تونس: دان quot;حزب التحريرquot; غير المرخص له، والمحسوب على التيار السلفي، أعمال عنف قادتها في نهاية الأسبوع الماضي جماعات سلفية متشددة في محافظات تونسية عدة، وحذر من ان سلفيي تونس مدفوعون للعنف من جهات غربية.

وقال رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم الحزب في مؤتمر صحافي الثلاثاء quot;إن ثبتت الأخبار (المتعلقة بالعنف السلفي) فنحن نرفضها وندينهاquot;.وحذر من ان quot;هناك أجندة وجهات تخترق الآنquot; سلفيي تونس، الذين قال إنهم quot;قابلون للاختراقquot;، لأنهم quot;ليسوا مؤطرين، وخليطquot;، وليس لهم quot;وضوح ومنهج وقيادةquot;.

وتحدث بلحاج عن وجود quot;أجندة غربيةquot; لجر السلفيين في تونس نحو العنف. كما اتهم دولاً خليجية، لم يسمها، بأنها quot;تريد أن تخلجن الثورات العربية، وأن تأخذها في اتجاه معروف نرفضهquot; من دون تحديده. ودعت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان غير الحكومية الاثنين السلطات إلى quot;تطويق ظاهرة العنف السلفيquot; في البلاد. وتصاعدت في تونس أخيرًا أعمال عنف قادها سلفيون متشددون.

وفي نهاية الاسبوع الماضي هاجم هؤلاء محال لبيع المشروبات الكحولية في محافظتي جندوبة (شمال غرب) وسيدي بوزيد (وسط غرب) وأحرقوا مراكز شرطة في مدينة غار الدماء في محافظة جندوبة.

وحذرت رابطة حقوق الإنسان الجمعة الماضي من أن quot;المجموعات (السلفية) العنيفة والخارجة عن القانون والفالتة من العقاب تصول لتنشر الرعب وتعنف ماديًا ومعنويًا النساء والمثقفين والصحافيين والمبدعين والنقابيين والسياسيين ومناضلي حقوق الإنسان، ولتعتدي على الحرية الأكاديمية وعلى المؤسسات التربوية ودور العبادة ومقرات النقابات والأحزاب السياسية، مع ما رافق ذلك من توظيف للدين وتكفير للمواطنين وتخوينهمquot;.

في سياق آخر أعلن رضا بلحاج أن حزب التحرير يقوم الآن بدور quot;ميدانيquot; في سوريا quot;لإنجاح ثورة الشامquot; التي اعتبرها quot;نتاجًاquot; للثورة التونسية.
وذكر بأن الحزب الذي تأسس عام 1953 في الشرق الأوسط له فروع في quot;50 بلدا إسلاميًاquot;.

وذكر بلحاج أن فرع الحزب في تونس قدم يوم 14 أيار/مايو الجاري طلب رسميا إلى السلطات للحصول على ترخيص للعمل القانوني. وتابع ان الحزب ينتظر رد السلطات، قائلاً quot;نحن لا نستجدي، ولا نتوسل، ولا نقف على أبواب أحدquot;.

وسبق أن رفضت تونس الترخيص للحزب الذي يطالب بإقامة quot;دولة خلافة إسلاميةquot;. ويمنع قانون الأحزاب في تونس تأسيس أحزاب على أساس ديني. لكن السلطات رخصت في 29 آذار/مارس الماضي quot;جبهة الإصلاحquot;، التي أصبحت أول حزب سلفي يحصل على ترخيص للعمل القانوني في تونس.

وتعرف quot;جبهة الإصلاحquot; نفسها بانها quot;حزب سياسي أساسه الإسلام، ومرجعه في الإصلاح القرآن والسنة بفهم سلف الأمةquot;، وتقول إنها تسعى إلى إقامة quot;دولة تطبق أحكام الشريعة الإسلاميةquot;. وأعلن محمد خوجة رئيس الحزب في تصريحات صحافية نشرت الاثنين رفضه لأعمال العنف التي تقودها جماعات سلفية متشددة في تونس.

وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس ، وعلي العريض وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة حثا في وقت سابق سلفيي تونس على التنظم في أحزاب سياسية والابتعاد عن quot;العنفquot;.

ولم يكن السلفيون يجرؤون على التحرك في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خوفا من بطش أجهزة الأمن. وزج بن علي بالآلاف من هؤلاء في السجون وأجبر مئات آخرين على الهرب خارج البلاد. ويقول مراقبون ان quot;سلفيي تونس يعتقدون أن ظهورهم أصبحت محميةquot; منذ فوز حركة النهضة الإسلامية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي.

وتتهم أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية حركة النهضة بالتواطؤ مع السلفيين والسكوت عن تجاوزاتهم المستمرة، فيما تقول الحركة انها بصدد quot;محاورةquot; هؤلاء لاقناعهم بضرورة التخلي عن العنف. ويقول رجال دين إن السلفيين الضالعين في أعمال العنف quot;وهابيونquot; ويتلقون دعمًا من السعودية لإثارة quot;فتنةquot; تونس. ويقدر باحثون عدد السلفيين في تونس التي يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة بنحو 10 آلاف شخص.