العبوات الناسفة خيار ثوار سوريا في مواجهة قوات الأسد

اعتبر خبراء عسكريون أن ارتفاع عدد العبوات الناسفة التي يستخدمها الثوار في سوريا مؤشر إلى وجود دعم خارجي لمناوئي بشار الأسد، ويقول محللون إن استخدام العبوات الناسفة وتصاعد حدة القتال في سوريا يشيران الى أن النزاع تخطى الانتفاضة الشعبية السلمية.


لندن: سجل عدد العبوات الناسفة التي يستخدمها الثوار في سوريا زيادة حادة هذا العام فيما يرى خبراء عسكريون أنه مؤشر إلى تنامي الدعم الخارجي الذي يتلقاه المناوئون لنظام الرئيس بشار الأسد، وما يترتب على ذلك من إمكانية اتساع النزاع.

وقال الجنرال مايكل باربيرو رئيس قسم مكافحة العبوات الناسفة في البنتاغون لصحيفة يو أس أي توداي إنه quot;إذا كان بمقدور الثوار أن يستمرّوا في هذا الاتجاه، فهذا مؤشر على وجود دعم خارجيquot;.

وتبيّن أرقام وزارة الدفاع الأميركية أن عدد العبوات الناسفة التي يُبلغ عن انفجارها شهريا في سوريا ارتفع بنسبة 134 في المئة خلال الفترة الممتدة من كانون الأول (ديسمبر) الى كانون الثاني (يناير). ولم تكشف وزارة الدفاع عن الأرقام التي تستند اليها هذه النسبة لكونها معلومات مصنفة.

ولكن الأرقام التي كشف عنها قسم مكافحة العبوات الناسفة في البنتاغون تبيّن أن استخدامها في سوريا يزداد باطّراد منذ اندلاع الانتفاضة في العام الماضي ليصل الى نحو 38 هجوما في كانون الأول (ديسمبر). وتستند هذه الأرقام غير المصنفة الى تقارير وسائل الاعلام وquot;مصادر مفتوحةquot; اخرى.

ويقول محللون إن استخدام العبوات الناسفة وتصاعد حدة القتال في سوريا يشيران الى ان النزاع تخطى الانتفاضة الشعبية السلمية. ونقلت صحيفة يو أس أي توداي عن المحلل في معهد دراسة الحرب جو هوليداي أن ما يجري الآن هو quot;تمرّد مسلحquot;.

وقالت الحكومة الأميركية إن هناك دلائل على ان تنظيم القاعدة ربما كان وراء بعض أعمال العنف في سوريا فيما يتهم نظام الأسد معارضين له باستخدام التفجيرات الانتحارية التي ترتبط عادة بجماعات إرهابية.

وأعلن الجيش السوري الحرّ الذي يضمّ في الغالب عسكرا منشقين عن جيش النظام أن تنظيم القاعدة لا يعمل في سوريا ولكنه يمكن أن يأتي مستغلا الفوضى. وقال العقيد عارف حمود من الجيش السوري الحر لصحيفة يو أس أي توداي إن النظام هو الذي يرتبط بالإرهابيين وليس الثوار.
وبمقدور تنظيم القاعدة ان يُدخل عبوات ناسفة ومتفجرات الى سوريا بقلب اتجاه طرق التهريب التي كانت تُستخدم خلال حرب العراق لإرسال مقاتلين وإمدادات من سوريا الى العراق. وقال الجنرال باربيرو quot;ان الشبكات موجودة للقيام بذلكquot;.

وبحسب رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، فإن التفجيرات الكبيرة التي شهدتها دمشق وحلب في شباط (فبراير) تحمل بصمة القاعدة. وتعتبر العبوات الناسفة السلاح الأمثل لمعارضين مسلحين تسليحا خفيفا في مواجهة قوات تقليدية تستخدم الدبابات والمدفعية. فالعبوات الناسفة زهيدة الكلفة وسهلة التصنيع، وقال المحلل هوليداي إنها سلاح الضعفاء.

ويستخدم الثوار حاليا العبوات الناسفة لاستهداف الحافلات التي تنقل جنود النظام، كما اشار المحلل هوليدي مضيفا quot;انهم يحاولون ان يضربوا أهدافا مشروعةquot;.

ويمكن ان تُستخدم العبوات الناسفة لحماية المناطق التي يسيطر عليها الثوار ايضا. وقال الجنرال باربيرو انهم إذا تمكنوا من إقامة ملاذات آمنة سيلجأون الى استخدام العبوات الناسفة لحمايتها.
وقاومت إدارة اوباما حتى الآن الدعوات الى تسليح المعارضة السورية لتحقيق مطلبها برحيل الأسد. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن اوباما لا يريد quot;عسكرة الوضعquot; أكثر مما هو عليه. ولكن عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري جون ماكين قال إن على الولايات المتحدة ان تساعد المعارضين للدفاع عن انفسهم quot;ولا يتعين أن نفعل ذلك بصورة مباشرة بل اعتقد أن هناك طرقا لإيصال السلاح الى المقاومةquot;.