لندن: ذكر تقرير حول عائلة الرئيس السوري بشار الأسد أن العائلة متماسكة لمواجهة المعارضة ضد إمساكها بالسلطة منذ أكثر من 40 عاماً.
ويذكر تحقيق نشرة صحيفة الغاردين البريطانية حول العائلة الحاكمة في سوريا أن أحاديث مع مسؤولين مقربين وبرقيات من موقع ويكليكس تظهر أن العائلة كانت متواضعة إلى أن انتقلت لحكم سوريا فأفسدتها السلطة ما أصابها بجنون الإرتياب وحكمت سوريا بوحشية ومزيج من الغطرسة.
وتقول الصحيفة إن الرئيس الحالي للبلاد، وشقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة وشقيقتهما الأكبر الصعبة بشرى، يجتمعون في منزل والدتهم التي توصف بأنها quot;الأم الحديديةquot; أنيسة مخلوف الأسد، لبحث تطورات الأوضاع في البلاد.
ويضيف التقرير أنه لم تظهر إلا تقارير قليلة عن كيفية قيام العائلة بالتنسيق للرد على موجة من الانتفاضات الشعبية ولكن quot;الشائعات الكثيرة عن اجتماعات هذه العائلة تنسجم مع الصورة القائمة عن عصبة متعطشة للسلطة تحكم سرا وتسيطر عليها الأم الحديديةquot;.
وتلعب أنيسة مخلوف دور القاضي في العائلة، والمعروف عنها تحفظها وابتعادها عن الأضواء ويشير المعارض السوري وائل الحافظ في مدونة quot;لو مارسيانquot; إلى أن quot;القرارات الكبرى تتخذها الدائرة الأولى في العائلة ولكن لأنيسة الكلمة الأخيرةquot;.
وتنقل الصحيفة عن شخص مطلع على الأروقة الداخلية لنظام الأسد، قوله إن العائلة هي quot;مافيا، فهذه العائلة تحكم كعائلةquot;. ويضيف: quot;لا يعرف أحد على وجه التحديد ما يدور في الأروقة الداخلية، ولكنهم يوحدون صفوفهم شيئا فشيئاquot;.
وتنقل الصحيفة عن ديفيد ليش، أكاديمي أميركي وكتب سيرة ذاتية رسمية عن بشار: quot;بشار تغير مع الوقت من شخص ذي نيات حسنة إلى أحد يؤمن بالبروباغندا ومديح المتملقين حولهquot;.
ويشكك تقرير الصحيفة بالصفات القيادية لدى الرئيس السوري، ويصف أحد التقارير الدبلوماسية الأميركية الذي نشره موقع quot;ويكيليكسquot;، ويعود لعام 2009، الرئيس السوري بأنه quot;فارغ ولا يتمتع بدهاء والدهquot;.
أسماء الأسد |
ويتحدث التقرير أيضا عن زوجة الأسد، أسماء التي ولدت وتربت وتعلمت في لندن، لعائلة غير متدينة. ويصفها التقرير بأنها quot;لغزquot;، وأنها كانت حتى ترتاد الكنيسة البروتستانتية في إنجلترا. ويذكر أن أسماء كانت تدعو نفسها quot;إيماquot; في المدرسة البريطانية الخاصة، وأن أحدا لم يكن يدري أنها سورية، بل كان الجميع يظن أنها إنكليزية. وينقل عن إحدى زميلاتها في المدرسة قولها: quot;لا أذكر أن أحدا كان يدعوها أسماء. أنا متأكدة أن اسمها كان إيما. لم تبرز على أنها مسلمة أبدا، ليست مثل الفتيات الأخريات اللواتي كن يرتدين ملابس أكثر تقليدية. لم يكن أحد يظن أنها أي شيء إلا إنكليزيةquot;.
ويسأل التقرير كيف يمكن لامرأة تربت في أجواء ليبرالية غربية، أن تسامح كل هذه الوحشية؟ وينقل عن شخص مطلع قوله: quot;البعض يقول إنها مستاءة وتعزل نفسها، وآخرون يقولون إنها عرفت أنها تزوجت من ديكتاتور وأنه سيئ مثل الباقينquot;.
يذكر أن تقرير سابق نشر مطلع الشهر الجاري أكد أن أفراد من عائلة الرئيس السوري بدأوا في بيع إمبراطوريتهم العقارية الموجودة حول العالم والتي تقدر بملايين الجنيهات الإسترلينية وأبرزها مجموعة من المنازل يملكونها في لندن لتحويلها إلى نقد، كما أفاد تقرير نشرته صحيفة quot;ديلي تلغرافquot;اليوم الجمعة.
وأشار التقرير إلى أن تصرف عائلة الأسد في جميع ممتلكاتهم العقارية في الخارج يأتي تحسباً لإجبار النظام على التخلي عن إدارة البلاد في أي وقت.
وقال التقرير إن العقارات المعروضة للبيع تشمل منزلاً في منطقة مايفير الراقية في لندن يقدر بـ10 ملايين جنيه إسترليني قام بشرائه رفعت الأسد المعروف بلقب quot;جزار حماةquot; بسبب دوره في قتل 40 ألف سوري من سكان المدينة قبل نحو 30 عاماً.
ويلاحظ مراقبون أن رفعت الأسد، عمّ الرئيس بشار الأسد، الذي اختصم مع النظام منذ سنوات يشارك في عملية بيع جميع ممتلكاته في أمريكا ولندن وفرنسا وإسبانيا تحسباً للملاحقات القضائية وعمليات المصادرة التي قد تطاوله هو أيضاً في حال سقوط النظام.
التعليقات