مفاعل ديمونا الإسرائيلي

يلاقي خيار quot;إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النوويةquot; الاحتياجات الاستراتيجية لكل من إسرائيل وإيران، في وقت تواجه فيه اسرائيل تحدياً على نحو متزايد من قبل إيران، ما جعلتل أبيبمضطرة أن تعيد النظر في تفوقها النووي.


في ظل الحديث عن ضربة اسرائيلية عسكرية ضد ايران على خلفية برنامجها النووي، تبقى الولايات المتحدة مترددة في هذا الشأن وتفضل الانتظار حتى تأخذ العقوبات الدولية على طهران مفعولها.
لكن صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; تعتقد أن الضربة العسكرية والعقوبات خياران غير قابلين للتطبيق، وتشير إلى وجود خيار ثالث وهو quot;شرق أوسط خال من الأسلحة النوويةquot;.

وعلى الرغم من أن هذا الخيار يبدو بعيد المنال، إلا أنه يلاقي الاحتياجات الاستراتيجية لكل من إسرائيل وإيران، مع الإشارة إلى عدم ضرورة تدمير الأسلحة النووية التابعة لإسرائيل، بل نقلها إلى مكان آخر.
على مدى نصف قرن، احتكرت إسرائيل القوة النووية على الصعيد الإقليمي، ليكون بمثابة سلاح تهدد باستخدامه إذا فشل كل شيء آخر، لا سيما وأنها تواجه تهديداً وجودياً حقيقياً، وفقاً لما نقلته الصحيفة.

واعتبرت الـ quot;ساينس مونيتورquot; ان احتكار اسرائيل للأسلحة النووية يواجه تحدياً على نحو متزايد من قبل إيران، ما جعل إسرائيل مضطرة أن تعيد النظر في تفوقها النووي.
السبب وراء هذا التحول الجذري هو استراتيجي وليس أخلاقي، فإسرائيل قد تكون أفضل حالاً في الشرق الأوسط في حال لم تكن تملك أسلحة نووية، وكذلك دول المنطقة.

في مواجهة ما يبدو على انه quot;تقدم سريع في البرنامج النووي الإيرانيquot;، فإن الخيارات التي نوقشت كانت في الغالب عبارة عن عقوبات وهجمات العسكرية، وكلاهما غير فعال. فالأول من غير المرجح أن يضع حداً للبرنامج النووي الإيراني، والثاني سوف يؤجله مؤقتاً ومن المرجح أن يؤدي إلى حريق هائل في المنطقة على نطاق واسع.
واعتبرت الصحيفة انه quot;عندما وضعت إسرائيل برنامجها النووي في أوائل الخمسينات، كان السبب استراتيجياً إلى حد كبير. فاسرائيل التي تملك موارد بشرية ومادية محدودة، تحيط بها جيران معادية. فاعتبرت ان التسلح النووي سيضمن الأمن النهائي لهاquot;.

لكن إسرائيل لم تعد عرضة لهذا التهديد، وفقاً للـ quot;ساينس مونيتورquot;. فعلى الرغم من ان جزءاً كبيراً من المنطقة لا يزال معادياً لوجودها، تتفوق اسرائيل على منافسيها، الأمر الذي يجعل من quot;الشرق الأوسط الخالي من السلاح النوويquot; خيار أفضل من الاحتكار النووي.

علاوة على ذلك، كان الدور الوحيد لترسانة اسرائيل النووية هو ردع أي هجوم من أسلحة غير تقليدية، كما هو الحال في عدم التجاء العراق للأسلحة الكيماوية ضد اسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991. لكن سلاح إسرائيل الجوي ودقة أهدافه يمكن أن يؤدي إلى النتيجة ذاتها من دون التلويح باستخدام السلاح النووي.
واعتبرت الصحيفة ان التوصل إلى اتفاق اقليمي لنزع السلاح النووي سيكون في مصلحة إيران ايضاً. فحتى لو نجحت طهران في بناء قنبلة نووية، إلا انه من غير المرجح أن تتمكن من تطوير ترسانة نووية ولو من بعيد على قدم المساواة مع اسرائيل. وعلاوة على ذلك، فإن التطورات النووية الايرانية ستؤدي إلى تفاقم عزلتها السياسية والاقتصادية.
ولكن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استخدما التحدي في مواجهة الضغوط الاميركية والاسرائيلية للحصول على تأييد داخلي من الشعب الايراني.

كما ان خيار quot;شرق أوسط خال من السلاح النوويquot; سيكون بمثابة دعاية لهما، إذ يمكن أن يقولا للشعب ان quot;اصرارهما أدى إلى نزع السلاح النووي الاسرائيليquot;.

واعتبرت الصحيفة أن أي اتفاق لنزع الاسلحة النووية الإقليمية سيؤدي إلى تخفيف العقوبات والسماح لقادة ايران بحفظ ماء وجههم. كما يمكنهم أن يستثمروا هذه الخطوة في الانتخابات عن طريق القول بأن ايران كانت وحدها قادرة على اجبار اسرائيل على التخلي عن أسلحتها النووية.
لكن الـ quot;ساينس مونيتورquot; رأت أن العديد من العقوبات تحول دون التوصل إلى اتفاق كهذا، على الرغم من أن الأمر ليس مستحيلا. وأشارت على وجه الخصوص إلى انعدام الثقة من الجانبين سيؤدي إلى تردد الدولتين باتخاذ الخطوة الأولى في التخلي عن السلاح، قبل أن يتم التأكد من امتثال الجانب الآخر.

تتخوف اسرائيل من ان quot;تغشquot; ايران في الجزء المتعلق بها وتقوم بأعمال عدائية ضد تل أبيب. لكن ما يمكن أن يطمئن اسرائيل هو أن تودع أسلحتها النووية في بلد ثالث بدلاً من تدميرها، على أن يفرج عنها في حال قررت إيران كسر القواعد.
ويمكن أن يتضمن الاتفاق، علاوة على ذلك، تأكيد واشنطن لإسرائيل بالرد على أي هجوم نووي على اسرائيل، ومثل هذا الوعد يضمن ان اسرائيل لن تكون عرضة للخطر في حال قررت ايران الرجوع عن الاتفاق.

وختمت الصحيفة بالقول ان quot;الشرق الأوسط الخالي من الأسلحة النوويةquot; هو أفضل حل وسط في الظروف الحالية، ويشكل خطوة منطقية من الناحية الاستراتيجية لكل من إسرائيل وإيران.