تظاهرة في حولة ضد نظام بشار الأسد يوم الجمعة 14 تشرين الأول/ أكتوبر

حذّر السفير الأميركي في دمشق من حرب أهلية في سوريا مشبّهًا ما يجري بأحداث العراق عام 2004. وقال روبرت فورت إن النظام السوري يتعمّد تعميق الخلافات الدينيّة والإثنيّة وسط الشعب، في وقت استمرت فيه السلطات في قمع وإعتقال المتظاهرين.


دمشق: بعد يوم على تحذير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من حرب أهلية في سوريا، حذر السفير الأميركي لدى دمشق، روبرت فورد، من الأمر نفسه. وقال فورد إن ما يحدث بسوريا يشبه ما حدث في العراق عام 2004.

وقال إن النظام السوري يتعمّد تعميق الخلافات الدينية والإثنية وسط الشعب، وإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحثّ المعارضين على عدم اللجوء إلى العنف، حتى لا يتصاعد الموقف.

وأضاففي لقاء عبر quot;سكاي بيquot; مع خبراء في معهد واشنطن للشرق الأدنى quot;أقلق كثيرًا عندما يقول الناس إن حربًا أهلية لا يمكن أن تحدث في سوريا. هذا يذكرني بما حدث في العراق سنة 2004quot;.

وقال فورد إنه لا يعتقد أن الحرب الأهلية ستأتي حتمًا، لكنه قال إن الوضع الأمني في سوريا تدهور، إلى حد جعل الحرب الأهلية quot;ممكنة الوقوع، وذلك لأن بعض المعارضين يتحدثون عن حمل السلاحquot;. وقال: quot;إذا حدث هذا، سيكون خطأ كبيرًاquot;. وأضاف أن التحدي الذي يواجه المعارضة هو بناء quot;قاعدة أساسيةquot; في المدن الكبرى.

هذا وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد السبت قرارًا ينصّ على تشكيل لجنة مهمتها إعداد مشروع دستور للبلاد خلال أربعة أشهر، فيما قتل 11 شخصًا وجرح آخرون برصاص رجال الأمن الذين قاموا أيضًا باعتقال 31 شخصًا في شمال غرب سوريا.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان الرئيس السوري بشار الاسد quot;اصدر اليوم (السبت) قرارًا جمهوريًا ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور لسوريا تمهيدًا لإقراره وفق القواعد الدستوريةquot;. وأمهل القرار اللجنة لإنهاء عملها quot;مدة لا تتجاوز أربعة أشهر اعتبارًا من تاريخ صدورهquot;، بحسب الوكالة.

وأورد القرار، الذي نشرت نصه الوكالة، أسماء أعضاء اللجنة التي يرأسها مظهر العنبري، وعددهم 29 عضوًا، بينهم المعارض قدري جميل، الذي قامأخيرًا بزيارة موسكو، على رأس وفد quot;الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير في سورياquot; المعارضة. بالتزامن مع ذلك، اكد ناشطون في حصيلة جديدة مقتل 11 شخصًا برصاص رجال الأمن السبت.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، quot;قتل صباح اليوم (السبت) الناشط في المرصد في مدينة دير الزور زياد رفيق العبيدي خلال ملاحقته من قبل أجهزة الامن في حي الجبيلةquot; في المدينة.

واشار المرصد إلى أن العبيدي (42 عامًا) quot;كان من أبرز نشطاء المرصد في دير الزور ومن نشطاء الثورة السورية في المدينةquot;، مشيرًا الى ان الناشط quot;توارى عن الأنظار منذ شهر اب/اغسطس الفائت بعد دخول القوات العسكرية الى المدينةquot;.

واضاف quot;في مدينة حمص استشهد خمسة مواطنين خلال عمليات مداهمة وإطلاق رصاص من على الحواجز، وسقط شهيد في مدينة تلبيسة بإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، واستشهد مواطنان في دمشق خلال إطلاق رصاص على مشيّعي شهيد في حي الميدانquot;.

ونقل المرصد عن ناشط في منطقة جسر الشغور ان quot;شخصين من مدينة اللاذقية قتلا برصاص الامن على الحدود السورية التركيةquot;. وفي بلدة عندان في ريف حلب، تحدث المرصد عن quot;استشهاد شاب متاثرًا بجروح اصيب بها امس الجمعةquot;.

كذلك، وردت معلومات للمرصد عن quot;استشهاد عناصر من الأمن والجيش النظامي السوري في تلكلخ في محافظة حمص خلال اشتباك مساء السبت مع مسلحين يعتقد أنهم منشقونquot;، ولم يتسن للمرصد التأكد من عدد القتلى.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن quot;شابًا قتل في دمشق ظهر السبت إثر إطلاق قوات الأمن النار على جنازة الطفل ابراهيم الشيبان، التي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف، بينهم نساء وأطفالquot;. واشارت اللجان في بيانها الى quot;جرح خمسة من مشيعي الطفل ابراهيم الشيبانquot;.

وتوفي الطفل الشيبان برصاص الأمن خلال تفريق تظاهرة جرت الجمعة في حي القدم في دمشق، بحسب لجان التنسيق. واضاف المرصد ان quot;قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع، وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور لهquot; في حمص.

واشار الى ان quot;قوات الأمن اقتحمت منذ ساعات الصباح الاولى حي كرم الزيتون بالمدرعات، ورافق ذلك إطلاق نار كثيفquot;. وقال ان quot;ليلة الجمعة شهدت اقتحامًا مكثفًا لعدد من الأحياء، التي شهدت تظاهرات حاشدة مساء الجمعة، ومنها أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو والانشاءاتquot; في هذه المدينة ايضًا.

وفي ريف درعا (جنوب)، لفتت اللجان إلى أن quot;أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في تشييع الشهداء في داعل رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيفquot;. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن اكد الجمعة ان quot;12 شخصًا قتلوا الجمعة، بينهم سبعة في داعلquot;.

من جهة ثانية، ذكر المرصد ان quot;اجهزة الأمن السورية تنفذ منذ فجر اليوم (السبت) حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات في بلدة كفرنبل والأحراش المجاورة لها بحثًا عن عنصر مخابرات يعتقد أنه فرّ من الخدمةquot;. واشار المرصد الى ان هذه الحملة quot;اسفرت عن اعتقال 31 شخصًا حتى الآنquot; مشيرا الى انها quot;ترافقت مع ضرب المعتقلين والتنكيل بهمquot;.

واختلف مؤيدو القيام بتحرك للامم المتحدة ضد سوريا، ومعارضو خطوة كهذه، مجددا خلال اجتماع مجلس الامن الدولي ليل الجمعة السبت بعد اعلان المنظمة الدولية ان عدد قتلى قمع النظام للحركة الاحتجاجية في هذا البلد ارتفع الى ثلاثة آلاف شخص منذ 15 اذار/مارس، بحسب دبلوماسيين.

ونقل دبلوماسيون عن السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو قوله خلال الاجتماع ان quot;المدافعين عن عدم التحرك في مجلس الأمن الدولي عليهم استخلاص العبر من استمرار القمعquot;. وتظاهر نحو 500 شخص، حسب الشرطة، عصر السبت في باريس، مطالبين دول مجموعة العشرين بإدانة القمع في سوريا خلال قمتها المقبلة المقررة في كان في الثالث والرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

واكدت جمعية المسيحيين من أجل استئصال التعذيب، وهي احدى المنظمات الموقعة على نداء التظاهر، انه quot;لا يمكن لمجموعة العشرين، بصفتها هيئة حوار دولي متميز، ان تظل صامتة عندما يواجه المجتمع الدولي، كما يحصل في سوريا، حالة انتهاك مكثفة لحقوق الانسانquot;.

ودعت الجمعية quot;اعضاء مجموعة العشرين الى أن يدينوا صراحة الجرائم ضد الانسانية المرتكبة في سوريا وضمان الدعم للشعب السوري المضطهدquot;.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها، اسفر قمعها عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل، بينهم 187 طفلاً على الاقل، منذ 15 اذار/مارس، بحسب الامم المتحدة، التي حذرت من مخاطر وقوع quot;حرب اهليةquot;. وتتهم سوريا quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.