مقتل بن لادن على الصحف الباكستانية والأفغانية |
رغم أن زعيم laquo;القاعدةraquo; عاش ست سنوات في مجمّع على الأراضي الباكستانية، فلم تحط استخبارات البلاد علما بهذه الحقيقة، إلا بعد العملية الأميركية التي قتلته قبل سنة بالضبط. لكنها تقول الآن إن الفضل في ختام هذا الفصل البارز يعود اليها في الواقع.
لندن:ظل مقتل أسامة بن لادن على يد القوات البحرية الأميركية الخاصة laquo;سيلraquo; في أبوت أباد مصدر حرج كبير لأجهزة الأمن والدفاع الباكستانية ولكن بشكل خاص بالنسبة إلى جهاز استخبارات البلاد.
فنظيرتها الأميركية لم تخطرها مسبقا بالعملية التي أدت الى أحد أبرز أحداث القرن الجديد وهو مقتل زعيم laquo;القاعدةraquo; بعد ست سنوات من إقامته في باكستان. والأسوأ من هذا أنها لم تستطع الكشف عن هذه العملية مسبقا، ولم تحط علما بها الا بعد الإعلان عنها، مثلها مثل أي شخص آخر. ويذكر أن هذا التطور أضاف مزيدا من التوتر الى العلاقات العسيرة اصلا بين باكستان والولايات المتحدة منذ إعلان هذه الأخيرة حربها على الإرهاب الدولي وlaquo;القاعدةraquo; في أعقاب هجوم 11 ايلول (سبتمبر) 2001 الذي صار يعرف بهجوم 9/11.
على أن استخبارات إسلام أباد تقول الآن - بعد مضي سنة بالضبط على العملية - إن هذه الصورة سلبية فقط لأنها غير مكتملة. وتشرح هذا بالقول إن الفضل في مقتل بن لادن في الثاني من ايار 2011 (مايو) إنما يعود اليها في الواقع، وذلك وفقا لما نقلته صحيفة laquo;واشنطن بوستraquo; عشية الذكرى الأولى للحادثة الشهيرة .
وتقول الصحيفة إن مسؤولين بارزين - حجبت هويتيهما - في laquo;إدارة خدمات الاستخباراتraquo; (الباكستانية)، المعروفة اختصارا بالأحرف اللاتينية ISI laquo;آي إس آيraquo;، أدليا لها حصرياً بدلوهما في هذا الصدد. فقال أحدهما: laquo;نحن مَن قدم المعلومات التي قادت لمعرفة مكان اختفاء زعيم القاعدةraquo;. وقال المسؤول الآخر: laquo;لم تتلق laquo;القاعدةraquo; ضربة في أي مكان في العالم إلا وكنا وراءها على نحو أو آخرraquo;.
وقال المسؤولان إن دور جهاز الاستخبارات الباكستانية الحاسم كان تقديمه الى نظيره الأميركي في 2010 رقم هاتف محمول معيّن كان يستخدم بشكل ملحوظ في اتصالات من وإلى بلدة أبوت أباد (حيث مجمع بن لادن). ورغم أنه لم يكن معروفا وقتها أن هذا الهاتف كان يخص إحدى همزات الوصل بين بن لادن ورموز laquo;القاعدةraquo; من حوله، فقد كان حلقة مهمة في سلسلة المعلومات التي أدت لاحقا الى اكتشاف مخبئه.
اوباما وفريقه يتابعان عملية قتل بن لادن على الهواء |
وشكا المسؤولان بمرارة للصحيفة من أن نظراءهم في الاستخبارات الأميركية laquo;لم يتحركوا في الاتجاهات التي اقترحناهاraquo;. وقال أحدهما إن هذا التصرف laquo;يشي بغياب مريع للثقة من جانب واشنطن في إسلام أباد ونواياهاraquo;. لكن الصحيفة نفسها تتبّعت الأمر الى مسؤول أميركي نفى أن يكون الأمر كما صوّره هذان الباكستانيان، فقال: laquo;الحقيقة البسيطة هي أن الاستخبارات الباكستانية لم تكن هي مصدر الرقم الذي يتحدث عنه هذان المسؤولانraquo;.
وعلى أية حال، فإن الأميركيين يقولون إن شريحة laquo;القاعدةraquo; التي تقف وراء هجوم 9/11 laquo;حُيّدت بالكامل رغم أن بقايا فرعية لها تظل قائمة وتشكل تهديدا على الأمنraquo;، وفقا لما نقلته شبكة laquo;فوكس نيوزraquo; الإخبارية التلفزيونية. ويضيف اولئك المسؤولون قولهم إن غارات طائرات laquo;الدرونraquo; (الطائرات بلا طيار) والغارات الجوية الأخرى laquo;تثبت نجاحا باهرا في مهمتها وهي تفريغ الأراضي الباكستانية من قادة laquo;القاعدةraquo;.
وقال روبرت كارديلو، نائب مدير الاستخبارات القومية الأميركية إن جماعات القاعدة الفرعية الصغيرة laquo;ستحاول ما أمكنها تنظيم هجمات صغيرة النطاق على أهداف غربية سهلة. لكن قدرتها ضعيفة على الوقوف وراء هجمات على مستوى 9/11 أو هجوم 7/7 على شبكة المواصلات في لندنraquo;.
التعليقات