دمشق: إنه الثامن من آذار، لكن للذكرى معنى يغيب فيه البعد الإنساني في كل عام في سوريا لصالح هيمنة الحزب الشمولي الحاكم، فذكرى اليوم العالمي للتضامن مع المرأة يتزامن مع ذكرى وصول حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة، وبدل أن يتم إظهار هذه المناسبة بأبعادها الإنسانية، لا يزال النظام يمعن في إحياء الذكرى، ويمنح العاملين في الدولة وأجهزة الحكومة يوم عطلة إلزامي، رغم نص الدستور المعدل على إلغاء المادة الثامنة التي تنص على كون حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع في سوريا.

وفي هذا السياق، وجه quot;تجمع نبض للشباب المدني السوريquot;، أحد أطياف الشباب السوري المنخرط في الثورة، كلمة إلى المرأة السورية.

وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه أكد التجمع أنه فيما quot;تقارب الثورة السورية على إكمال ميلادها الأول، والشعب السوري لم يكل لحظة عن مقصده وغايته للخلاص من الاستبداد وتحقيق الديمقراطية، وعلى مدار الأشهر الإثني عشر لثورة الحرية والكرامة، لم تنقض جمعة واحدة دون أن يكون للمرأة السورية دورها الهام في تحقيق هذه الغاية. فالسوريات أبدين شجاعة غير مسبوقة حين وقفن في الصفوف الأولى للمظاهرات، وتعرضن لقمع النظام الوحشي، فاعتقلت منهن من اعتقلت، واستشهدت منهن من استشهدتquot;.

وبلسان النساء الشابات المنضويات تحت لواء التجمع تابع البيان: quot;نحن نساء سوريا الثائرات نقول للنظام السوري في يوم عيد المرأة العالمي، والذي تسلقه نظام البعث وأعلنه يوماً لانقلابه اللاديمقراطي عام 1963 وعاماً لبدء حكم الطوارئ والعسكر، وهو ذات النظام الذي لطالما تشدق بحريته وقوانينه المراعية المرأة، نقول له: أننا ثرنا عليه لطغيانه وجبروته، وسنواصل ثورتنا حتى إعطائنا كافة حقوقنا المسلوبة، كحق المرأة في الترشيح لرئاسة الجمهورية، وحقها في منح جنسيتها لأولادهاquot;.

وكشف البيان عن أوجه مساهمة المرأة السورية في الثورة الحالية التي حررتها من قيود وعادات عمل النظام quot;فخلال ثورة الكرامة المباركة، اعتقل نظام الأسد صديقاتنا وثائراتنا، فوثقت حالات كثيرة تعرضت خلالها السوريات لأبشع أنواع التعذيب أولها في بانياس وآخرها و ليس أخيرها في بابا عمرو. نحن لم نقف على جنب مظاهرة أو خلفها، فمنا من قادت مظاهرات، ومنا من أسعفت جرحى، ومنا من رفعت على الأكتاف تصرخ للحريةquot;.

ووجه البيان نداء: quot;رسالتنا إلى كل نساء سوريا أن يثرن على النظام وعلى العادات والأعراف البالية التي تقيد حرية المرأة، فالثورة تغيير يشمل الحياة بكل جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وليست مقصورة على تغيير نظام الحكم فقط ... يانساء سوريا.. هذه لحظتنا لنكون مثالاً لكل نساء العالم، لتكن ثورتنا ثورة تمنح المرأة الحق في التعليم والعمل والرأي والتعبير وتبوء المراكز القيادية كافة بما فيها رئاسة الجمهورية، وتحميها من عسف القوانين ndash; كقانون جرائم الشرف؛ ثورة لا تكون ضد الرجل كخصم بل مع الرجل كند, لا نريد خيط وهم يفصل الثائرات عن الثوار في المظاهرات ولا نريد من أحد أن يعتبر نفسه حامياً لنا (كضلع قاصر)، لقد أثبتت أيام الثورة أننا نليق بالحرية وتليق بناquot;.

يذكر أن تجمع نبض للشباب المدني السوري تم تأسيسه في 28 حزيران بنواة مؤسسة من خمسة عشر عضواً، وينص نظامه الداخلي على إيلاء جانبين حيزاً هاماً، وتشكيل لجنتين فيهما هما اللجنة الفنية، وتهتم بالشق الفني من عمل التجمع بما فيه الرسوم والأغاني والكتابات الإبداعية لخدمة فكر وأهداف التجمع. واللجنة الالكترونية الإعلامية، وتقوم بالأعمال الإعلامية الخاصة بالشبكة العنكبوتية من نشر إعلانات النشاطات والفيديوهات والأعمال التي تقوم بها اللجنة الفنية.

كما يهدف التجمع إلى تحقيق الأهداف التالية، متبعاً الوسائل السلمية للحراك:
1- نبذ العنف ورفض القمع بكافة أشكاله لفظياً وجسدياً.
2- رفض أي شكل من أشكال التفرقة والانقسام الديني أو الطائفي أو العشائري أو القومي أو المناطقي أو الجنسي.
3- العمل على نقل سوريا إلى دولة مدنية تعددية تشارك فيها كل الأطياف المكونة للنسيج الاجتماعي على قدم واحدة من المساواة.
4- العمل لتوحيد صف المجتمع السوري أمام كل التحديات الداخلية والخارجية المجزئة.
5- التزام منهج الحياد السياسي بحيث لا يقع ضمن أي شكل من أشكال التأطير الإيديولوجي أو الفكري، ولا يتبنى أية مقولات أو اعتبارات سياسية جاهزة أو ناجزة.
6- إرساء التعايش السلمي والأهلي بين المكونات المختلفة للمجتمع السوري.
7- أهمية تحرير المجتمع السوري من كافة أشكال التبعية ( الاقتصادية الثقافية وحتى الاجتماعية) كما يعمل على حث المجتمع السياسي والتعاون معه على تحرير المناطق المغتصبة من الأرض السورية .
8- آلية عمل هذا التجمع تقوم على مبادئ: التعددية والديموقراطية والمواطنة الحقة والتي تؤسس لحالة الدولة المدنية وتخرج سوريا من حالة الدولة الشمولية والتي لم تفض خلال عقود كثيرة من وجودها إلى تحصين الجبهة الداخلية للمجتمع السوري أمام ما يحوق بها من أخطار متمثلة أولاً بالكيان الصهيوني المحتل لمرتفعات الجولان، ومتجسدة ثانية بارتداد قسم هام من المجتمع السوري إلى الانتماء لهيئات ما قبل مدنية سواء طائفية أو قومية أو عشائرية.