القاهرة: بينما يودع المصريون عهد الرئيس السابق حسني مبارك للأبد، يبدو أن السلطات في مصر قررت أن تفصلهم عن كل ما يذكرهم به نهائياً، فقد خلت اللجنة الإنتخابية التي كان يدلي فيها مبارك وأسرته بأصواتهم من الناخبين تماماً، بعد أن ألغت السلطات المصرية التصويت بها، وبذلك تكون المرة الأولى التي لم تشهد تلك اللجنة أية عملية تصويت في الإنتخابات منذ نحو 30 عاماً.

وتعوّد مبارك وأفراد أسرته الإدلاء بأصواتهم بالإنتخابات على مدار 30 عاماً في لجنة مدرسة مصر الجديدة النموذجية بنات في حي مصر الجديدة الراقي الذي يقع به القصر الجمهوري، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث ينتشر الآلاف من جنود الأمن المركزي في الشارع الذي تقع به المدرسة، والشوارع الخلفية، ويتم تحويل مسارات المرور إلى شوارع أخرى، بينما ينتشر القناصة على أسطح المباني التي يمر بها موكبه أو المحيطة بالمدرسة، ويمنع المارة من العبور أمام مقر المدرسة، ولا يسمح سوى للصحافيين ومصوري التلفزيون الرسمي فقط بالتواجد في محيط المدرسة.

ورغم أن المدرسة كانت ضمن اللجان الإنتخابية في الإنتخابات البرلمانية السابق، إلا أن أنها لم تشارك في الإنتخابات الرئاسية، حيث قرر اللجنة العليا للإنتخابات بناء على نصائح أمنية نقل لجان التصويت إلى ثلاث مدارس هي: الطبرى الاعدادية، والعامة بنات الاعدادية، والكمال الابتدائية.

وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن إلغاء التصويت بمدرسة مصر الجديدة النموذجية بنات جاء نتيجة لتعليمات أمنية عليا، مشيراً إلى أن كان هناك مخاوف من وقوع أعمال عنف بين الناخبين في محيط المدرسة، ولفت إلى أن هناك مرشحين محسوبين على النظام السابق، وعلى رأسهم أحمد شفيق، يمكن أن يتمركزوا أمام المدرسة بإعتبارها رمزاً للنظام السابق، مما قد يثير الغضب لدي شباب الثورة أو التيارات الإسلامية، ويخلق مواجهات بين الجانبين تؤثر على سير الإنتخابات.

ولفت المصدر الأمني إلى أن ألغاء الإنتخابات في لجنة مبارك له دلالة واضحة على إصرار المجلس العسكري على إعلان القطيعة بين المصريين وبين عهده، وإشارة قوية على أن صفحة مبارك قد طويت لأبد، وأنه لا ينوي إعادة إنتاج النظام السابق كما تروج بعض التيارات السياسية.