دمشق: فيما يشبه قرارات الحصار الجماعي الذي لا تتخذه إلا أعتى أنظمة الاستبدادية في العالم، وفي محاولة منها لمحاصرة حالات النزوح والهرب واللجوء إلى دول الجوار، وإجبار الشباب على الالتحاق بالجيش النظامي في ظل تناقص أعداد الملتحقين به، وتزايد الانشقاقات بين صفوفه، تناقلت مواقع نشطاء المعارضة على شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي نبأ مسرباً من داخل وزارة الدفاع السورية، صدر في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم أمس، وشرع بتطبيقه منذ صباح اليوم، وينص على التالي:

quot;يمنع السوريين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-42 منعاً باتاً من الخروج من البلد، إلا بموجب موافقة من شعبة التجنيد العامة، أو من يثبت أنه معفى من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، أو أن يكون وحيداً لوالدته بشكل نهائيquot;؟!

سابقاً كانت موافقة شعبة التجنيد مطلوبة لاستصدار جواز سفر ومغادرة البلاد، وكانت موافقة روتينية لا تتطلب أي عناء بالنسبة لمن أدى خدمة العلم أو أعفي منها أو من هو مؤجل لأسباب دراسية أو عائلية، بينما ينص القرار الجديد على موافقة شعبة التجنيد للسفر، والموافقة من الشعبة تحتاج لموافقة من الأمن العسكري، وهو ما يعني إمكانية اعتقال طالب الموافقة بناء على سجلات ومعلومات وتقارير فرع الأمن العسكري.

quot;إيلافquot; حاولت التأكد من القرار من خلال الاتصال ببعض الشبان السوريين الذين حاولوا السفر صباح اليوم الاثنين 26-3-2012، وقد تأكدنا من منع عدد من الشباب من الخروج من مطار دمشق اليوم صباحاً، ومن الحدود مع الأردن، حيث تمت إعادة باص كامل لشباب كانوا يريدون الخروج إلى الأردن، والسماح فقط لشخص والدته أردنية من العبور، ومن لبنان وصلنا منع عدد من الأشخاص من المغادرة، حتى إن شاباً يعمل في إحدى مؤسسات الدولة الأهلية تمت إعادته من المطار وهو برفقة والدته رغم كونه وحيداً نهائياً لها!؟

القرار بدأت السلطات المختصة بتطبيقه قبل قليل في مطار حلب الدولي، حيث تم إعادة ما يقارب نصف ركاب طائرة حلب- الجزائر، ممن شملهم هذا القرار أيضاً.