إسلام أوزكان: اتخذت الحكومة التركية موقفًا حازمًا من سياسات القمع التي ينتهجها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه، وفتحت أبوابها لاستضافة اللاجئين السوريين الفارّين من العنف في بلادهم. وقد شهدت مخيمات اللاجئين، لا سيما مخيم هاتاي، أحداثًا لا تقلّ إثارة عن الأفلام البوليسية، كما جاء في تقرير نشرته صحيفة ملليت التركية.

بعد ورود أنباء تحدثت عن عزم مسؤولين من المخابرات التركية تسليم النظام السوري معارضين سوريين لجأوا إلى تركيا، كشفت المخابرات التركية النقاب عن إحباطها محاولة لاختطاف العقيد السوري المنشق رياض الأسعد، دبّر لها مواطنان تركيان، تربطهما صلة بمواطن سوري مشبوه.

وكانت مدينة ألتين أوزو التابعة لمحافظة أنطاكية في جنوب تركيا، حيث يتواجد معارضون سوريون، فرّوا من بلادهم بعد محاولة الاختطاف الفاشلة تلك.
عميلان تركيان

تمكن جهاز الاستخبارات التركي من رصد تحركات تركيين أجريا اتصالات مع شخص مشبوه في سورية. وبطلب من المدعي العام المخول صلاحيات خاصة، قامت المخابرات بوضع المشتبه فيهم تحت المراقبة، وتبين أنهم كانوا يعدّون العدة لاختطاف العقيد السوري المنشق رياض الأسعد. ألقي القبض على المشتبه فيهم، وطلب الإدعاء العام إحالتهم إلى المحكمة لمحاكمتهم بتهمة التجسس لمصلحة النظام السوري. وتم الإفراج عنهم بعد استجوابهم.

منذ الأيام الأولى لتدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا حظرت الخارجية التركية على المنظمات الأهلية ممارسة أي أنشطة في مخيمات اللاجئين، وكانت تهدف من ذلك إلى إغلاق الطريق أمام أي محاولة للتجسس أو العمالة لمصلحة جهات أجنبية.

نقاشات حول مزاعم العمالة
بعض المصادر الإعلامية التركية قالت سابقًا إن بعض العناصر داخل جهاز المخابرات التركية قامت بتسليم المخابرات السورية منشقين عن الجيش السوري، منهم المقدم حسين الهرموش. إلا أن الخارجية التركية نفت صحة تلك الأنباء. في أعقاب ذلك قالت صحف تركية إن أشخاصًا يعملون في جهاز المخابرات التركية قاموا بتسليم معارضين سوريين للنظام السوري مقابل الحصول على مبالغ مالية، وقد عززت عمليات الاعتقال التي أعقبت ذلك، وطالت شخصيات في جهاز المخابرات، عززت هذه المزاعم.