لا يتردد الإعلام البريطاني في توجيه الإدانة بأعلى صوت ممكن لتلك الأنظمة والجماعات التي تحرم الصغار من طفولتهم بإرسالهم الى جبهات القتال الأمامية. ولذا فيمكن للمرء أن يتصور نوع الحرج الذي وقعت فيه وزارة الدفاع البريطانية عندما علم أنها أرسلت قُصّرا الى العراق وأفغانستان.


ملصق يدعو لحماية الأطفال من المشاركة في الحروب

أميط اللثام امسية الثلاثاء عن أن أربعة مجندين laquo;قُصّراraquo; (تقل أعمارهم عن 18 سنة) أرسلوا للقتال في أحد مسرحي الحرب بالعراق أو أفغانستان.

وبالطبع فإن هذا يتصادم مباشرة مع المواثيق الدولية الدولية التي وقعت عليها بريطانيا في ما يتعلق بإرسال الأطفال للقتال في أي حرب كانت. ولهذا فقد سارعت وزارة الدفاع في لندن - المحرجة كثيرا - الى توضيح أن قرار إرسال المجندين المعنيين - وهم في سني السادسة عشرة والسابعة عشرة - الى الخطوط الأمامية في العراق أو أفغانستان laquo;إنما تم بطريق الخطأ البحت ولن يتكرر البتةraquo;.

على أن هذا لم يكبح جماح الغضب الذي أبدته جماعات حماية الطفولة، وخاصة بالنظر الى أن بريطانيا سبّاقة الى الشكوى من مختلف الجماعات ودول العالم الثالث الني لا تتورع عن استغلال الأطفال في الحروب ومنذ أعمار غضة حقا.

ومنحت المناسبة الذخيرة ايضا لأولئك الذين ظلوا ينتقدون وزارة الدفاع البريطانية على سماحها بتجنيد صبيان في السابعة عشرة والسادسة عشرة من العمر في صفوف القوات القوات المسلحة سواء كان الأمر يشمل إرسالهم الى جبهات القتال أو لا يشمله. ويذكر ان القانون البريطاني يعتبر الانسان طفلا الى أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره.

وقالت جماعة laquo;وورتشايلدraquo; المعنية بحماية الأطفال من ويلات الحروب وتتخذ من لندن مقرا لها في بيان اصدرته صباح الأربعاء: laquo;استغلال الأطفال في الحروب هو أحد أبشع انتهاكات حقوقهم. ولا مناص من اعتباره خطأ أخلاقيا لا جدال حوله ولا يمكن الدفاع عنه بأي شكل من الأشكالraquo;.

وقالت الصحف البريطانية إن اندرو روباثان، الوزير بوزارة الدفاع، حاول إزاحة المسؤولية جانبا بإلقائها على عاتق القادة العسكريين الذي يقررون، في نهاية المطاف، من يُرسل الى الجبهة الأمامية ومن يبقى. وقال الوزير: laquo;الواقع أن الضغوط المتنامية التي ظلت تتعرض لها القوات المسلحة البريطانية بوجودها في مسرحين للقتال في الآن نفسه (العراق وأفغانستان) أدت الى أن يتخذ هؤلاء القادة قرارات شملت - عن طريق الخطأ غير المقصود ولا شيء سواه - إرسال مجندين قاصرين الى أحد المسرحينraquo;. وقال إن هؤلاء laquo;الأطفالraquo; أعيدوا الى الأراضي البريطانية laquo;حال اكتشاف الخطأraquo;.

وجاء هذا في رد مكتوب تلاه الوزير أمام البرلمان وجاء فيه أيضا أن القُصّر المعنيين أرسلوا الى جبهات القتال في الفترة من ابريل / نيسان 2008 إلى مارس / اذار 2010. وأضاف قوله: laquo;ربما كان غنيّا عن القول إننا ننصاع الى الحد الأقصى للمعايير الدقيقة التي نضعها نصب أعيننا في ما يتعلق بخضوع اولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة للوائح القتال على الجبهات الحربيةraquo;.

وأقر الوزير بأن ما حدث في الفترة التي وردت في خطابه نبّهت القادة العسكريين الى أن نظام الانتقاء للقتال على الجبهات الأمامية laquo;بحاجة الى المراجعة من أجل ضمان ألا يتكرر هذا الخطأ مستقبلاraquo;. وأضاف قوله إن هذا النظام أخضع فعلا للتنقيح والتصويب بحيث صار من شبه المستحيل الآن تكرار الوقوع في خطأ إرسال قاصرين الى جبهات القتال.