سلّط الانفجار في وسط العاصمة اليمنية قبل يومين، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 جندي، الضوء على استمرار الحرب التي يقودها تنظيم القاعدة في اليمن.
القاهرة: جاء الانفجار القوي الذي هزّ ميدان السبعين وسط العاصمة اليمنية قبل يومين خلال تدريبات لأحد العروض العسكرية،ما أسفر عن مقتل ما يزيد على 100 جندي، في مشهد مروع، بثته كاميرات التلفزيون التي كانت تنقل الحدث على الهواء، ليسلط الضوء بشكل كبير على حقيقة استمرار الحرب التي تشنها القاعدة على اليمن.
وفي هذا السياق، ذكرت اليوم مجلة quot;التايمquot; الأميركية أن العاصمة اليمنية صنعاء ليست بغريبة على الهجمات الانتحارية. حيث سبق لشاب في نيسان (أبريل) عام 2010 أن فجّر نفسه في محاولة غير ناجحة لقتل السفير البريطاني السابق لدى اليمن تيم تورلوت.
غير أنها نوهت إلى أن انفجار أمس الأول كان بقوة مختلفة. فإلى جانب الوفيات الكثيرة، حاولت المستشفيات في صنعاء أن توفر المكان والإمدادات الطبية المناسبة لمعالجة 222 شخصاً آخر أصيبوا بجروح مختلفة في هذا الهجوم.
وتابعت المجلة حديثها بالقول إن هذا الحادث هو الأكثر دموية في العاصمة منذ الحرب الأهلية عام 1994، كما أنه تذكير قاتم بالاضطرابات التي تواجهها تلك الدولة الفقيرة بعد مرور عام على الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح.
وفي تعليق له على هذا الحادث المأساوي، قال جندي من قوات الأمن المركزي اليمنية يدعى عمرو حبيب، بينما كان يلتقط قبعة حمراء اللون من على الأرض ويضعها فوق رأسه: quot;هذا هو عمل الإرهابيين. فالمتطرفون يميلون لتدمير أمتناquot;.
وقد كان حبيب محقاً في ما قاله، حيث بادر بعدالمذبحةبساعات مسلحون تابعون للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، بنشر بيان على موقع الفايسبوك يعلنون فيه مسؤوليتهم عنها.
وقالوا إن العملية جاءت للرد على العملية الحكومية التي تمت بمساعدة أميركية واستهدفت معاقل التنظيم في جنوب اليمن. وأضافوا: quot;سوف نثأر إن شاء الله، وستصل ألهبة الحرب إليكم في كل مكانquot;.
وأعقبت التايم بتأكيدها أن انفجار أول أمس جاء ليكشف عن التحول الذي طرأ على التكتيكات التي يستعين بها الجهاديون المنشغلون بمحاولة تحويل أنفسهم من مجموعة هامشية من المسلحين إلى حركة تمرد محلية كاملة.
وفي تصريحات أدلى بها للمجلة الأسبوع الماضي، قال جمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن: quot;كان يقدر عدد أفراد تنظيم القاعدة قبل عام بالعشرات، وكانوا يتسلحون بأسلحة خفيفة ويتبعثرون هنا وهناك. أما الآن فأعدادهم تقدر بالآلاف وباتت لديهم دبابات وأسلحة ثقيلة. وباتت القاعدةتهيمن على المنطقة للمرة الاولىفي التاريخquot;.
ثم مضت المجلة تتحدث عن زيادة تطلعات القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال فريد الزهار، أستاذ السياسة في جامعة عدن: quot;نحن نحارب حيواناً جديداً. وتستعرض القاعدة في شبه الجزيرة العربية عضلاتها، بعدما أثبتت أن بمقدورها شن هجمات وقتما وأينما شاءت. وقد بدأوا عملياتهم محلياً، ثم بدأوا يبثون الفوضى الآن في شتى أنحاء البلادquot;.
وختمت التايم حديثها بالقول إن انفجار الاثنين وجه ضربة قوية لحكومة اليمن الجديدة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي حل محل الرئيس علي عبد الله صالح، في أعقاب اتفاق قامت بتدعيمه قوى إقليمية خلال شهر شباط (فبراير) الماضي.
ونقلت عن المحلل المتخصص في الشأن اليمني، عبد الغني الارياني، قوله: quot;هل يمكن للرئيس منصور أن ينفذ تهديده الذي أطلقه للقاعدة ؟ فهو مطالب بأن يثبت أنه عازم على محاربة الإرهاب، لكنها معركة قد تخرج بالفعل عن نطاق سيطرته. وبدأنا نلاحظ مؤخراً المكاسب التي نجحت القاعدة في تحقيقها خلال العام الماضيquot;
التعليقات