد للبلاد.
وبث التلفزيون السوري لقطات مصورة تبين دخول الرئيس السوري الى مركز للاقتراع في مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون في ساحة الامويين في وسط العاصمة، بصحبة زوجته وهما يحييان الجموع.
واظهرت الصور الاسد مبتسما الى جانب زوجته التي كانت ترتدي زيا اسود اللون ولوحت بيدها اكثر من مرة للمتجمعين الذين كانوا يتدافعون من حولهما ويهتفون quot;الله، سوريا، بشار وبسquot;.
ودخل الزوجان وراء الستار سويا، ثم خرجا باسمين، واسقطا ورقتيهما في الصندوق.
وقال الاسد عقب الادلاء بصوته quot;ان الهجمة علينا اعلامية، الاعلام مهم لكنه لا يتفوق على الواقعquot;.
واضاف quot;قد يكونون أقوى في الفضاء لكننا على الارض اقوى (...) ومع ذلك فنحن سنربح الارض والفضاءquot;، في اشارة الى الهجمة الاعلامية التي تطلقها بعض القنوات الفضائية التي تتهمها السلطات بالتحريض على سوريا.
ودعي اكثر من 14 مليون سوري الى الادلاء باصواتهم الاحد بين الساعة السابعة صباحا (05,00 تغ) السابعة مساء (17,00 تغ) في استفتاء على الدستور، في وقت تعيش البلاد على وقع العمليات العسكرية واعمال العنف.
وفوض انور وهبة (75 عاما) الراقد في مشفى المجتهد في دمشق بعد عملية جراحية اجريت لركبته اليمنى، الاحد زوجته بالاستفتاء نيابة عنه على مشروع الدستور الجديد الذي ينص على منح البلاد التعددية السياسية.
وقال وهبة quot;لم استطع الادلاء بصوتي، وقامت زوجتي بالاستفتاء بدلا عني بعد ان اعطيتها بطاقتي الشخصية في مركز الاقتراع الموجود في المشفىquot;.
وادلى عربي عصفور (محاسب، 47 عاما) بصوته في مركز مدرسة المقدسي في حي الميدان الدمشقي الذي شهد تظاهرات عدة مناهضة للنظام منذ بداية الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس، وذلك بعد ان استمع الى تعليمات رئيس المركز بان الموافقة تتم عبر شطب الدائرة الخضراء فيما يعبر شطب الدائرة الرمادية عن الرفض.
وقال عصفور لوكالة فرانس برس quot;ان الاستفتاء حق وواجب وطني، وعلى المرء ان يعبر عن انتمائه لوطنهquot;، معتبرا quot;ان من كان يطالب بالغاء المادة الثامنة (التي كانت من اهم المطالب الشعبية للحركة) نال ما يريدهquot;.
ويخلو مشروع الدستور الجديد من ذكر اي دور قيادي لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحكم البلاد منذ عام 1963 كما هي الحال في الدستور المعمول به حاليا.
وتؤكد المادة الثامنة من الدستور الجديد ان quot;النظام السياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية وتتم ممارسة السلطة ديموقراطيا عبر الاقتراعquot;.
وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته اسماء ادليا بصوتهما في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الذي يقع في ساحة الامويين وسط العاصمة السورية.
وذكرت رزان مالك (مدرسة، 25 عاما) ان quot;تعديل الدستور كان ضرورة نظرا للمستجدات التي طرات على الحياة السياسية وكان من الضروري مواكبتهاquot;.
واكد وسيم سفاف (31 عام) وهو موظف جاء ليدلي بصوته في حي المزة الذي شهد مؤخرا اضطرابات دامية، ان quot;نقاطا عدة تعجبني (في الدستور) لا سيما تلك المتعلقة بالتعددية السياسيةquot;، معربا عن امله quot;بان يساهم ذلك في الانتهاء من الازمة المترصدة بالبلادquot;.
واشارت المهندسة تيمار فرح (50 عاما) التي لم تجد ضرورة للدخول الى الغرفة السرية للادلاء بصوتها ان quot;هذا الدستور سيصل بنا الى سوريا متطورة وحديثة والى وطن يحترم نفسهquot;، معربة عن املها بان quot;يصل الدستور الجديد بنا الى بر الامانquot;.
وقالت فرح quot;لا توجد اغلبية واقلية. علينا جميعا المشاركة من اجل القانون والدولة، فلم ندير ظهرنا عندما تحين الفرصة لنا؟quot;.
وشهدت ساحة السبع بحرات وسط العاصمة مسيرة حاشدة ضمت مئات المشاركين الذين تجمعوا للتعبير عن ولائهم للرئيس السوري وتاييدهم لمشروع الدستور الجديد.
واعد الدستور الذي يفترض ان يحل محل دستور 1973 في اطار الاصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.
في السويداء (جنوب)، لا تعقد ماريا (40 عاما) التي quot;صوتت لصالح الدستور الجديدquot;، امالا كبيرة عليه. وقالت quot;لسنا أغبياء. نحن نعلم ان النص الجديد لا يلبي طموحات الشعب، التصويت هو رسالة للاستقرار وضد الحرب الأهلية التي تهدد بلدناquot;.
وقال خالد (محام، 37 عاما) ان الدستور quot;من الناحية النظرية مرض لأنه يمهد الطريق لانتقال الى التعددية الحزبية والديموقراطيةquot;، مضيفا ان quot;النضال السياسي الحقيقي الآن هو فرض احترام النص، ما يعد أكثر دهاء من شن حربquot;.
ودعت المعارضة وناشطون الى مقاطعة الاستفتاء، مطالبين برحيل الرئيس بشار الاسد قبل اي شيء.
واشار عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من حمص، الى خلو الشوارع في عدد من المناطق quot;الهادئة نسبياquot; التي جال فيها صباحا quot;من المارةquot;.
واشار في اتصال هاتفي مع مكتب الوكالة في بيروت الى quot;اغلاق المحال التجارية وخلوها من مراكز الاقتراعquot;، مضيفا quot;فكيف بالاحياء التي تشهد قصفا؟quot;.
وقال العبد الله quot;الاستفتاء هو نوع من الحوار ولا حوار مع القاتلquot;، مضيفا quot;ليس هناك منزل في حمص الا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يمكن لافراده الذهاب الى الاستفتاء؟quot;.
وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني quot;قبل ان نناقش مشروع الدستور، نقول ان تحديد الموعد مع استمرار القتل والاعتقال واصوات التعذيب هو رسالة صريحة بأن الرأي سيكون تحت سبطانة المدفع وطلقة البندقيةquot;.
واكد ان quot;للشعب السوري الحق أن يقوم برسم مستقبله ويحدد العقد الاجتماعي الذي سيعيش فيه وبناء سوريا الديمقراطية المدنية التعددية وطنا لكل السوريينquot;.
التعليقات