الخبير الأمني اللواء فؤاد حسين

أكد اللواء فؤاد حسين، في حديث مع quot;إيلافquot; أن الوضع الأمني على الحدود بين مصر وإسرائيل ممتاز، وأن الجهات التي نفذت تفجيرات رفح مدربة على الأعمال الانتحارية، وأنها مدعومة من قبل جهات اسلامية ويهودية.


القاهرة: أكد اللواء فؤاد حسين، الخبير الأمني في جهاز المخابرات الحربية الأسبق في حواره مع quot;إيلافquot;، أن الجهات التي نفذت تفجيرات رفح، هي جهات مدربة على العمليات الانتحارية، مما يشير إلى أنهم من حركة حماس وتدعمهم جهات إسلامية ويهودية، مستبعدًا تمامًا مشاركة أهل سيناء في هذه العملية الإرهابية.

ورفض الخبير الأمني المطالب المنادية بتعديل إتفاقية السلام مع إسرائيل، معتبرًا أن الوضع الأمني على الحدود بين مصر وتل أبيب ممتاز بعد تعديل الاتفاقية أكثر من مرة، وأصبح من حق الجنود المصريين حمل أسلحة ثقيلة.


من يقف وراء تفجيرات رفح؟

التفجيرات نفذها أشخاص محترفون جدًا، وهذا يؤكد براءة أهل سيناء من المشاركة في هذا العمل الإرهابي. ومن ارتكبوا هذه المجزرة خرجوا من غزة، وهم مكلفون بتنفيذ هذه المهمة من قبل جهات إسلامية ويهودية، كما أنهم مدربون على العمليات الاستشهادية وهو دليل على أنهم من حركة حماس.

وما هي الرسالة من وراء تلك التفجيرات؟

المقصود إيصاله من وراء هذا العمل الارهابي، هو أن سيناء غير آمنة وأن المصريين مقصرون، وأن الفوضى الأمنية في سيناء سوف تعزز مطالب إسرائيل بحماية نفسها، من خلال طلب التسليح، فهناك عدة رسائل سياسية من وراء الهجوم تصب في صالح تل أبيب وحماس .

وماالفائدة التي سوف تعود على حماس من وراء الهجوم؟

مساحة غزة هي 5 كيلومترات مربعة، وعدد سكانها مليون ونصف، وحماس تريد التوطين في سيناء، وأخذ مساحة منها، وهناك عملية شراء كبيرة للشعب الفلسطيني في سيناء من أجل بناء وطن جديد للفلسطينيين .

هل الرئيس مرسي مسؤول عن الحادث بفتح علاقات طيبة مع حماس ؟

العلاقات المفتوحة التي أعلن عنها الرئيس محمد مرسي، ليست في صالحنا، كما أنها أضرت بالبلاد، فمصر تعيش وهم المساعدات الإنسانية لغزة، هذه ليست مسؤوليتنا، والشعب الفلسطيني مسؤول عن تحرير أرضه، لا مصر، يكفي ما دفعناه بسبب القضية الفلسطينية.

هل تحتاج مصر لإعادة إتفاقية كامب ديفيد؟

مصر ليست بحاجة لإعادة إتفاقية السلام، والوضع الأمني على الحدود مع إسرائيل ممتاز، وما يقال في هذا الشأن يخرج عن أشخاص غير مدركين للوضع في سيناء. التواجد العسكري لمصرعلى الحدود كافٍ، بدليل أن المدرعة التي سرقت من الوحدة المصرية محملة بأسلحة ثقيلة، ولكن الحادث نتج عن غفلة من الجنود.

هل هناك تخاذل من جانب المخابرات والأجهزة الأمنية ؟

هذه الأمور متوقعة للمخابرات خاصة في المناطق الحدودية، لكنّ هناك تقصيراً، فمن المعروف في الجيش أنه يجب أن يكون فريقاً في حالة تأهب عندما يكون الآخر في راحة، ولكن ما حدث إهمال.

لماذا فشلت الأجهزة الأمنية المصرية في التعامل مع أزمة الأنفاق على مدار السنوات الماضية ؟

اللواء فؤاد حسين يعتبر أن الأوضاع الأمنية على الحدود ممتازة

هناك أنفاق ممتدة من بيوت في رفح في سيناء إلى غزة، وباستطاعة مصر أن تسيطر عليها وتهدمها، ولكنها تعاملت quot;بطبطبة quot;مع الأزمات السابقة، ولو أرادت القضاء عليها، فستفعل ذلك إلا أن القرار يحتاج إرادة الرئيس، لوقف ما يحدث من تهريب عبر هذه المعابر وتهديد للأمن الوطني المصري دائمًا.

ولماذا هذا التهميش لسيناء على مدار السنوات الماضية ؟

لأننا ومنذ الاحتلال الانجليزي حتى قيام حرب 1967 كنا ممنوعين من الدخول إليها إلا بتصريح؛ لكونها تعامل على أنها منطقة عسكرية
فأهالي سيناء أنفسهم عندما كانوا يريدون الذهاب إلى الإسماعيلية لشراء لوازمهم، كان لا بد وأن يحصلوا على تصريح من الحدود، فسيناء منطقة عسكرية منذ ما قبل ثورة 1952، وحتى الرئيس عبد الناصر كان يعتبرها منطقة عسكرية، لقربها من إسرائيل ولكونها منطقة حرب؛ ولهذا رفض تعميرها، فسيناء مهمشة منذ 100 سنة، وليس الـ30 عامًا الماضية فقط .

وهل مازالت إسرائيل تنظر إلى سيناء على أنها أرض الميعاد ؟

هم يقولون إن سيناء منطقة محتلة، ويقيمون احتفالات جنائزية، في الخامس والعشرين من شهر نيسان (أبريل) من كل عام، على اعتبار أن سيناء أرض خاصة بهم، بل أيضًا هم يعتقدون أن أرض الميعاد تمتد من شرق النيل حتى الفرات في العراق، وبالتالي يظنون لذلك أن كل محافظات مصر من شرق النيل تابعة لإسرائيل.

ماهي حقيقة المناطق التي تم بيعها من أرض سيناء؟

بعد الأراضي بيعت عبر مستثمرين مصريين، بعد اشتهار شرم الشيخ سياحيًا، حيث كانوا يقومون بشراء قطعة كبيرة من الأرض، ويبيعونها لشركة أجنبية غير مسجلة.

بحكم اهتمامك بسيناء ما هي أهم المشاكل التي يعاني منها البدو هناك ؟

سيناء بلا خدمات، وبدون مدارس أو مستشفيات، ولو أن العمل بدأ على مستوصف وسط سيناء، ولكن عندما تبحث عن الأطباء تجدهم يقومون بالتزويغ أو الاستقالة من الحكومة، حتى لا ينفذ أمر التكليف.
والبدو يعيشون كأنهم ليسوا مصريين آدميين، والجميع يعيش على القدرة الإلهية.

ولكن السائد أن مواطني سيناء جواسيس وتجار مخدرات.

هناك في إسرائيل وداخل المخابرات الحربية، مركز يدعى quot;أمانquot; متخصص بمتابعة ما يحدث في سيناء، وللعلم لديهم معلومات تفصيلية عن كل شبر في سيناء، لا علم لمصر بربعها، ودور هذا المركز هو نشر الشائعات حول المواطنين في سيناء، وبث المخاوف من أجل عزل المنطقة، وعدم إعمارها استعدادًا لعودة احتلالها مرة أخرى، في حين أن الشعب السيناوي طيب، وابن بلد، ووطني.

ما حقيقة وجود تنظيم للقاعدة في سيناء ؟

كثيرون في مصر يؤمنون بتنظيم القاعدة، ويقتنعون به لأنهم يحبون quot;بن لادنquot; من أيام حرب أفغانستان، عندما كانت تحارب روسيا الشيوعية، فتنظيم القاعدة موجود في كل مصر، وليس فقط في سيناء فقط، ولكنني شخصيًا أستبعد وجود التنظيم بشكل أساسي في سيناء كما يدعي البعض.

ولكن ما تفسيرك لانتشار الأسلحة الثقيلة والانفلات الأمني فى سيناء؟

السلاح منتشر في سيناء منذ حرب 1973، حتى الطفل هناك يحمل سلاحًا، ولكن العملية زادت بعد الثورة، مستغلين الانفلات الأمني، وتراجع الأمن على الحدود، حيث تم تهريب ودخول شحنات سلاح للتجارة من ليبيا إلى مصر عبر سيناء والإسماعيلية، والوحيد المستفيد من شرائها هي حركة حماس أو الفلسطينيين، وللعلم، حماس تأخذ أموالاً من العالم والدول العربية من أجل بناء مستعمرات وليس لمحاربة إسرائيل كما تدعي، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لفتح وحماس مجرد quot;سبوبة quot; تجذب لهم الأموال لبناء قصور لهم، فسيناء الآن أصبحت أرضًا خصبة لتجارة السلاح في ظل تراجع الأمن.


خرجت تصريحات عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذر من الوضع الأمني في سيناء، بل وصل الأمر إلى حد استدعاء الاحتياطي. فما تفسيرك لهذه التحركات؟

إسرائيل تريد إيصال رسالة للعالم بأن حدودها مع مصر غير آمنة، ما يلفت نظر الدول بدعم وإمداد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة؛ لتأمين نفسها. والأمر الآخر هو أن تل أبيب تريد تصوير الثورة في مصر بالخطيرة، وأن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك كان الأكثر توفيرًا للأمان، وبذلك ينتقد العالم الثورة المصرية.

وماذا عن وضع قواتنا المسلحة في سيناء؟

الوضع الأمني أفضل بكثير من قبل 1967، حيث كان انتشار قواتنا على الحدود مباشرة؛ ولهذا نجد أن خطة اقتحام إسرائيل لسيناء في حرب 1956 و1967 واحدة، بمحاصرة طائرات الجنود على الحدود، وعندما سألوا موسى ديان عن ذلك قال إن إسرائيل تعرف عن سيناء ما لا يعرفه المصريون، ولكن وضع قواتنا الآن أفضل بكثير وهم قادرون على أي مواجهة بفضل انتشار قواتنا في المنطقة quot;أ، ب ،جquot; ولا أعتقد أننا نحتاج إلى تزويدهم بعد تزويدهم خلال السنوات الماضية.

من يقف وراء تفجيرات خطوط الغاز المستمرة في سيناء؟

بالطبع من يقف وراء هذه التفجيرات هي إسرائيل، الا أن التنفيذ لم يقم به يهود إسرائيل، حيث أن تل أبيب تخشى من المواجهة المباشرة في مثل هذه العمليات، ولكنها لجأت إلى عملاء لها قد يكونون من فلسطين أو من دول أخرى، والهدف من التفجيرات، إيصال رسالة للعالم بأن سيناء غير آمنة مما يمهّل في حصول تل أبيب على المزيد من الإمداد بالأسلحة، بدليل أن التفجيرات تتم في مكان يسهل إصلاحه، ولا تتم في وسط الخط .

من نفذوا تفجيرات رفح مدعومون من جهات اسلامية ويهودية


هل من مصلحة مصر حفاظ الرئيس على علاقات سلام مع إسرائيل ؟

بالتأكيد، فليس من مصلحة مصر الدخول في صدام مع تل أبيب، على الرغم من أن الأخيرة تريد ذلك حاليًا، ولابد أن يكون الرئيس ذكيًا في علاقاته الدولية وليته يبتعد عن التصريحات العنترية التي يتبناها الآخرون .