هبّ الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لمساعدة الرئيس الحالي باراك أوباما، الذي تحسنت علاقته به منذ 2008، لجمع أكثر من 3.6 ملايين دولار من أجل تمويل حملة الأخير لاعادة انتخابه من خلال ثلاث مناسبات اجتماعية.
واشنطن: يشارك الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون، الديموقراطي الوحيد الذي تولى رئاسة البلاد لولايتين متتاليتين منذ الحرب العالمية الثانية، في ثلاث مناسبات انتخابية مع الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما الذي منيّ أخيرًا بنكسة قوية قبل خمسة أشهر من الانتخابات بعد معدلات البطالة السيئة التي اعلنت الجمعة.
ويحضر الرئيسان حفل استقبال يصل ثمن بطاقة دخوله الى 40 الف دولار قبل أن يتوجها معًا الى فندق والدورف استوريا لحضور حفل عشاء رسمي يحييه مغني الروك الشهير جون بون جوفي ويحضره 500 شخص بلغ سعر أقل مقعد فيه 2500 دولار.
وعلى الأثر يتوجه أوباما وكلينتون الى مسرح في برودواي لحضور عرض موسيقي ينتظر أن يحضره 1700 متفرج وبلغ سعر ارخص بطاقة لدخوله 250 دولارًا، كما افاد مسؤول في فريق حملة أوباما طالبًا عدم ذكر اسمه.
وهكذا يتوقع أن تتجاوز حصيلة هذه المناسبات 3.6 ملايين دولار دون حساب عملية سحب القرعة التي ستتيح لثلاثة اشخاص حضور حفل العشاء الرسمي والعرض الموسيقي ولقاء أوباما وكلينتون. وكانت هذه القرعة اتاحت مضاعفة دخل سهرة اقامها النجم جورج كلوني لأوباما في منزله القريب من لوس انجلوس في ايار/مايو الماضي.
وكانت العلاقة بين أوباما وكلينتون الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة من 1993 الى 2001 شهدت توترات عدة في العامين 2007 و2008 عندما تقدم أوباما على quot;السيدة الاولىquot; السابقة هيلاري كلينتون في سباق الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة قبل أن يتغلب عليها في النهاية قبل اربع سنوات بالضبط في 3 حزيران/يونيو 2008.
وعلى الأثر وضع بيل كلينتون الذي احتفظ بشعبية كبيرة داخل الحزب الديموقراطي كل ثقله لانجاح أوباما في الانتخابات الرئاسية في دنفر (كولورادو، غرب).
وبعد احتجابه نسبيًا خلال السنتين الاوليين من ولاية أوباما الذي اختار هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، بدأ كلينتون يظهر أكثر فأكثر الى جانب الرئيس منذ أن ارغم الاخير على التعايش مع الجمهوريين في الكونغرس العام 2011 وهي الحالة التي واجهها كلينتون نفسه.
وقام بدور أكبر في حملة إعادة انتخاب أوباما عبر الإشادة في شريط فيديو بقرار الرئيس خلال الهجوم على مخبأ اسامة بن لادن. كما فتح امامه دائرة مموليه النافذين وشارك معه في نهاية نيسان/ابريل في لقاء لجمع التبرعات في ضاحية راقية لواشنطن.
ولعملية جمع الاموال أهمية حاسمة لحسن سير الحملة الانتخابية التي تصل كلفتها الى مئات ملايين الدولارات، ما يجعل أوباما يشارك بمعدل متسارع في مثل هذه اللقاءات في الوقت الذي يبدو أن منافسه الجمهوري ميت رومني يستفيد اكثر منه من قواعد التمويل الجديدة للحملات الانتخابية التي اتاحت للمؤسسات المساهمة فيها بلا حدود.
وقد تعرض أوباما اخيرًا لنكسة قوية مع معدلات البطالة المرتفعة التي اعلنت الجمعة، والتي اثارت القلق من حدوث بطء في عملية التوظيف في خضم الموسم الانتخابي. وهي نقطة ضعف لم يتوانَ رومني في استخدامها في الهجوم عليه.
وفي الوقت الذي يشدد فيه الديموقراطيون على أن تاريخ رومني المهني في شركات المخاطرة لا يؤهله للرئاسة، اعتبر كلينتون الخميس في حديث لشبكة quot;سي.ان.انquot; أن quot;رجلاً كان حاكمًا وله تاريخ جيد في عالم المال يجب أن ينجح في اختبار التأهلquot; للبيت الابيض.
وعلى الأثر شرح كلينتون فكرته، كما اوضح فريق الحملة الانتخابية، وهي أن رومني مؤهل quot;لكن ينبغي عدم انتخابه لأنه على خطأ بشأن الاقتصاد وبشأن جميع الملفات الأخرىquot;، كما قال.
التعليقات