مع استمرار اتساع نطاق العنف في سوريا، وتواصل حالة الكر والفر بين قوات الأسد والثوار، بدأ يرتكب النظام السوري جرائم يعتبرها القانون الدولي جرائم حرب. وقال في هذا الصدد لاجئون سوريون إن الجنود الموالين للرئيس السوري، بشار الأسد، يجبرون السيدات والأطفال على السير أمام الدبابات المتقدمة لمنع الثوار المقاتلين من إطلاق النار، علماً بأن نصوص القانون الدولي تحظر استخدام الدروع البشرية.


منظمة حقوقية تدين استخدام البشر كدروع في سوريا

أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدا أن هذا الأسلوب قد أثنى بالفعل بعض الثوار على الأقل عن إطلاق النار، لكن إحدى جماعات حقوق الإنسان البارزة قد اعتبرت ذلك بمثابة جريمة حرب أخرى يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي حديث لهم مع صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية، سرد لاجئون فرّوا من محافظة إدلب الشمالية روايات لشهود عيان عن مشاهداتهم للعديد من حوادث الدروع البشرية التي وقعت خلال الأسابيع الأخيرة. حيث تحدثوا عن مشاهدتهم للجنود السوريين وهم يجبرون الأطفال على السير أمام دباباتهم، أثناء تقدم القوات الحكومية إلى المناطق والأماكن التي تعتبر معاقل للثوار.

وفي إحدى الحالات، فإنه وأثناء تقدم القوات الموالية للنظام نحو قرية الشاطورية، التي تقع على بعد أميال قليلة من مدينة الجانودية، قال عامل بناء إنه شاهد القوات وهي تضع مجموعات صغيرة من الأطفال والنساء أمام الدبابات التي تقترب من دخول القرية.

وأشار هذا العامل كذلك إلى أن أبنه، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، والذي ظل في القرية حين لاذوالده بالفرار منها، كان واحداً من الأشخاص الذين استخدمتهم قوات الأسد كدروع بشرية. وأضاف هذا الابن أنه quot;أُجبِر على الوقوف أمام الدبابات في القرية لمدة ست ساعات تقريباً، حتى منتصف النهار، من دون أن يقترب من الطعام والمياهquot;.

وحين غادر الجيش المدينة، عاد الأب ليصطحب زوجته وأبناءه ويتوجّه بهم مباشرةً إلى الحدود. ولفتت الصحيفة إلى أنهم يعيشون الآن في مخيم للاجئين في تركيا يطلق عليه quot;يايلاداغquot;. وهم من بين الـ 24 ألف سوري الذين قرروا اللجوء إلى تركيا، وهو ما زاد من الأخطار الإقليمية بخصوص التوصل إلى حل للعنف في سوريا.

وتابعت ساينس مونيتور بقولها إن الشهادات التي تحصلت عليها بخصوص استخدام قوات الأسد لمواطنين مدنيين كدروع بشرية قد رسمت صورة للحملة القمعية التي يمارسها النظام ضد شعبه، والتي يبدو أنها تزداد قسوة ووحشية يوماً بعد الآخر.

وقد تم تدعيم تلك الشهادات، التي أدلى بها ثمانية لاجئين، من جانب منظمة هيومان رايتس ووتش، التي وثقت في تقرير لها، في هذا الخصوص، حكايات مماثلة، بعضها مصور بالفيديو، ما يشير إلى أن هذا الأسلوب قد بات أكثر شيوعاً خلال الأشهر الأخيرة.

ومع انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار (اليوم الموافق العاشر من نيسان/ أبريل)، بدا من الواضح أن نظام الأسد يعتزم مواصلة القصف واستهداف المدنيين. وقالت السلطات السورية يوم أمس أيضاً إنها لن تنسحب من دون الحصول على ضمانات مكتوبة من مقاتلي المعارضة يتعهدون فيها بأن يلقوا في الأخير أسلحتهم.

في غضون ذلك، قالت هيومن رايتس ووتش، في تقريرها، إن استخدام النظام السوري للدروع البشرية يعد سبباً آخر يفسر إمكانية إقدام مجلس الأمن على إحالة سورياعلى المحكمة الجنائية الدولية، على أساس أن ذلك يشكل انتهاكاً خطراً للقانون الدولي.

وقال أولي سولفانغ، باحث المنظمة الذي أعد التقرير، إن النظام بدأ يستخدم الدروع البشرية هنا رداً على استعانة الثوار بالقنابل التي يتم زرعها على جانبي الطريق. وأضاف مدرس ثانوي من الجانودية، من دون أن يفصح عن هويته خوفاً على سلامته: quot;رأيتهم وهم يجبرون النساء والأطفال على السير أمام الدبابات المتقدمةquot;.

وأشار ملازم شاب يدعى توفيق كلش، وقد انشق عن الجيش، ولاذ بالفرار من الجانودية في وقت مبكر من الصباح عند سماعه أن الدبابات الحكومية تقترب، إلى أنه وأثناء خروجه من المدينة، شاهد جندياً يجبر امرأة من قريته على الصعود فوق دبابة. وأضاف quot;وبعدما لاحظوا عدم وجود ثوار مسلحين، سمحوا للمدنيين بالذهابquot;.