جوبا: حذر جنوب السودان الثلاثاء من انه مصمم على دحر اي هجوم على منطقة هجليج التي سيطر عليها عسكريا في الاسبوع الماضي، وحيث يوجد اكبر حقل نفط سوداني.

وقال الكولونيل فيليب اجوير الناطق باسم جيش جنوب السودان ان القوات السودانية quot;اذا تقدمت نحو هجليج فان الجيش الشعبي لتحرير السودان (حركة التمرد سابقا) مستعد للرد عليها ودحرهاquot; مؤكدا ان quot;الجيش الشعبي لتحرير السودان ينتظرها خارج هجليجquot;.

واضاف ان الوضع quot;ما زال هشا وشديد التوترquot; على الحدود بين ولايتي الوحدة الجنوبية وجنوب كردفان السودانية، حيث تجددت المواجهات المسلحة بين الجيشين في نهاية اذار/مارس الماضي.

غير ان الكولونيل لم يتحدث عن اي قصف جديد الثلاثاء، بل اكتفى بالتطرق الى حريق ما زال يشتعل في حقل نفطي في ضاحية هجليج بعدما اندلع على حد قوله الاثنين بسبب قصف الطيران السوداني. ويتواجه السودان وجنوب السودان في المنطقة منذ نهاية اذار/مارس في اسوأ معارك منذ استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو الماضي.

وكانت قوات جوبا سيطرت لفترة قصيرة على هجليج نهاية اذار/مارس قبل ان تتمركز فيها بشكل دائم منذ الثلاثاء الماضي. من جانبها حذرت الحكومة السودانية من انها ستدافع عن ولاية جنوب كردفان التي تقع فيها منطقة هجليج بكل الوسائل، بينما دفعت سيطرة الجنوب على هجليج بالبرلمان السوداني الاثنين اعلان حكومة جنوب السودان quot;عدواquot;.

وتقع هجليج التي تقول جوبا انها لن تنسحب منها طالما تحتل الخرطوم منطقة ابيي المتنازع عليها، في المناطق الحدودية التي يتنازع عليها البلدان بعد تسعة اشهر من استقلال الجنوب عن الشمال.

ويشكل رسم الحدود المشتركة مع تبادل الاتهامات بدعم حركات متمردة وتقاسم موارد السودان النفطية ما قبل الانفصال، من اسباب التوتر بين الشمال والجنوب. وقد ورثت جوبا مع استقلالها ثلاثة ارباع احتياطي النفط السوداني وتؤمن هجليج اليوم وحدها نصف انتاج نفط الشمال.

وبالتالي فان هذه المنطقة تعد استراتيجية بامتياز بالنسبة إلى الخرطوم التي لا تنوي التخلي عنها البتة. وصعد البلدان خلال الاسبوعين الماضيين التوتر ميدانيا وكلاميا، حيث اتهم الجنوب هذا الاسبوع الشمال بانه قصف معسكر للقوات الدولية في ولاية الوحدة، لكن الخرطوم نفت ذلك، في حين اكدته الامم المتحدة.

ومع القصف جوي والمدفعي يزعم كل من الطرفين انه يتحرك من باب الدفاع عن النفس ويتهم الاخر بشن هجوم. ويتبادل البلدان الاتهام بالسعي الى حرب شاملة جديدة. واغلقت الخرطوم باب المفاوضات التي كانت تجرى تحت اشراف الاتحاد الافريقي من اجل تهدئة التوتر، فيما يبدو ان العاصمتين اصمتا الاذان عن سماع المجتمع الدولي ودعوته الى الضبط النفس.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجددا الثلاثاء البلدين الى وقف المعارك quot;فوراquot;، في حين دعا الرئيس الكيني مواي كيباكي مجموعة دول شرق افريقيا الى ايجاد كل الوسائل الدبلوماسية لتسوية الازمة.

وجرت حرب اهلية لعقود بين شمال وجنوب السودان قبل اتفاق السلام في 2005 الذي فتح المجال امام تقسيم البلاد. واسفرت هذه الحرب الاهلية عن سقوط مليوني قتيل من 1983 الى 2005.

من جانبها دانت وزارة الخارجية الاميركية quot;بحزم قصف القوات المسلحة السودانية لبعثة الامم المتحدة في جنوب السودانquot; الاثنين، ودعت ايضا جنوب السودان الى quot;سحب قواته فورا وبدون شروط من هجليجquot;.