شمّرت الحركات النسوية في المغرب عن سواعدها، مع تعبئة قوية للوقوف في وجه تزويج القاصرات وجرائم الاغتصاب، بعد انتحار أمينة الفيلالي، الفتاة القاصر التي جرى تزويجها بالعرائش (شمال المغرب) من مغتصبها، الذي يكبرها بحوالى 10 سنوات.

إنتحار القاصر المغربية أمينة الفيلالي هزّ الأوساط النسويّة والحقوقية

الرباط: ينتظر أن تسمع أول صرخة لـquot;الغضب النسائيquot; في المغرب بعد حادثة انتحار أمينة الفيلالي، الفتاة القاصر التي جرى تزويجها من مغتصبها السبت، إذ سيجري تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان في الرباط، للتنديد quot;بما تعرضت له القاصر أمينة من عنف وقهر حتى توفيت منتحرة، وذلك بدافع الإحساس بالمسّ بكرامتها، واليأس من إمكانية إنصاف المجتمع وحماية السلطات لهاquot;، حسب ما أكدته الفعاليات النسائية.

كما تطالب الفعاليات النسائية والحقوقية بإلغاء الفصل 475 من القانون الجنائي المغربي.

وقالت نزهة العلوي، رئيسة اتحاد العمل النسائي، quot;نحن كحركة نسائية استنكرنا هذه الواقعة، التي تتضمن اغتصاب قاصر من طرف شخص يكبرها بسنين عديدة، هذا يشكل اغتصابا للطفولة والبراءةquot;، مشيرة إلى أن quot;الأكثر فظاعة هو إكراه هذه الطفلة على الزواج من مغتصبهاquot;.

وأضافت نزهة العلوي، في تصريح لـquot;إيلافquot;، quot;الفتاة انتحرت، فكان هذا اغتصابا آخر لها، إذ إنها لم تغتصب فقط جنسيا، بل أيضا في حقها في الحياة، الذي هو حق أساسي وإنسانيquot;.

وأبرزت القيادية الجمعوية أن quot;جميع الحركات النسائية استنكرت ما وقع. فكم نادينا بمنع زواج القاصرات، وتشديد العقوبة في حق المغتصبينquot;، وزادت مفسرة quot;هل يجب أن ننتظر دائما حتى تقع مآسٍ دموية وتزهق أرواح لكي نفتح أعيننا على مثل هذه المسائلquot;.

وأضافت quot;اتحاد العمل النسائي، كمكون أساسي من الحركة النسائية، انخرط في هذه التعبئة من أجل إدانة ما حدث، والمناداة بإلغاء هذا الفصل من القانون الجنائي، وتعديل المادة 20 من مدونة الأسرةquot;.

من جهته، قال مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، إن quot;النيابة العامة أمرت بإجراء البحث، وهي تشرف عليه، للنظر إذا ما كان هناك عنصر جرمي من عدمهquot;.

وأكد مصطفى الرميد، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أنه quot;إذا كان هناك عنصر جرمي سيجري اتباع المسطرة القانونية المعمول بها في هذا الشأنquot;.
وينص الفصل 475 على أنه quot;من اختطف أو غرر بقاصر تقل سنها عن 18 سنة من دون استعمال عنف، ولا تهديد، ولا تدليس أو حاول ذلك يعاقب بالحبس من سنة إلى 5 سنوات وغرامة من 200 إلى 500 درهمquot;.

هكذا اغتصبت أمينة مرتين

قال لحسن الفيلالي، والد القاصر المنتحرة أمينة، quot;منذ سنة ونصف انتبهت إلى أن ابنتي لا تذهب إلى المدرسة، فسألت أمها فقالت لي إنها لم تعد ترغب في ذلك، قبل أن تخبره في ما بعد بأنها تعرضت للاغتصابquot;.

وأكد لحسن الفيلالي، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أن ابنته quot;كانت في الشارع، عندما فاجأها مغتصبها ووضع السكين على رقبتها، ثم أرغمها على الذهاب معه إلى الغابة، حيث قام بفعلتهquot;.

وأضاف والد أمينة quot;بعد عرضها على الطبيب، الذي أكد أن بكارتها افتضت منذ حوالى شهر، واللجوء إلى القضاء، قدم المغتصب نفسه إلى الدرك، قبل أن يتقرر عقد قرانهماquot;، وهو ما كان يرفضه الأب، غير أن الأم نجحت في إقناعه.

وأوضح لحسن الفيلالي أن quot;عائلات زوجها رفضت استضافتها، فاضطر إلى العيش معها في كوخ قصديري، حيث كان يقوم بضربهاquot;، مبرزا أنه quot;في آخر مرة توجهت إلى مركز الدرك الملكي، وأخبرتهم بالاعتداءات المتكررة عليها من قبل زوجها فلم تجد آذانا صاغية، إذ طلب منها إحضار شهادة طبية، غير أنها لم تكن تتوفر على أموال، فعادت إلى البيتquot;.

وأشار إلى أن زوجها quot;عاد ليضربها مجددا، بعد أن علم أنها توجهت إلى مركز الدرك الملكيquot;، مبرزا أنه quot;خلال جولتها في السوق، السبت الماضي، رفقة مغتصبها، اقتنت قرصا مخصصا للفئرانquot;.

وقال لحسن الفيلالي quot;لم تكن تنوي قتل نفسها، بل كانت تريد أن تجذب الاهتمام لما يحدث لها، إذ إن هذا ما صرحت به للشرطةquot;، موضحا أنها قالت لأمها عندما سقطت على الأرض، عندما كان يحملها زوجها إلى بيتنا، quot;قتلوني، واعتدوا علي، وضربوني يا أميquot;.

وأضاف quot;عندما نقلت إلى المستشفى أدخلت إلى قسم الإنعاش، حيث استمع لها عناصر الشرطة، قبل أن تلفظ أنفاسها لحظات بعد ذلكquot;.