أشرف أبوجلالة من القاهرة: مازالت الإدارة الأميركية تعيش حالة من الانقسام بشأن الطريقة التي يتوجب أن تتعامل من خلالها مع الفضيحة التي تورّط فيها أخيرًا عدد من أفراد الجهاز السري الأميركي خلال زيارة كان يقوم بها الرئيس باراك أوباما للعاصمة الكولومبية قرطاجنة.

ولفتت في هذا الصدد اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن الوضعية الخاصة التي يحظي بها أفراد الجهاز السري في ما يتعلق بتوفير أقصى سبل الحماية والأمان للرئيس في مواجهة أي تهديد، ربما هي السبب الرئيس الذي يحول الآن دون توجيه أوباما أية انتقادات إلى الجهاز، في أعقاب تلك الفضيحة الكبرى.

وأوردت الصحيفة في هذا الإطار عن أحد مسؤولي الإدارة بعد رفضه الكشف عن هويته، قوله quot;كيف لك أن تخرج وتنتقد أناسًا قطعوا وعداً على أنفسهم بأن يفدوك بأرواحهم؟quot;.

فيما قال جاي كارني، السكرتير الصحافي للبيت الأبيض: quot;يثق الرئيس بالفعل، كما قلت من قبل، في الجهاز السري، كما إنه يحترم الوكالة بشدة، ويحترم كذلك الجهود التي تبذلها من أجل حمايته وحماية أسرته وحماية الرؤساء الذين سبقوهquot;.

وتابع كارني quot;ويمكنني القول إن تلك المهمة صعبة للغاية، لأنها تستدعي وضع حياتك في مواجهة الخطر دائماً، وأن تكون مستعداً للتضحية بنفسك ليس فقط من أجل فرد، وإنما من أجل الصدمة التي قد تحدث للأمة في حال تعرّض الرئيس لأي ضررquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما سيشعر بحالة من الغضب، في حال ثبوت صحة الاتهامات الموجّهة إلى الأفراد المتورطين في تلك الواقعة، مثلما سبق له أن قال في المرة الوحيدة التي تطرّق خلالها إلى تلك الفضيحة. لكن الرئيس ومساعديه غير مستقرين بشأن مسألة توجيه توبيخ علني إلى العملاء أنفسهم الذين يعرّضون حياتهم للخطر نيابةً عنهم.

ثم نوهت الصحيفة بوجود اختلاف بين عملاء النخبة الموجودين على متن الطائرة الرئاسية، الذين لم يثبت تورّطهم حتى الآن في الفضيحة، وبين العملاء الذين تم ترحيلهم من قرطاجنة. وقد أعرب عملاء النخبة عن غضبهم الشديد في محادثاتهم الخاصة منذ وقوع الفضيحة، محاولين التأكيد على أن هناك فرقاً بينهم وبين العملاء الذين تورّطوا في تلك المشكلة في قرطاجنة، وتقع على عاتقهم واجبات أكثر هامشية.

في حين قال مسؤول آخر من الإدارة الأميركية: quot;تلك الفضيحة إهانة لصورتهمquot;. غير أن الصحيفة لفتت بعدها إلى أن أوباما والمقربين منه يدركون تمام الإدراك حقيقة المخاطر التي تنطوي عليها مهمة توفير الحماية لأول رئيس أسود ولأسرته. وهو ما كان حقيقياً منذ أن بدأ أوباما في تلقي الحماية من جانب عناصر الجهاز السري في ربيع عام 2007، قبل 9 أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

ثم قالت الصحيفة إنه وعلى عكس ما كان يفعله الرئيس السابق، بيل كلينتون، مع قائد فريق الجهاز السري المنوط بحراسته، فإن أوباما يبدي التزاماً بشكل كبير بما يقوله له العملاء.

هذا وقد باتت العلاقة جديرة بالملاحظة بشكل خاص بين أوباما والجهاز السري عندما بدأ ينظر إليها من منظور سلسلة الحوادث المؤسفة التي وقعت خلال فترة رئاسة أوباما.