بيروت: صباح يوم الاحد على مشارف مدينة ديار بكر، اكبر مدينة في جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية، قام صبيين (12 عاماً)، برمي الحجارة على شاحنة محترقة، بعد أن أشعلوا النار فيها.

وتعود الشاحنات المحترقة لشركة quot;تركسلquot;، أكبر شركة تركية لخدمة الهاتف المحمول، ومن المرجح أن يكون الحادث قد تم على خلفية شائعة على نطاق واسع تقول إن الشركة تواطأت مع السلطات التركية للتنصت على نشطاء الأكراد.

وتدفق الآلاف من الرجال والنساء، متجاوزين الشاحنات المحترقة، في طريقهم إلى حقل مفتوح حيث كان مقرر عقد الاحتفالات النيروز، رأس السنة الكردية. وقضى العديد من الأكراد صباحهم يحاربون أسراباً من شرطة مكافحة الشغب الذين حاولوا منع الوصول إلى المنطقة.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وأحياناً إطلاق الرصاص الحي في الهواء، لتفرقة الأكراد الذين رموا الشرطة بقنابل المولوتوف والحجارة.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;تايمquot; إلى أنه حتى قبل صدور قرار الحكومة برفض طلب الأكراد لتنظيم احتفال النيروز في 18 آذار - أصرت السلطات في ديار بكر واسطنبول على أن يعقد في الموعد التقليدي، 21 آذار/مارس، ما مهد الطريق لنوع من المواجهة.

وفي أواخر ديسمبر، أدت ضربة جوية من قبل الجيش التركي إلى مقتل 34 مهرب كردي بالقرب من الحدود مع العراق. وفي الأيام التي سبقت النيروز، انضم عشرات الأكراد في أحدث موجة اعتقالات ضمت نحو 5000 ناشطاً- بما في ذلك أعضاء حزب السلام والديمقراطية المؤيد للاكراد ndash; بتهم متعلقة بالارهاب منذ عام 2009. وتم ضبط أسلحة ومتفجرات خلال بعض من هذه الاعتقالات، بحسب وسائل الاعلام التركية.

وعلى الرغم من أن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قد اتخذت بعض الخطوات لمنح حقوق ثقافية جديدة للأكراد، كانت أنقرة واضحة بأن الاستقلال السياسي ليس أمراً خاضعاً للمناقشة.
ونتيجة لرد الفعل العنيف من قبل القوميين الأتراك، تحولت الجهود التي تسعى إلى تحقيق سلسلة من الاصلاحات المقترحة، إلى مجرد هباء.

وتوقف مهتين أوزيل لالتقاط صور الشاحنات المحترقة، وقال: quot;قرار أردوغان بتعليق الحوار هو السبب في دخولنا حالة حرب مرة أخرىquot;، مشيراً إلى تجدد الاشتباكات بين الجيش التركي والانفصاليين من حزب العمال الكردستاني (PKK). وأضاف: quot;نريد أن نعيش جنباً إلى جنب مع الأتراك، ولكن مع الحكم الذاتي وحقوق اللغةquot;.

أما عبد الله ديميرباس، رئيس بلدية ديار بكرالمركزية، فقال: quot;نحن الجيل الأخير الذي يريد نهاية سلمية لهذا الصراع. إذا لم يكن هناك حل، فإن الساسة الأكراد لن يعود لديهم أي سلطة، والشباب سوف يذهبون الى الجبال للانضمام الى حزب العمال الكردستاني.

وأضاف: quot;ما لم تضع الحكومة حداً لهذه الاعتقالات، فإن جنوب شرق البلاد الكردي سينفجر. وما يقوله الناس هذا النيروز هو أن هذه هي الفرصة الاخيرة للسلامquot;.

ومن على قمة حافلة في وسط الميدان، لعن صلاح الدين دميرتاز، زعيم حزب السلام والديمقراطية، مروحيات الشرطة التي تحلق في سماء المنطقة. وقال للحشود ان الشرطة التركية تحاول تفريق مظاهرات النيروز في اسطنبول- ما أدى إلى مقتل سياسي من الحزب خلال الاشتباكات- فاندلع الحشد المحيط بهتافات quot;اردوغان قاتلquot; و quot;حزب العمال الكردستاني هو الشعبquot;.

وأضاف دميرتازquot;عندما تكون هناك احتجاجات في مصر أو في سوريا، يقول أردوغان للقادة أن يستمعوا إلى صوت الشعب. وإذا كان لا يريد أن يكون مثل الديكتاتوريين في الشرق الأوسط، عليه أن يفعل الشيء نفسهquot;.