بغداد: اكد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ان بغداد quot;تعمل بجدquot; مع طهران وواشنطن للحد من التوتر في مضيق هرمز على خلفية تهديدات ايران باغلاقه.

وحذر الشهرستاني في مقابلة مع وكالة فرانس برس الاحد من ان اغلاق المضيق الاستراتيجي سيؤدي الى quot;تراجع كبيرquot; في صادرات النفط من دول مثل السعودية والكويت وحتى ايران، وسيرفع الاسعار بشكل حاد.

وقال وزير النفط السابق ان quot;العراق يعمل جاهدا على المستوى السياسي مع الولايات المتحدة ومع ايران لمحاولة تجنب اي اعمال عدائية حول مضيق هرمزquot;.

واضاف ان quot;غالبية صادرات العراق تخرج من موانئه الجنوبية التي تمر في مضيق هرمز، لذا فان هذه المسالة تثير قلقنا. نحن نتخذ كل الخطوات السياسية الممكنة لمناقشة هذا الامر ونزع فتيل اي نشاط عسكري في المنطقةquot;.

ومضيق هرمز هو الممر الاستراتيجي البحري لنقل النفط حيث يعبر منه 35% من النفط المنقول بحرا في العالم، ويربط منطقة الخليج حيث دول عربية غنية بالنفط ببحر عمان.

وهدد مسؤولون ايرانيون مرارا بامكانية اغلاق المضيق ردا على العقوبات المتزايدة على الجمهورية الاسلامية.

وذكر الشهرستاني ان العراق يخطط لزيادة صادراته عبر خط جيهان الذي يعبر الاراضي التركية، وتفعيل خط بانياس طرابلس مع سوريا ولبنان، الا انه اقر بان خطوات مماثلة quot;لن تكون بديلا عن ممرات التصدير في مضيق هرمزquot;.

وكانت الحكومة العراقية اكدت في اذار/مارس انها تبنت سلسلة اجراءات ترمي الى تنويع طرق صادراتها النفطية للحد من تاثير اي خطوة ايرانية محتملة لاغلاق مضيق هرمز.

واعلنت الحكومة امس الاحد ان معدلات تصدير النفط العراقي في اذار/مارس الماضي هي الاعلى منذ 1989.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في بيان ان quot;وزارة النفط اكدت ارتفاع صادراتها لشهر اذار/مارس الماضي عن معدلاتها السابقة لتصل الى ما مجموعه 71 مليونا و827 الف برميل، بمعدل يومي وصل الى مليونين و317 الف برميلquot;.

وقال الشهرستاني انه quot;اذا اغلق مضيق هرمز، سيكون هناك نقص كبير في امدادات النفط من عدة دول، بينها السعودية والكويت وايران ايضا، والامارات، ونتوقع ان تكون اسعار النفط حينها اعلى بكثير مما هي عليه الآنquot;.

في موازاة ذلك، راى المسؤول العراقي ان اسعار النفط في مستوياتها الحالية التي تلامس 100 دولار، quot;معقولةquot;.

واوضح ان quot;اسعار النفط لم تعق في الحقيقة عملية التعافي الاقتصادي في انحاء مختلفة من العالم. طبعا هناك صعوبات اقتصادية في اوروبا، وازمة يورو، لكن السبب ليس اسعار النفطquot;.

وتابع quot;في الوقت الحالي، لا نلمس اي تاثير واضح لاسعار النفط على النمو الاقتصادي، ولا نعتبر ان هناك نقصا للامدادات في السوقquot;.

وذكر الشهرستاني ان quot;هناك نفطا كافيا في السوق، وليس هناك من ازمة، او عدم توازن بين العرض والطلب. ولكن اذا بلغنا هذه المرحلة، فانه سيتوجب علينا ان نتخذ خطوات ضروريةquot;.

وحول ما اذا كان العراق يستفيد من العقوبات المفروضة على ايران من خلال العمل على جذب زبائن طهران السابقين، قال المسؤول العراقي quot;لطالما كانت سياستنا تقوم على البحث عن زبائن لنفطنا، ومن ياتي الينا ننظر في طلبه بجدية كبيرةquot;.

وتابع quot;لا اعتقد ان هناك زبائن ياتون بسبب العقوبات على ايران، فلطلما كان لنفط العراق زبائنquot;.

وينتج العراق نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط، يصدر منها اكثر من مليونين.

وتشكل عائدات النفط 94 في المئة من عائدات البلاد.

ويملك العراق ثالث احتياطي عالمي من النفط يقدر بنحو 115 مليار برميل بعد السعودية وايران.