لندن: نددت منظمة العفو الدولية التي تنشر الخميس تقريرها السنوي حول حقوق الانسان في العالم بمجلس الامن الدولي الذي لم يصل بنظرها الى مستوى quot;شجاعةquot; المحتجين في بلدان مثل سوريا، ويبدو quot;اكثر فاكثر غير متكيف مع الحاجاتquot;.

وقال الامين العام لمنظمة العفو الدولية في لندن سليل الشطي لوكالة فرانس برس ان quot;شعوبا قد نهضت مجازفة بحياتها. لكن للاسف يخذلها حكام على المستوى الوطني والدوليquot;.

وانتقدت العفو الدولية بشكل خاص عجز الامم المتحدة عن وضع حد لاعمال العنف في سوريا التي اسفرت عن سقوط اكثر من 12 الف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في اذار/مارس 2001 والتي يقمعها النظام.

واسف سليل الشطي لان quot;اعضاء مجلس الامن يستمرون في تغليب مصالحهم السياسية والتجارية على حقوق الشعوبquot;، منددا quot;بالغدر بالشعب السوريquot;.

واشارت المنظمة الى روسيا التي تزود سوريا بالاسلحة، والى الصين، وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ومنعا صدور قرارين يدينان قمع نظام الرئيس بشار الاسد. لكن ايضا الهند والبرازيل وجنوب افريقيا التي quot;التزمت غالبا بصمت متواطئquot;.

ولفت التقرير الى انه quot;في حين احال مجلس الامن الدولي حالة معمر القذافي على المحكمة الجنائية الدولية، لم يتخذ اي تدبير مماثل ضد الرئيس السوري بشار الاسد بالرغم من الادلة الدامغة على جرائم ضد الانسانية ارتكبتها قواته الامنيةquot;.

الى ذلك تحدثت العفو الدولية عن البحرين واليمن، حيث quot;المتظاهرون بحاجة ايضا إلىالحماية من سياسة قادتهم الداميةquot;، والمجتمع الدولي كان ايضا quot;اقل استعدادا بشكل واضح لمساعدتهمquot;.

وفي تقريرها السنوي الخمسين عبّرت العفو الدولية عن اسفها لان تصريحات الدعم التي عبّر عنها المجتمع الدولي في بداية الربيع العربي في 2011 لم quot;تترجم الى افعالquot;. وقالت المنظمة غير الحكومية quot;في الوقت الذي يتوجه فيه المصريون الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد، يطغى الانطباع ان هناك اهدارا متتاليا لكل فرص التغيير التي اتاحها المحتجونquot;.

واضافت ان quot;الشجاعة التي ابداها المتظاهرون خلال العام المنصرم ترافقت مع اخفاقات مجلس الامن الدولي الذي بدا منهكا عاجزا عن الامساك بالوضع وغير متكيف اكثر فاكثر مع الاحتياجاتquot;.

وناشدت المنظمة مجددا الامم المتحدة تبني quot;معاهدة قويةquot; بشأن تجارة الاسلحة اثناء مؤتمر من المقرر عقده من 2 الى 27 تموز/يوليو في نيويورك ورات في ذلك quot;ساعة حقيقة للمسؤولين السياسيينquot;.

وتابعت quot;سيكون الوقت المناسب بالنسبة إليهم لوضع احترام حقوق الانسان فوق منفعتهم ومصالحهم الخاصةquot;، مشيرة الى ان الاعضاء الدائمين في مجلس الامن هم quot;اكبر المزودين بالاسلحة على وجه الكوكبquot;. وحذرت من انه quot;بدون معاهدة قوية، يبدو ان مجلس الامن مصيره الفشل في دوره كحارس للسلام والامن الدوليينquot;.

وتناول تقرير العفو الدولية الذي يغطي الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير الى كانون الاول/ديسمبر 2011 اوضاع حقوق الانسان في 155 بلدا ومنطقة. واحصى قيودا لحرية التعبير في quot;91 بلدا وحالات تعذيب او انواعا اخرى من سوء المعاملة تمارس في الغالب على اشخاص بسبب مشاركتهم في تظاهرات في 101 بلدquot;.

ونددت العفو الدولية خصوصا باستخدام الصين لـquot;ترسانتهاquot; الامنية لـquot;خنق الاحتجاجquot;، كما لفتت الى quot;الوضع المأساويquot; لحقوق الانسان في كوريا الشمالية. وفي خصوص التظاهرات في روسيا اشارت المنظمة الى تعرض المعارضين لـquot;العنف والتحقير بصورة منهجيةquot;.