يتحدث النائب السابق بشارة مرهج عن الوضع السوري المتأرجح بين السياسة والعمليات العسكرية، معتبرًا أن مؤتمر تونس ليس سوى حركة تشير إلى عجز المجتمع الدولي، ويستبعد عدم علم حزب الله في ما أعلنه النائب مروان فارس عن وجود ضباط فرنسيين في منطقة رأس بعلبك.


بيروت: يصف النائب السابق بشارة مرهج الوضع السوري اليوم بين ثورة حمص واستفتاء الرئيس السوري بشار الأسد، فيقول لـ quot;إيلافquot; إن هناك سباقًا في سوريا بين الحل العسكري والسياسي، والمجتمع الدولي والجامعة العربية، لا يساعدان على ترجيح الحل السياسي، لذلك تستمر الأزمة، ولكن من الواضح، أن هناك توجّهًا جديًا لدى النظام في سوريا لترجيح الحل السياسي واعتماده، وإرساء الإصلاحات اللازمة، التي كانت المعارضة قد طالبت بها.

لذلك، يضيف:quot; نمرّ حاليًا بوقت حسّاس جدًا، وأعتقد شخصيًا أنه، ورغم كل العمليات العسكرية والتدخلات الأجنبية، سيكون الحل السياسي هو الطريق الأصلح لمعالجة الأزمة في سوريا، وتحقيق الأهداف الشعبية، وبناء نظام جديد تعددي وديموقراطي، يحترم الحقوق السياسية.

ودعا مرهج كل الأطراف في سوريا إلى وقف العمل العسكري وإحلال الأمن والسلام والهدوء في سوريا، ومساعدة الجرحى والمتضررين، وإذا كان للجامعة العربية دور إيجابي تلعبه في هذه المرحلة، فهو المساعدة على فتح طريق الحل السياسي ودعم سوريا وأهلها اقتصاديًا، لتمكين سوريا من متابعة دورها القومي.

أين تضع اليوم مواقف رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاطتجاه سوريا؟، يجيب مرهج: quot;وليد جنبلاط لا شك في أن موقفه تغيّر بشكل راديكالي تجاه سوريا، وهو يقرأ التحولات الدولية والعربية، التي ليست في مصلحة الوضع في سوريا، لكن في الوقت عينه، ليست هناك قراءة واقعية للمعطيات السورية الحالية، والتي تدفع باتجاه توازنات، تنتج منها مصارحة وطنية وتسوية تاريخيةquot;.

عن حديث النائب مروان فارس بوجود ضباط وجنود فرنسيين في رأس بعلبك يقومون بمساعدة الجرحى من الأراضي السورية، يقول مرهج: quot;لا علم لي أو معطيات حول هذا الموضوع. في حال وجود هؤلاء الضباط، ألا يستطيع حزب الله المتواجد هناك الإخبار عنهم؟،ويضيف مرهج: quot;أستبعدأن تجري أمور من هذا النوع من دون علم حزب الله، وإذا كانت هناك رغبة عند فرنسا أو غيرها في مساعدة الجرحى السوريين فيجب الإعلان عن ذلك، ولبنان كله، يهتمّ بهذا الموضوع، ويعتبر أن مساعدة الجرحى السوريين أمر طبيعي وإنساني.

مؤتمر أصدقاء سوريا

حولمؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، يعلِّق مرهج فيقول: quot;أعتبر هذا المؤتمر حركة سياسية، تعبّر عن عجز المجتمع الدولي عن مواجهة الثقل الروسي والصيني، اللذين دخلا الحلبة في المنطقة دخولاً قويًا، فكان هذا المؤتمر إعلاميًا بالدرجة الأولى، وأسفر عن خيبة أمل كبيرة لدى مختلف الأطرافquot;.

عن المواقف العربية تجاه سوريا، خصوصًا موقف قطر والسعودية، يقول مرهج: quot; ندعو إلى مواقف أكثر واقعية من الناحية السياسية، لأن الكل يدرك ما هي حقيقة الواقع العربي والأنظمة، فلا يمكننا المطالبة بالديموقراطية، وإن كنا كأفراد وأشخاص مع السلم الأهلي والتحولات الديموقراطية الحقيقية، ولكن الأنظمة العربية، لا تستطيع أن تطالب بعضها البعض بهذه القضايا، وهي تفتقر ذلك في بلادها، لذلك ندعو إلى مصالحة وطنية على الصعيد السوري، تأخذفي الاعتبار، وجود ومصلحة كل الأطراف السياسية، كذلك ندعو إلى سيادة الواقعية السياسية، والعودة إلى الجامعة العربية وميثاقها التأسيسي، الذي يدعو إلى التعاون، وحل المشاكل بالطرق السلمية.

حرب إقليمية غير ممكنة

ينفي مرهج ما يشاع عن أن حربًا إقليمية ستنشأ في المنطقة بين روسيا من جهة وأميركا من جهة أخرى، ويقول: quot;أستبعد ذلك تمامًا، لأن الدول الكبرى تعرف كيف تراعي مصالحها المشتركة أو الذاتية، وعلمتنا التجارب السابقة ألا نراهن على هذا الاحتمال، حاليًا روسيا في مرحلة نهوض، واستعادة مواقعها على صعيد المنطقة والدولة، وأميركا ستتفهم ذلك، لأنها خرجت من حرب العراق مهزومة، وبوضع اقتصادي متدهور، أثَّر على الاقتصاد العالمي كله، أميركا في مرحلة بناء ونقاهة، وليست في مرحلة فرض سيطرتها بالقوة العسكرية.

أما في حال وقعت هذه الحرب فمصير لبنان يجب أن يبقى جزءًا من الأسرة العربية، ويجب على الجامعة العربية أن تدرك هذا الاحتمال من ضمن الاحتمالات الأخرى المتعلقة بالقوة النووية الإسرائيلية، وتعمل على إخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل، وإزالة كل القوى العسكرية الأجنبية من أراضيها.