رانغون: يدلي الناخبون في بورما باصواتهم اليوم الاحد في انتخابات جزئية تاريخية يتوقع ان تسمح بدخول المعارضة اونغ سان سو تشي الى البرلمان بعد 15 سنة من الاقامة الجبرية في منزلها. وبدأ الناخبون الادلاء باصواتهم في الساعة السادسة (23:30 تغ) في رانغون. وسينتهي التصويت عند الساعة 16:00 (5:30 تغ).

وغزت وسائل الاعلام الاجنبية وفرق التلفزيون واجهزة الامن البورمية منذ مساء السبت مركز كاومو الريفي الذي يبعد ساعتين عن رانغون، حيث ترشحت حائزة جائزة نوبل للسلام. وبدأ الناخبون يصطفون امام مراكز التصويت منذ الصباح.

وقالت سان سان يين (43 عاما) وعهي عاملة في مصنع، لوكالة فرانس برس quot;ساصوت للام سو لانني احبها (...) نحن سعداء جدا بقدومها الى بلدتناquot;. وتتمتع اونغ سان سو تشي التي كانت قبل سنتين فقط تعد العدو الاول للسلطة العسكرية، بفرص كبيرة للفوز وان كانت تواجه صناديق الاقتراع للمرة الاولى.

وتشمل الانتخابات 45 مقعدا تنافس الرابطة الوطنية للديموقراطية التي تتزعمها سو تشي للفوز ب44 منها، وهي تتوزع على البرلمان ومجلس الشيوخ ومقعدين محليين. وتسعى الحكومة التي تولت السلطة قبل سنة وتضم عسكريين اصلاحيين سابقين الى اثبات صدق اصلاحاتها املا في الغاء العقوبات الغربية التي تخنق اقتصاد البلاد.

وبعد عملية انتقالية خلت من العنف وتحت اشراف الجيش، عرض هذا الفريق الجديد على سو تشي الانضمام الى السياسيين الناشطين على الساحة في البلاد. ويرى المحللون ان الحكومة نفسها مهتمة بفوز المعارضة في الانتخابات التي تراقبها الاسرة الدولية بدقة.

وعبرت اونغ سان سو تشي الجمعة عن اسفها لان الانتخابات ليست ديموقراطية حقا مشيرة الى العديد من المخالفات خلال الحملة الانتخابية. لكنها دعت الى المشاركة في الاقتراع لتغيير الامور في الداخل. وقالت quot;اننا مصممون على المضي قدما لان هذا ما يريده شعبنا (...) ولسنا اسفين اطلاقا للمشاركةquot; في الانتخابات.

واضافت quot;عندما نصبح في البرلمان يمكننا العمل على احلال ديموقراطية حقيقيةquot;. ووصلت سو تشي التي اضطرت قبل ايام لتعليق حملتها الانتخابية بسبب مشاكل صحية، الى كاومو حيث استقبلها حشد كبير بحرارة.

وقال نيان وين الناطقة باسم حزب اونغ سان سو تشي الرابطة الوطنية الديموقراطية quot;علينا ان ننتظر لنرى كيف ستسير الامورquot;. واضاف ان سو تشي quot;في حالة جيدة. انها متعبة لكن لا داعي للقلقquot;.

وبعد سنوات من اخفاء دعمهم لسيدة تحولت رمزا للمعارضة في وجه المجموعة العسكرية الحاكمة، يعبر مؤيدو سو تشي عن موقفهم بشكل واضح. واصبحت اغنية quot;عادت امناquot; من اشهر اناشيد الحملة الانتخابية.

وفي الشوارع يبدو الناس سعداء لتمكنهم من التعبير عن مشاعرهم الحقيقية. وكانت المعارضة البورمية فازت في انتخابات 1990 لكن بدون ان يعترف المجلس العسكري الحاكم انذاك بالنتائج.

وكانت اونغ سان سو تشي لا تزال قيد الاقامة الجبرية بعد عشرين عاما في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 حين جرت الانتخابات التشريعية التي قاطعتها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية ووصفها الغرب بالمهزلة.

وقال الموفد الخاص للامم المتحدة حول حقوق الانسان في بورما توماس اوخيا كوينتانا ان quot;العملية الانتخابية في 2010 (...) شكلت فرصة ضائعة (...) وهذا الامر يجب الا يتكرر في بورما التي تشهد مرحلة جديدة اكثر انفتاحاquot;.

ومنذ ذلك الحين قام المجلس العسكري الذي حكم البلاد لمدة عقود بحل نفسه في اذار/مارس 2011 ونقل السلطات الى حكومة وصفها بانها quot;مدنيةquot; لكن لا يزال يسيطر عليها عسكريون سابقون.

وهذا الفريق الجديد الذي يرئسه الرئيس والجنرال السابق ثان سين كثف من الاصلاحات، ودعا خصوصا اونغ سان سو تشي الى العودة للعمل السياسي على امل اضفاء المزيد من الشرعية على الاصلاحات التي يقوم بها والتوصل الى رفع العقوبات الاقتصادية الغربية عن بلاده.

ويأمل حزب اونغ سا شو تشي الفوز في عدد كبير من الدوائر ال44 الذي ترشح فيه. لكن اذا كان فوز زعيمته يبدو محسوما نظرا لشخصيتها وتجربتها الطويلة، يواجه مرشحوه الآخرون قادة يتمتعون بحضور قوي محليا وخصوصا في المناطق الاتنية على حدود البلاد.

وايا تكن نتائج هذه الانتخابات الفرعية، فانها لا تثير قلق السلطة. وان كان فوز اونغ سان سو تشي الاحد شبه محسوم، الا انه لن يؤدي الى تغيير ميزان القوى الذي يميل بالكامل لمصلحة حزب التضامن وتنمية الاتحاد.